استنفرت المديرية العامة للحماية المدنية جميع عناصرها بكافة وحدات التدخل بكبرى المدن استعدادا لشهر رمضان خاصة في أيامه الأولى الذي عادة ما تسجل به حوادث مرورية مميتة يعود السبب فيها إلى طباع الجزائريين وسلوكياتهم الطائشة والعشوائية، بحيث يسجل هذا الشهر مآسي وآلام العائلات بسبب جملة الحوادث المأساوية التي تقف عندها مصالح الحماية المدنية.. فالسرعة المفرطة، القلق، النعاس الشديد والنوم على مقود السيارات مظاهر أخرى تميز رمضان فيما أصبح الموت نكهة أخرى من نكهاته. وحسب مصدر مسؤول من المديرية العامة للحماية المدنية فإن ما يميز نشاط الحماية المدنية في شهر رمضان هو الارتفاع الكبير في حوادث الطرقات وهي السمة الغالبة للحوادث المسجلة في رمضان حسب الإحصائيات السنوية التي تؤكد أن إرهاب الطرقات وللأسف يحصد العديد من الأرواح تقارب في مجملها عدد الحوادث المسجلة تقريبا، أي ان كل حادث في رمضان يجر معه قتيلا نظرا لوضعية الصائم التي لا تتماسك أثناء الحادث وبالتالي فإن نسبة الوفاة على اثر الحوادث تعد مرتفعة. وتشكل الأيام الأولى من رمضان والمتراوحة من 5 إلى 7 أيام ذروة التدخلات بالنسبة لأعوان الحماية المدنية كما أنها تعد الأكثر مأساوية ودموية وهي الأيام التي تتزامن وتوجه العديد من الجزائريين نحو مناطق عدة من ولايات الوطن أوإلى ديارهم لقضاء أولى أيام شهر الصيام مع الأهل والأقارب، الأمر الذي يتسبب في زحمة مرورية وتسارع السائقين في الطرقات مما يؤدي الى تسجيل حوادث مرورية تكون فيها السرعة المفرطة من جهة والبطء الشديد أحد مسبباتها الرئيسية. ويضيف المصدر أن الطرقات هي المسرح الكبير لحالات الموت المسجلة عبر الحوادث المرورية في رمضان مع الإشارة الى أن السرعة المفرطة لم تعد هي المتسبب الرئيسي لها، بل على النقيض منها حيث أضحت حالات السير البطيء والتي لا تتماشى ومنطق السير عبر الطرق السريعة إحدى المسببات فيها كذلك، بحيث يلجا الصائم إلى قضاء وقته عبر القيادة المتأنية بالطرق السريعة والتي لا تتعدى السرعة المطبقة فيه ال 30كلم في الساعة مع القيادة في الخطوط الوسطى وهو ما يتسبب في إثارة السائقين الآخرين ودفعهم إلى النرفزة والتعصب وبالتالي تسجيل تجاوزات وحوادث. وتشير الأرقام والتقارير التي تعدها سنويا مختلف مديريات ومصالح الحماية المدنية إلى ارتفاع محسوس في عدد الحوادث المسجلة في رمضان بشكل عام وتنوعها، غير أنها وخلافا للأيام العادية تتوزع على ثلاث فترات محددة بدايتها بالنهار ثم قبيل الإفطار ومباشرة بعده، حيث يتم تسجيل ارتفاع في حوادث المرور خلال فترة الصبيحة حيث يتوجه الجزائريون خاصة بكبرى المدن نحو عملهم والنعاس يدغدغ جفونهم متسببا في حوادث متعددة أو خشية من التأخر عن العمل بسبب السهر المفرط وعدم الاستيقاظ في الوقت اللازم، الأمر الذي يدفع إلى الاستعجال في السياقة وبالتالي التسبب في حوادث خطيرة. كما أن كثرة الاستعجال للالتحاق بالمنزل قبل موعد الإفطار بما يطبع ذلك من نرفزة وتوتر الأعصاب يدخل الجزائريين في سباق مع الزمن وصراع مع الطرف الآخر لتكون النتيجة مأساوية في كثير من الأحيان حيث يصف أعوان الحماية المدنية هذا التوقيت بالذروة لعدد الحوادث المسجلة فيه ولخطورتها أيضا والتي غالبا ما تكون مميتة. أما بعد الإفطار فحدث ولا حرج فمعظم الجزائريين يصابون بالتخمة ويتعرضون إلى أزمات معدية وانتفاخ القولون وإلى التسممات وارتفاع الضغط والسكري وغيرها من الحالات التي تستمر إلى ساعات متقدمة من الليل لتقضي بذلك على السهرات الرمضانية لأعوان الحماية المدنية المليئة بالإثارة والتعب.