الكشافة ليست مستقبلا مهنيا ولا تزيد من رصيد الإنسان المادي شيئا ولكنها حياة عمادها سعادة الآخرين، حياة يفهمها من آمن بها ولا يكترث للماديات بقدر ما تعنيه القيم والمبادئ العليا والثوابت الأصيل، ومن بين الأفواج التي تحرص على ان تعلم فتيانها هذه المبادئ و تغرسها فيهم، فوج المنى بولاية عنابة، حيث حاورت السياسي القائد العام للفوج، رفيق زايدي، للتعرف أكثر على أهم أعمالهم وأنشطتهم الموجّهة للمجتمع المدني. متى تأسّس فوج المنى بعنابة؟ - فوج المنى هو أحد الأفواج الكشفية التي تنضوي تحت لواء الكشافة الإسلامية الجزائرية، وهو من أقدم الأفواج على المستوى الولائي، بدأ العمل في 1988 يضم سنويا ما يقارب ال170 كشاف منقسمين بين الوحدات الكشفية الثلاث ويقوم بتأطير الفوج 12 قائدا مؤهلين لتكوين الشباب. ما هي الأنشطة التي تقومون بها؟ - تعدّدت الأنشطة بين الأعمال الخيرية والكشفية، فالبنسبة للنشاطات الكشفية، فإننا نقوم بعقد اجتماع كل ثلاثة أشهر لتجديد برنامج الفوج حيث نركز أنشطتنا على الأعمال الكشفية المكونة للطفل جسديا وفكريا واجتماعيا من بينها دروس الدعم في المجال الدراسي وتكثف للتلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات المصيرية، كما أننا نقوم بدروس حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية حسب الوحدات الكشفية. ونقوم بخرجة كل 15 يوما من أجل تطبيق الدروس الكشفية المقدمة والمخيمات التي نقوم بها في العطل الربيعية والتي نخصصها للمناطق الداخلية والمخيمات الصيفية التي نقوم خلالها بزيارة المناطق الساحلية آخرها كان مخيم تونس حيث قمنا رفقة الكشافيين بزيارة الى تونس الشقيقة، كما نحيي المناسبات الوطنية مثل الاحتفال بعيدي الاستقلال بتنظيم مسيرات ومسابقات وحفلات نقوم خلالها بعروض مسرحية وأناشيد ثورية من تقديم فتيان وفتيات الفوج، ونقوم بالمشاركة مع مختلف المديريات المحلية في مختلف الأنشطة التوعوية مثل مشاركتنا في حملة تحسيسية خلال موسم الاصطياف وحملات تحسيسية حول حوادث المرور بهدف توعية الناس ومن بين الحملات كذلك حملة للوقاية من الحوادث المنزلية، بالاضافة الى القيام بحملات التشجير في المنطقة وتنظيف مختلف الساحات العمومية وبعض المناطق كتنظيف غابة المدينة وبعض الأحياء السكنية. وهل تقومون بنشاطات خيرية؟ - الأعمال الخيرية تدخل ضمن التكوين الاجتماعي للطفل من بينها مائدة رمضان التي نقوم بها كل سنة حيث يتداول الأطفال يوميا على تقديم الفطور والمساعدة في تحضيره كما أننا نوزع وجبات على عابري السبيل. ونقوم بتوزيع قارورات المياه الباردة على المصلين في المسجد بالإضافة الى توزيع الحقائب المدرسية على الأطفال الأيتام خلال الدخول المدرسي، حيث قمنا بتوزيع ما يقارب ال100 حقيبة خلال هذا الموسم ومشروع شتاء دافئ ، الذي يكون بالتنسيق مع جمعيات أخرى خلال موسم البرد ويكون بتوزيع وجبات ساخنة على المتشردين وتوزيع الملابس والأغطية والأفرشة، ونقوم بعمليات التبرع بالدم لفائدة المرضى في المستشفيات. هل كانت لديكم مشاركات دولية؟ - شارك الفوج في المخيم العربي للكشافة العربية خلال سنة 2011 في تونس، بالإضافة الى مشاركته في المخيم الدولي للجوالة في تركيا الصيف الفارط، كما نعمل على أن نشارك في تظاهرات أخرى خلال هذا العام لتمثيل الجزائر. ما هو الهدف من وراء هذه الأنشطة؟ - الهدف الأسمى الذي نرجوه هو تكوين الفتى حتى يكون خير قائد لسفينة الرقي والإزدهار للوطن وتنشئته على الأخلاق والصفات النبيلة، ليكون صالحا لنفسه وأسرته ومحيطه كما نسعى الى أن نكون شريكا في التربية حتى لا يقع الطفل في قبضة الشارع الذي لا يرحم. من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ - يكون الدعم من قبل أهل الخير الذين يساعدوننا ويدعموننا في جل الأنشطة الخيرية، بالاضافة الى مساهمات الأعضاء المنخرطين الذين يقومون بتسيير النشاطات من خلال الدعم المالي والمعنوي للفوج. هل من مشاكل تعيق أنشطتكم؟ - المشكلة التي تعد عائقا بالنسبة لنا هي نقص الدعم المالي الذي يحد من توسع أعمالنا ونشاطاتنا خاصة الخيرية منها، صحيح ان هناك من المحسنين من يساعدوننا، لكننا لم نصل الى حد تغطية جميع الأنشطة، فهناك دائما نقص في الامكانيات. هل هناك مشاريع تعملون على إنجازها حاليا؟ - الآن، نحن نواصل مشروع شتاء دافئ الذي كنا قد انطلقنا فيه بداية موسم البرد، كما نعمل على القيام بحملة تحسيسية حول المفرقعات بمناسبة المولد النبوي الشريف. كيف ترون الكشافة اليوم؟ - إن العمل الكشفي شاق وصعب ولكنه رائع وجميل، شاق لأنه تطوعي بالدرجة الأولى، فلا مقابل مادي له ولا حوافز ولا مكافآت مجزية وصعب لان طريقه محفوف بالصعاب والعراقيل سواء من المجتمع الذي لم يتعود على مثل هذه النشاطات وبسبب نظرته الضيقة للكشافة وطبيعة العمل فيها كما تنقصه الامكانيات المادية، فنحن نحرص على خدمة هذا الوطن ورعاية أبنائه وتنشئة جيل ذو هوية أصيلة وانتماء عربي متشبّع بثقافة إسلامية، عربية، جزائرية يشمخ في عالم اليوم فقط بمكاسبه ومعارفه وأخلاقه هذا هو محور العمل الكشفي وغايتنا العليا التي آمنا بها وسعينا لأجلها. كلمة أخيرة نختم بها؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة، التي ساهمت في التعريف بأنشطتنا وأهدافنا وتوصيل رسالتنا الهادفة الى جميع الناس بمن فيهم الأولياء.