بدأت جليا تداعيات الوضع الصحي الخطير لقضية اختلاط مياه الصرف الصحي بالماء الشروب تلوح على الأفق بعدة مناطق في شمال ولاية سطيف، لاسيما مع حلول فصل الصيف والحرارة، حيث يحتاج جسم الإنسان لكميات معتبرة من الماء، فغياب قنوات الصرف الصحي إطلاقا كما هو حال قرية “لخرافة” التابعة لبلدية تالة إيفاسن التي شهدت تزايدا ملحوظا في عدد السكان المتوافدين إليها. واعتماد أسلوب الحفر للتخلص من الفضلات جعلها تتسرب إلى الينابيع والآبار التي تعد موردا مائيا أساسيا للسكان، بسبب عدم ربطها بقنوات المياه بعد، حيث انجر عن ذلك تسجيل إصابة العشرات من الأطفال بالتسممات خلال الأسبوع الماضي، في حين حذر الأطباء بتفاقم عدد الإصابات التي قد تطال الكبار في حالة بقاء الوضع على حاله، وهو الأمر نفسه بالنسبة لسكان كل من قرى “برج بني عبد الله”، “أولاد السعدي”، “عزازڤة” وغيرها من المناطق المعزولة التي لم تشهد أي مشروع يخلص السكان من أسلوب الحفر في تصريف المياه القذرة، والأمر الأكثر خطورة بالنسبة للمعتمدين على الينابيع المتواجدة على ضفاف الوديان للحصول على مياه الشرب هو توجيه المشرفين على إنجاز كافة المشاريع الخاصة بتصريف المياه القذرة إلى الوديان، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة حقيقية بأصحاب هذه الينابيع في حالة اختلاطها، من جهتهم عبر الفلاحون عن تذمرهم الشديد إزاء ما لحق بالبرك المنصبة كحواجز على مستوى الوديان قصد تجميع المياه للسقي في ظل غياب السدود والحواجز المائية بالمنطقة، فتلك المنصبة أصبحت تمتلئ بالمياه القذرة، وبالتالي فإن استعمالها للسقي يعد أمرا غير مسموح به حسب ما تلقوه من تعليمات من طرف المصالح المعنية، حيث سرهن ذلك محاصيلهم التي أضحت تتلف أمام مرأى أعينهم، لذا يناشد السكان السلطات المعنية بضرورة التدخل العاجل للقضاء على هذه المشكلة التي عمرت لسنوات تحت طائلة الوعود الكاذبة، رغم تسجيل بعض الترقيعات هنا وهناك، لكنها لم تكن في المستوى المطلوب. وحسب مصادرنا فإن مصالح الري وخلال برنامجها لسنة 2012 وجهت مشاريع المياه الصالحة للشرب وكذا المتعلقة بتصريف المياه القذرة بنسبة 80 بالمائة إلى الجهة الشمالية قصد تدارك هذا العجز، ومعظم هذه المشاريع على وشك التجسيد بعد الانتهاء من الدراسات التقنية وتحديد مقاولات المكلفة بالإنجاز.