تعمل الأفواج الكشفية على تكوين الفتية تحت لواء القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية، التي سطّرت أهدافها وفق ما يتماشى مع الدين والعرف، إذ أنها تمكّنت من تخريج عدد من القادة والقائدات كونوا مستقبلهم وهم يساهمون اليوم في إعلاء راية الوطن من خلال مناصب عملهم، كما استطاعت هذه الأفواج أن تنقل صوت الحركة الكشفية الوطنية الى الخارج، حتى أصبحت مثالا يقتدى به، ومن بين الأفواج التي تعمل وفق هذا المنهاج، فوج الأمل لولاية البويرة حيث حاورت السياسي قائده العام محمد رشادي، الذي أكد أنّ الكشافة الجزائرية تملك من الخبرة والتأهيل ما تملكه الكثير من الحركات الكشفية في مختلف أنحاء العالم، ويلزمها العمل الجاد لتطوير الحركة الكشفية في الجزائر. بداية، متى تأسّس فوج الأمل الكشفي بالبويرة؟ - فوج الأمل هو أحد الأفواج التي تنتمي للكشافة الإسلامية الجزائرية بولاية البويرة، تأسّس في سنة 2004، يضم ما يصل الى 70 منخرطا من الفئات العمرية بين 6 سنوات حتى 18 سنة منقسمين عبر الوحدات الكشفية الثلاث ويؤطرهم 8 قادة مؤهلين لقيادة الوحدات. فيما تتمثل الأنشطة التي تقومون بها؟ - تندرج أعمال الفوج ضمن البرنامج العام والسنوي للفوج وتنقسم الى عدة نشاطات تتعلق بتطبيق البرنامج الخاص للقيادة العامة والمتمثل في الخرجات والرحلات مثل المخيمات المنظمة في العطل والتي تقودنا الى مناطق مختلفة تجمع بين الترفيه والتثقيف، ونحتفل بالأعياد الوطنية والدينية بالاشتراك مع عدة أفواج من الولاية ويكون ذلك تحت إشراف السلطات المحلية حيث ننظم حفلا إنشاديا من تقديم الفرق الانشادية الخاصة بالأفواج، إضافة الى تنظيم معارض تجسد الثورة الجزائرية وتضحيات المجاهدين والشهداء ونقوم بمسيرة نجوب بها الشوارع الرئيسية للمدينة. أما الجانب الداخلي للفوج، فإننا نقدم دروس الدعم للتلاميذ ويكون ذلك من قبل القادة المدرسين وكذا الطلبة الجامعيين لتلاميذ الطور الابتدائي والمتوسط كما أننا ننظم مسابقات في حفظ القرآن الكريم ونكرم الفائزين فيها بهدايا تشجيعية لحفظ المزيد منه. على غرار ما سبق ذكره، هل من نشاطات أخرى تُذكر؟ - في إطار التكوين الذي نمنحه لفتيان الفوج نحفزهم على العمل الخيري ونرافقهم فيه، فمن بين الأنشطة الخيرية التي نقوم بها، توزيع قفة رمضان على العائلات المحتاجة في قرى ومداشر البويرة كما نقوم بفتح مطعم لإفطار المحتاجين وعابري السبيل والمتشردين إضافة الى توزيع كسوة العيد على الأطفال المعوزين والايتام وقد نظم الفوج خلال الموسم الدراسي معرضا لبيع الأدوات المدرسية بأسعار معقولة، حتى يتمكّن الجميع من اقتنائها كما أننا ومنذ التأسيس، اعتدنا على منح قفة شهرية لبعض الأسر المحتاجة التي تقطن في المناطق النائية وتوزيع عليها بعض المساعدات الإنسانية من ملابس وأحذية وأفرشة ونكثّف من هذا النشاط في موسم البرد كما أننا نقوم بتنظيم ختان جماعي خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم كما نقوم خلال الأعياد والمناسبات الدينية بتنظيم زيارات للمستشفيات للتخفيف عن المرضى ورسم البسمة على وجوههم. وماذا عن الحملات التوعوية والتحسيسية التي تقومون بها؟ - في إطار النشاطات المبرمجة في نشاطاتنا، نقوم بتنظيم عدة حملات توعوية وتحسيسية حول مختلف الأخطار التي تطال المجتمع من أمراض وآفات وقد شاركنا في حملة الصحراء الكبرى لا للمخدرات ، إضافة الى تنظيمنا لعدة حملات لطلاب المستويات التعليمية الثلاثة وخاصة المراهقين، ونقوم بحملات تنظيف للمساحات الخضراء والساحات العامة خاصة في الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية، بالإضافة الى حملات التشجير التي نقوم بها دوريا خاصة في فصل الربيع. إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ - نسعى لتكوين الأطفال والشباب خاصة في جميع المجالات وان يهتموا بكافة شرائح المجتمع حتى يكونوا فاعلين فيه، إضافة الى المساهمة في التخفيف عن آلام الكثير من المحتاجين الذين قست عليهم الحياة وأصبحوا يعيشون أوضاعا صعبة. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - الدعم المالي ممنوح لنا من قبل السلطات المحلية في البويرة والتي تخصص لنا مبلغا معتبرا في إطار الميزانية الممنوحة للأفواج والجمعيات الكشفية، دون ان ننسى مساهمات وتبرعات المحسنين الذين يقومون بتمويل نشاطاتنا بالامور العينية وليس المالية. هل من مشاكل تعيق عملكم؟ - منذ تأسيس الفوج، لم نتحصل على مقر خاص بالفوج بل ننشط في إحدى المؤسسات التربوية ما يجعل نشاطنا محصورا بالوقت في الكثير من الأحيان حيث نعمل رفقة عدد من الأعضاء من اجل إيجاد مقر ولو كان صغيرا للتوسّع أكثر في أعمالنا ومن اجل منح استقرار دائم للفوج. هل من مشاريع تعملون على تحقيقها في الوقت الحالي؟ - نعمل في الوقت الحالي على منح تكوين في الإعلام الآلي للكشافين وذلك في دار الشباب الخاصة بالمدينة من اجل دعمهم في المجال الدراسي، كما نخطط لمشروع تشجير بعض المساحات المهمّشة من أجل الحفاظ على البيئة. كيف ترون واقع الحركة الكشفية اليوم في بلادنا؟ - العمل الكشفي، ومنذ تأسيسه، يعمل على بناء الوطن والرقي به وقد استطاع في وقت سابق ان يوصل صوت الثورة التحريرية الى العالم بأسره ويصور جرائم الاستعمار الفرنسي، واليوم يملك الخبرات والتجارب التي تؤهله لأن يحتل المراتب الاولى دوليا لكن ينقصه الدعم المالي أولا من اجل توسيع نشاطه لتشمل كل الفئات إضافة الى بذل المجهود في سبيل إيصال الرسالة الكشفية. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - نشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية، من أجل النهوض قدما في إطار خدمة الفرد والمجتمع.