تعرف حوادث المرور تزايدا مستمرا خلال الأيام الأولى لشهر رمضان الكريم، بسبب عدم التزام السائقين بالإرشادات الخاصة بالسياقة أثناء الصيام وحتى بعد الإفطار، مما يعرض حياة السائقين للخطر. وأكد محمد العزوني خبير أمن الطرقات في اتصال ل السياسي ، أن 45 بالمائة من حوادث المرور السنوية تحدث خلال شهر رمضان الكريم والسبب في ذلك يرجع الى سوء تصرف السائق حيث أن الفترة المسائية في شهر رمضان تعد أكثر فترة تحدث فيها حوادث المرور المميتة بسبب أن السائق يكون معرضا للنعاس بنسبة كبيرة حيث أن السائق الذي يسهر مدة 17 ساعة، فإن حالته تساوي حالة شخص متعاطي نسبة 0.50 بالمائة من الكحول. من جانب آخر، فإن حوادث المرور بسبب النعاس قدرت ب35 بالمائة من إجمالي حوادث المرور خلال شهر رمضان كما أن انخفاض نسبة السكر في الساعات القليلة التي تسبق آذان المغرب يعد عاملا كذلك يزيد من حدة التعب مما يتسبّب في فشل الجسم وعدم قدرته على السياقة، كما أن تصرفات الكثير من السائقين تعد متسبّبا رئيسيا في حوادث المرور المميتة وذلك للسرعة المفرطة حيث أن الكثير ممن يفوتهم الوقت للحاق بالبيت يسرعون أثناء القيادة مما يعرض حياتهم للخطر، حيث يقول محدثنا أن عددا كبيرا من الموظفين يخرجون من مقر عملهم ويتجهون الى مناطق مختلفة سواء للراحة أو من أجل اقتناء مختلف الحاجيات ويسهون على الوقت مما يضطرهم الى زيادة السرعة من أجل اللحاق بمنازلهم وهذا ما ينجر عنه حوادث مرور قاتلة، الى جانب هذا يقول خبير أمن الطرقات، أن سلامة المواطنين مرهونة بأيديهم، فهم وحدهم من يضمنون سلامتهم، ويضيف ذات المتحدث أنه في كل سنة يرفع شعار إن كنت صائما.. فسيارتك ليست صائمة يعني أنه على السائق التحكم، قدر المستطاع، في سيارته أثناء القيادة، كما دعا محمد العزوني جميع السائقين الى توخي الحيطة والحذر أثناء قيادة السيارة طول فترة الصيام والابتعاد عن القيادة في حالةالتعب الشديد، ويضيف محدثنا أن هذا لا يعني أن الفترة الصباحية هي وحدها المعنية بحوادث المرور وإنما الفترة التي تلي آذان المغرب حتى فترة آذان الصبح هي الأخرى تشهد العديد من حوادث المرور ويرجع السبب الى التخمة التي تفقد الجسم توازنه والتي تصيب الصائم بعد وجبة الإفطار، لذا على السائق التقليل من الفطور أو تقسيمه الى فترات أو الاستراحة قليلا، إن كان ينوي القيادة بعد الافطار مباشرة. كما أكد محدثنا أن مختلف الحملات التحسيسية التي تقوم بها مختلف المديريات، وعلى رأسها مديرية الأمن الوطني، لن تعطي ثمارها ما لم يتقيد السائق بالارشادات والتوصيات اللازمة في هذا الخصوص وعدم التقيد بها هو الذي دفع بحوادث المرور المميتة الى التزايد يوميا خاصة خلال شهر رمضان الكريم، وسجلت وحدات الحماية المدنية على المستوى الوطني خلال الفترة ما بين 18 إلى 21 جوان الجاري عدة حوادث مرور منها 27 الأكثر دموية تسبّبت في وفاة 28 شخصا في مكان الحوادث وجرح 62 آخرين تم إسعافهم ونقلهم إلى المستشفيات من طرف أعوان الحماية المدنية، وأثقل حصيلة سجلت في أول أيام شهر رمضان المبارك ب17 حالة وفاة و34 جريحا وفي هذا الخصوص.