أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي المفروض علي قطاع غزة منذ سنوات، خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء في نيويورك. وجاء في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن الأمين العام عقد اجتماعا مغلقا مع نتنياهو، أكد خلاله على "الحاجة الملحة لرفع الحصار المفروض عن قطاع غزة، وتلبية المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل." وأعرب الأمين العام، لرئيس الوزراء الإسرائيلي عن القلق البالغ إزاء استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا على ضرورة استعادة الأفق السياسي دون مزيد من التأخير، حسب البيان ذاته. كما أكد بيان المتحدث الرسمي أيضا، أن بان كي مون أوضح خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، المتواجد حاليا في نيويورك ممثلا لبلاده في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن العودة إلى الوضع السابق قبيل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في يوليو/تموز الماضي، ليس خيارا، مشددا علي الحاجة الملحة لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع. ورحب بان كي مون بالاتفاق الذي تم الإعلان عنه مؤخرا بين حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأممالمتحدة بخصوص الدخول الآمن للمواد الضرورية لإعادة الإعمار في غزة، معربا عن أمله في تنفيذ ذلك الاتفاق علي وجه السرعة. وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى الشرق الاوسط، روبرت سري، أعلن في منتصف الشهر الجاري أن الأممالمتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية توصلت إلى اتفاق للسماح ببدء أعمال إعادة الإعمار في قطاع غزة، وإعطاء دور قيادي للسلطة الفلسطينية في جهود إعادة الإعمار، مع تقديم تأكيدات أمنية من خلال آلية أممية لمراقبة استخدام مواد البناء.داخل القطاع. وأشار البيان الي أن بان كي مون وبنيامين نتنياهو ناقشا معا الأوضاع الإقليمية الراهنة، بما في ذلك عمليات قوة الأممالمتحدة لفض الاشتباك في مرتفعات الجولان (أوندوف). ومنذ أن فازت حركة "حماس"، في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم غزة، وتشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي. وكانت إسرائيل شنت في 7 يوليو/ تموز الماضي حرباً على قطاع غزة، استمرت 51 يوماً، وتسببت في مقتل 2159 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، حسب مصادر طبية فلسطينية، فضلاً عن تدمير نحو 9 آلاف منزل تدميرا كاملا، و8 آلاف منزل تدميرا جزئيا، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية. في المقابل، أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكريا، و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا.