تمكّنت الكشافة الإسلامية الجزائرية أن تشمل العديد من الولايات ويبرز ذلك من خلال الأفواج الموزعة عبر التراب الوطني، والتي تعمل على توحيد جهود الجميع من أجل بناء الوطن من خلال جملة الأنشطة الكشفية والخيرية، ومن بين الأفواج العاملة على تحقيق هذه الأهداف، فوج الصراط الناشط ببشار، وللتعرف عن قرب على هذا الفوج وعمله، حاورت السياسي بن رابح بشير، القائد العام للفوج، الذي أكد على أن التقدم والتطور في العمل يحتاج الى أياد داعمة. بداية، متى تأسّس فوج الصراط الكشفي الناشط ببشار؟ - فوج الصراط هو من أحد الأفواج التي تندرج ضمن الأفواج التابعة للكشافة الإسلامية الجزائرية، تأسّس في سنة 2010 ببلدية اقلي ببشار ويضم أكثر من 50 كشافا منقسمين عبر الوحدات الكشفية الثلاث يؤطرهم 6 قادة مؤهلين جلهم من خريجي الفوج ويعملون على تكوين الفتيان والفتيات وفق البرنامج العام للكشافة، وفي إطار برنامج خاص يسطّره القادة تماشيا مع الظروف والمناسبات والإمكانيات المتوفرة لدى الفوج. ما هي الأنشطة التي تقومون بها؟ - تعدّدت الأنشطة التي نقوم بها، فمنها ما يتعلق بالحياة الكشفية مثل الخرجات الأسبوعية والمخيمات الصيفية أين تقودنا هذه المخيمات في كل مرة الى منطقة معينة ونقوم ببحث مسبق حول تلك المنطقة ونقوم بحملة خاصة لسكانها وقد تنوعت الحملات من تشجير للمناطق الصحراوية وتنظيف للسواحل والمساحات الخضراء في المناطق الداخلية كما نقوم، من خلال هذه المخيمات، على تدريب الفتيان والفتيات على الاعتماد على النفس والتآخي فيما بينهم والتعاون في السراء والضراء. ونقوم بأنشطة داخل المقر تتمثل في تعليم مختلف القوانين الكشفية والدروس المتعلقة بالآداب المختلفة وكذا دروس حفظ القرآن الكريم وتعلم السيرة النبوية الى جانب هذا، يشارك الفوج في الاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية مثل إحياء ليلة القدر والمولد النبوي الشريف بنشاطات مثل مسابقات دينية نختمها بتوزيع جوائز على الكشافين الفائزين، كما قمنا بإحياء عيد الاستقلال والثورة ويوم المجاهد ومختلف الأيام الوطنية، إضافة الى هذا، فإن قادة الفوج يقومون في كل بداية فصل الصيف بتنظيم دورات لمحو الأمية في تعليم القرآن الكريم لكبار السن من أهل المنطقة وقد لاقت هذه الدورات، التي نقوم بها منذ 5 سنوات، إقبال الكثير منهم، والحمد للّه. على غرار ما سبق ذكره، فماذا عن الجانب الخيري والتطوعي من نشاطاتكم؟ - الأنشطة الخيرية التي نقوم بها تكون وفق الإمكانيات الخاصة بالفوج، فعلى غرار إطعام عابري السبيل في جل أيام شهر رمضان الكريم ومساعدة إحدى العائلات المحتاجة بتوفير مجموعة من المساعدات الإنسانية من ألبسة ومواد غذائية وتكون هذه المساعدة شهرية، وبمناسبة الدخول الاجتماعي الجديد، قمنا بإطلاق حملة الحقيبة المدرسية، استطعنا خلالها جمع 15 حقيبة مدرسية لفائدة الايتام من سكان المنطقة، وبمناسبة عيد الأضحى، قمنا بعملية جمع اللحوم وتوزيعها على العائلات المعوزة كما نقوم في إطار العمل الخيري بزيارات للمستشفيات للوقوف على حاجياتهم وإدخال البسمة على وجوههم، كما نقوم بحملات توعوية لتنظيف إحياء والشوارع والساحات الرئيسية في المنطقة حفاظا على البيئة والمحيط، إضافة الى هذا، فإننا نقوم بحملة تشجير في كل فصل الربيع وذلك بالاشتراك مع السلطات المحلية وتلاميذ الابتدائيات من أجل تحفيزهم على التعاون والعمل في خدمة المجتمع. إلى ما تسعون من خلال جل ما تقومون به؟ - هدفنا لا يختلف عن جل الأفواج التابعة للكشافة الإسلامية الجزائرية وهو التكوين الجيّد والسليم للأطفال، حتى يصبح جيلا قويا يعول عليه في بناء الوطن، إضافة الى رفع الغبن عن الكثير من المحتاجين ولو أننا لازلنا لم نحقق ولو جزءا بسيطا من هذا الأمر بسبب نقص الإمكانيات. ونعمل على ان نكون قدوة في العمل الكشفي والعمل الخيري ونسموا بالفرد والوطن. ما مصدر الإعانات المتحصل عليها لمزاولة هذه الأنشطة؟ - نعتمد خلال نشاطاتنا على الدعم المالي للقادة وأصدقاء الفوج الذين يدعمون أنشطتنا خاصة الخيرية منها، فنحن لا نتلقى اي دعم من السلطات المحلية، رغم أننا معتمدون من قبل السلطات المعنية وهم متعاونون معنا في توفير النقل خلال الخرجات وتسهيل الحملات التطوعية التي نقوم بها فقط. هل من مشاكل تواجهكم على الصعيد العملي؟ - المشكلة الرئيسية التي نعاني منها هي التهميش من قبل السلطات المحلية، إذ نملك الخبرات والقدرات ولكن ينقصنا الدعم المالي والمعنوي للمضي قدما نحو التغيير الإيجابي والفعّال. هل لديكم مشاريع تحضّرون لها؟ - نحضّر خلال موسم الربيع لحملة تشجير وتنظيف لبعض المساحات على مستوى بلدية اقلي، كما سنقدم البرنامج الخاص بحفظ القرآن الكريم بسبب تزامن الموعد المعتاد مع دخول شهر رمضان الكريم، حيث ستدوم فترة الحفظ شهرا كاملا تنتهي بتكريم حفظة القرآن الكريم بجوائز معتبرة لتحفيزهم وتشجيعهم أكثر على حفظه والاقتداء بتعاليمه. كيف ترون واقع الكشاف في الجنوب؟ - الكشاف في الجنوب لا يختلف عن الكشاف في الشمال وغيره من مناطق الوطن يملك القدرة والإرادة وكذا الخبرة ما ينقصنا هو الالتفاف من قبل السلطات المحلية لدعم هذا العمل حتى نصبح رائدين في مختلف النشاطات التي نقوم بها ونصلح ذاتنا ومجتمعنا، فمواصلة التقدم والعمل تحتاج الى أياد تدعمها سواء من الجانب المالي او المعنوي، إضافة الى تشجيع الأطفال الذين يبذلون جهدا كبيرا في تنظيم وقتهم بين الدراسة وبين الحياة الكشفية. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - نشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة التي تعد دعما لعملنا وعمل جميع الأفواج الكشفية التي تعاني من التهميش، وأدعو كل الفاعلين في المجتمع ان يلتفوا حول الحركة الكشفية حتى نطور ونتطور أكثر.