احتج العديد من الفلاحين ببلدية بوسعادة جراء الوضع الكارثي الذي آلت إليه بساتينهم الفلاحية الكائنة بجنان لبطم، زقة القيب، والصفصاف، بعدما جفّ منسوب مياه السقي التي غالبا ما تختلط بمياه الصرف الصحي، مما يهدّد مئات البساتين. وقد أكد المحتجون أنهم طالبوا في العديد من المرات من السلطات الولائية والبلدية بوضع حد لتسرب مياه الصرف الصحي التي تصب في الوادي بشكل مباشر، ما يعمل على تلويث مياه الساقية المخصصة للأراضي الزراعية، وهي التي يتم السقي بها رغم خطورتها على البيئة وصحة المستهلكين، كونهم لم يجدوا البديل في الوقت الراهن. وفي سياق متصل، طالب المحتجون بضرورة تدخل الجهات المعنية، خاصة أنه تم إنشاء مستثمرات فلاحية جديدة في نهاية الوادي بالقرب من مصدر ينابيع المياه التي أعطت للمدينة طابعا سياحيا مميزا في وقت سابق جعل منها وجهة للسياح من مختلف جهات الوطن وحتى من دول أجنبية، حيث أشار المتحدثون إلى أن عدم التحكّم في تسربات المياه القذرة يؤثّر على الأشجار المثمرة بشكل مباشر ومنتوج الفواكه ما ينعكس سلبا على الصحة العمومية، كما أضاف المحتجون أن سبب جفاف مياه السقي يعود لوجود فلاحين جدد يستعملون مضخات كبيرة امتصت مياه ينابيع الوادي وهو ما زاد من تأزم الأمور أكثر. وللإشارة، فإن المحتجين طالبوا من رئيس البلدية بإصلاح قنوات الصرف الصحي ومعالجة التسريبات بشكل فوري وعاجل، والإسراع في بدء المشروع الذي وعدهم به كما طالبوا بتخصيص مشروع قطاعي للتكفل الشامل بالوادي. ومن جانب آخر، أشار بوصبع عبد القادر، رئيس بوسعادة ان المجلس البلدي خصص مبلغ 700 مليون سنتيم لإصلاح تسربات مياه قنوات الصرف الصحي في انتظار انطلاق المشروع قريبا بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية وان البلدية سوف تقوم بتسخير كل إمكانياتها لحل الإشكال المطروح بالتعاون مع الفلاحين بدءا بتنقية الوادي، مرجعا نقص المياه للجفاف الذي ضرب المنطقة، وأكد رئيس البلدية في سياق حديثه، انه طلب من الجهات المعنية حفر آبار جديدة بالإضافة إلى وجود عدة مشاريع قطاعية تساهم في حل المشكلة وعودة السياحة إلى عهدها السابق.