تعد ولاية بومرداس من بين 48 ولاية في الجزائر، حيث يمتاز أهل بومرداس بالترحاب الكبير، فتمتاز ولاية بومرداس في شهر رمضان بكثرة خروج أهلها الى الأسواق والتسوق لشراء مقتنيات الشهر الفضيل من مختلف لوازم المائدة، وفي العادة دائما يغير أهل بومرداس لوازم المطبخ في كل شهر رمضان وهي عادة من القديم يمتاز بها أهل بومرداس وكذلك يوجد تقليد خروج عائلات ولاية بومرداس إلى البحر خلال السهرة للتنزه وهناك عائلات تذهب لصلاة التراويح وعائلات لزيارة الأحباب والأصدقاء والعائلة وكذلك يوجد تقليد وهو أنه هناك كل شاب متزوج يذهب للإفطار عند أهل الزوجة يوم واحد في رمضان وهناك تقليد ختان الأطفال في ليلة 27 من شهر رمضان ومشاركة الأطفال في مسابقات قرآنية خلال الشهر الفضيل ومن التقليد أيضا طبخ الأكلات التقليدية خصوصا من الجدات وكذلك يوجد زيارة الحدائق العامة في المدن والطفل الذي يصوم لأول مرة يفطر بكأس من اللبن وحبة تمر وكذلك تقوم أغلب العائلات التي لها أعراس بالتحضير للعرس بكل جدية في شهر رمضان وتوفر لوزم العروس أو العريس، كما أن أغلب الجمعيات الدينية والثقافية والأفواج الكشفية تقوم بسهرات دينية ومسابقات لفائدة العائلات والأطفال بمختلف ولاية بومرداس. المرمز قلب الشوربة.. والسّحور بالزبيب تستقبل عائلات ولاية بومرداس، الشهر الفضيل على غرار مناطق الوطن، حيث تبدأ بتحضير لوازم المائدة الرمضانية المميزة عن باقي الشهور، التي تجتمع حولها جميع أفراد العائلة الجزائرية، وهو ما أعربت عنه خالتي عائشة التي تقطن بأحد الاحياء القديمة بالولاية، تستقبل الخالة عائشة الضيف الكريم كما ترغب في تسميته دائما، فهي لاتزال تحافظ إلى يومنا هذا على تقاليد وعادات الأجداد في استقبالهم لشهر رمضان، فقبل أيام قليلة تقوم بتحضير المرمز وهو ما يسمى أيضا بالفريك لاستعماله في الشوربة الطبق الذي لا يفارق المائدة البومرداسية طيلة الشهر الكريم، وعن كيفية تحضيره قالت أنها تضع كمية من الشعير على نار هادئة لمدة عشر دقائق وبعدها تطحنه بآلة تقليدية، وتضيف أنه فيه مشقة ولكن ذوقه المميز وفوائده الصحية دفعها للتمسك بهذا الطبق وبدون تعب تقوم بإعداده في كل مرة قبل شهر العبادات، إلى جانب هذا تقوم بفتل الكسكس واقتناء الزبيب، فالكسكس بالزبيب تقول: أنه الطبق الذي لا يغيب عن مائدة السحور لعائلات بومرداس . طرائف وبوقالات تزين القعدة وتطبع السهرات البومرداسية الطرائف والبوقالات، حيث نجد فتيات في مقتبل العمر يتسابقن لتنظيف ساحة الحي كما تقول خالتي عائشة من بومرداس أن فتيات في مقتبل العمر في حيها يجتمعن في كل ليلة من ليالي رمضان بعد الإفطار في ساحة الحي ويقمن برشها بالماء للسهر والترف، وكانت تتميز جلساتهن بتبادل الطرائف والبوقالات التي يجتهدن في تحضيرها قبل شهور من رمضان، بينما الأولاد يتوافد بعضهم لأداء صلاة التراويح فيما يفضل البعض الآخر السهر خارج البيت لساعات متأخرة من الليل. وللصيام الأول للطفل نصيب.. ويحظى الاطفال الصائمون لاول مرة باهتمام كبير من طرف سكان بومرداس، حيث نجد العائلات تقوم بتحضير وجبة خاصة به مكافأة لصيامه وتعويدا له لأداء فريضة الصيام، ونجد أولياءهم أيضا يصطحبونهم إلى المساجد للتعود على أداء صلاة التراويح وتعاليم الدين الإسلامي، كذلك طفل حديث الولادة يقومون بحلق شعره في اليوم الأول من رمضان كونها مناسبة دينية عظيمة، هي طقوس مختلفة ولكن هدفها يبقى واحد وهو نيل ثواب الصائم وتقبل العبادات من الله عز وجل.