أكد مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، يوم الخميس، أن إعادة إعمار قطاع غزة تتطلب رفع الحصار المفروض عليه. وقال ملادينوف خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الأممالمتحدة بمدينة غزة أن عملية إعادة البناء في قطاع غزة والسماح للبضائع بالدخول إليه وحرية حركة الأشخاص، يتطلب رفع الحصار المفروض عليه. وأعرب ملادينوف الذي بدأ زيارة إلى قطاع غزة يوم الأربعاء لأول مرة منذ توليه منصبه خلفا لروبرت سيري منتصف الشهر الماضي، عن تأثره لما شاهده في القطاع قائلا: (لا يوجد إنسان على الإطلاق في العالم يستطيع أن لا يتأثر من هذه المشاهد والدمار والوضع المدمّر في غزة). وأشار ملادينوف إلى أنه سيتم النظر جيدا في الآلية التي سمحت بدخول مواد البناء إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى أن هناك تحديات مؤتمر الإعمار في القاهرة والذي تعهد بمبالغ كبيرة. وأشار إلى أنه خلال الأسابيع القادمة سيتشاور مع الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية ووكالات الأممالمتحدة التي تطبق المشاريع لكي نضمن دخول مواد بناء أكثر وضمان حرية أفراد. وكان سيري قد أعلن في سبتمبر الماضي أن الأممالمتحدة توسطت للتوصل لإتّفاق ثلاثي فلسطيني إسرائيلي أممي لتمكين السلطة الفلسطينية من بدء إعادة الإعمار في غزة. وشنّ الاحتلال الإسرائيلي عدوانا عسكريا على قطاع غزة في الفترة من 8 جويلية حتى 26 أوت الماضيين خلف أكثر من ألفين و140 شهيد فلسطيني وأكثر من 10 آلاف جريح، إلى جانب هدم آلاف المنازل السكنية ودمار هائل في البنى التحتية في القطاع. وكان المبعوث الأممي وصل قطاع غزة يوم الأربعاء عبر معبر (بيت حانون/ إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وأجرى فور وصوله للقطاع جولة تفقدية قصيرة لمناطق الدمار بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير صيف العام الماضي. واجتمع ملادينوف مع ممثلي منظمات حقوقية وأهلية، ومن ثمّ مع رجال أعمال وتجار محليين في مدينة غزة. وقال بهذا الصدد (لقد أتيت إلي غزة يوم أمس وقابلت العديد من ممثلي الفصائل الفلسطينية ورجال الأعمال والقطاع الخاص، كل هذه اللقاءات كانت تهدف إلى رؤية كيف يمكن إعادة بناء قطاع غزة وأيضا تقوية الوحدة الفلسطينية). وأضاف (نحن في الأمم متحدة نؤمن بأن هناك سلطة واحدة وصوتا فلسطينيا واحد وحكومة فلسطينية واحدة تمثله)، في إشارة إلى حكومة الوفاق الفلسطينية التي تشكلت في جوان الماضي.