أجمع مختصون في الشأن السياسي على قدرة الجزائر في إنجاح الحوار بين الفرقاء الليبيين الذي تم مباشرته بين قادة الأحزاب السياسية والمناضلين الليبيين تحت إشراف بعثة الأمم للدعم في ليبيا، حيث انطلقت أمس الجولة الثانية من الحوار الوطني الليبي بالجزائر العاصمة لمناقشة التقرير النهائي لإيجاد حل سياسي سلمي لهذه الأزمة. طايبي: الجزائر تملك رصيداً في تقنيات الحوار وأكد المحلل سياسي محمد طايبي، أن الجزائر تملك العديد من المقومات والمبادئ التي تمكنها من إنجاح الحوار بين الفرقاء في ليبيا، كما نجحت في مالي، موضحا أنها من حيث منهجها التقريبي بين الأطراف لها رصيد في تقنيات الحوار من خلال تجاربها، كما أنها تملك موقع في الجغرافية السياسية التي لها تأثير على الفرقاء في ليبيا، مضيفا أن الجزائر لها رغبة في أن تستقر ليبيا دون أن يكون لها موقف أو انحياز لطرف على طرف آخر. وأضاف طايبي، ل السياسي أن الجزائر ترى أن الصورة السياسية لليبيا، هي في كل التشكيلات الوطنية والإسلامية المعتدلة والتي لها الحق في الكلمة للخروج من الأزمة، مشيرا إلى أنها كدولة قوية بإمكانها توجيه الحوار في ليبيا نحو إعادة تأسيس المركزية السياسية الليبية وتشكيل الدولة السياسية فيما يخدم مصالح ليبيا والشعب الليبي وليس أطرافا أخرى، مضيفا أن الحوار في ليبيا في طريقة للإنضاج ويحتاج إلى صبر ومثابرة وتنازلات وضغوطات وعوامل جيوسياسية، موضحا أن الليبيين في النهاية ليس لهم بعد الحروب والدمار ومفترق الطرق سوى المخرج السياسي. وأشار ذات المتحدث، إلى أن الحوار السياسي هو الورقة التي يمكن أن يعمل عليها مؤطرو هذا الأخير، لأن بناء الدولة يحتاج إلى السياسة والموضوعية في القرار وليس العصبية، مضيفا أن الجزائر لا تعمل لنفسها ولأغراضها وإنما لأجل ليبيا وهذه قوتها، فإذا نجحت سينجح الليبيون وهذا هو المسعى. قنطاري: مبدأ الجزائر توحيد الصفوف وليس تشتيتها من جهته، أكد المحلل السياسي والأمني، محمد قنطاري، أن مبادئ الجزائر وشعارها أنها توحد ولا تفرق، تجمع ولا تشتت صفوف الوحدة الوطنية والقبائل والعشائر والأسر الليبية، موضحا أن الجزائر تنتهج لغة التفاهم والحوار ومن مبادئها ومبادئ ثورة التحرير أن تحافظ في الصراعات على وحدة الأشقاء خاصة دول الجوار إما عربا أو أفارقة، وتقدم كل يد العون والمساعدة لهؤلاء المتصارعين إلى أن يجدوا حلا يرضي الجميع. وأضاف قنطاري ل السياسي أن كل الدول التي تبنت الحوار بين الفرقاء الليبيين على غرار المغرب، كانت تميل إلى طرف على حساب الطرف الآخر، بينما الجزائر ليس لديها أي مصلحة للانحياز إلى فرقة أو فرق وليس لها أي فائدة في الانحياز إلى جهة معينة حتى لا تكسب الجهة الأخرى كعدو لها، مضيفا أن الجزائر تريد أن تكون لها مكانتها وسمعتها المرموقة بين الدول. من جهته اعتبر المحلل السياسي الليبي عادل عبد الكافي، أن هذه الجولة تكتسي أهمية كبيرة لحل الأزمة، مشيدا بدور الجزائر وموقفها للم شمل الفرقاء.