يطل علينا الشهر الكريم في الفاتح رمضان من كل سنة،الذي لا تفصلنا عليه إلا أيام معدودات،شهر تكثر فيه العبادات و الأرزاق،يأتي و معه الخير و البركات،إلا أن حلول هذا الشهر غالبا ما يحيي طقوس التي دأبت عليها معظم العائلات الجزائرية التي تسعى لاستقباله بأحسن حلة فلكل عائلة طقوسها الخاصة للاحتفاء بالشهر الكريم،فحاولت جريدة "الاتحاد" أن تنقل بعض الطقوس العائلات البومرداسية و تبرز مدى حفاظ أهلها على عاداتهم الخاصة بهذا الشهر الفضيل. "المرمز" قلب الشوربة..و السّحور بالزبيب تستقبل عائلات ولاية بومرداس الشهر الفضيل على غرار مناطق الوطن حيث تبدأ بتحضير لوازم المائدة الرمضانية المميزة عن باقي الشهور،التي تجتمع حولها جميع أفراد العائلة الجزائرية، على غرار الخالة "مليكة" في العقد السادس من العمر تقطن في حي من أحياء شرق الولاية، بكل نشاط و حيوية تستقبل الخالة "مليكة" الضيف الكريم كما ترغب تسميته دائما،فهي لا تزال تحافظ إلى يومنا هذا على تقاليد و عادات الأجداد في استقبالهم لشهر رمضان،فقبل أيام قليلة تقوم بتحضير "المرمز" و هو ما يسمى أيضا بالفريك لاستعماله في "الشوربة"الطبق الذي لا يفارق المائدة البومرداسية طيلة الشهر الكريم،و عن كيفية تحضيره قالت أنها تضع كمية من الشعير على نار هادئة لمدة عشر دقائق و بعدها تطحنه بآلة تقليدية،و تضيف أنه فيه مشقة و لكن ذوقه المميز و فوائده الصحية دفعها للتمسك بهذا الطبق و بدون تعب تقوم بإعداده في كل مرة قبل شهر العبادات،إلى جانب هذا تقوم بفتل الكسكس و اقتناء الزبيب،فالكسكس بالزبيب تقول :"أنه الطبق الذي لا يغيب عن مائدة السحور لعائلات بومرداس". أواني فخارية و ملاعق خشب وما يميز هذه الطبخ البومرداسي على حسب الخالة "مليكة" أنه تقوم بتجديد أواني الألمنيوم و النحاس بأخرى من طين و فخّار و ملاعق خشب،لان الشوربة المطبوخة داخل قدر مصنوع من الفخار لها نكهة مميزة و طعم حلو خاص،و تضيف أن علاقتها مع المطبخ تزداد أكثر تعلق خلال شهر رمضان فتفضل إعداد بعض الإطباق التقليدية ك"الشخشوخة و الشطيطحة..."،و عن أولى أيامهم من رمضان فتقول أنها تنهض أفراد العائلة باكرا ،بحيث النساء يشرعن في تنظيف البيت و تزيينه بالورود و الأزهار حتى الحديقة يقمن برشها،فيما يحمل الرجال قففهم و يتجهون نحو السوق لشراء لوازم المائدة الرمضانية التي تتميز عن الأيام الأخرى بربطات من المعدنوس و الزلابية و القطايف و اللحوم البيضاء و الحمراء...و إن كانت الإمكانيات المادية لبعض العائلات تحول دون ذلك،مواصلة :"نستقبل هذا الشهر بقلوب صافية و نظيفة ليثبت إيماننا و ينال كل صائم ثوابه". طرائف و بوقالات بين العازبات فيما نجد فتيات في مقتبل العمر يتسابقن لتنظيف ساحة الحي كما تقول "سهام" من بومرداس في العقد الثاني من العمر لجريدة "الاتحاد" أن فتيات في مقتبل العمر في حيها يجتمعن في كل ليلة من ليالي رمضان بعد الإفطار في ساحة الحي التي يقومون برشها بالماء للسهر و الطرف،و كانت تتميز جلساتهن بتبادل الطرائف و البوقالات التي يجتهدن في تحضيرها قبل شهور من رمضان،بينما الأولاد يتوافد بعضهم لأداء صلاة التراويح فيما يفضل البعض الأخر السهر خارج البيت لساعات متأخرة من الليل. و للصيام الأول للطفل نصيب.. و يعطي سكان بومرداس بالغ الأهمية للصيام الأول للطفل بتحضير وجبة خاصة به مكافأة لصيامه و تعويدا له لأداء فريضة الصيام، و نجد أولياءهم أيضا يصطحبونهم إلى المساجد للتعود على أداء صلاة التراويح و تعاليم الدين الإسلامي،كذلك طفل حديث الولادة يقومون بتحليق شعره في اليوم الأول من رمضان كونها مناسبة دينية عظيمة،هي طقوس مختلفة و لكن هدفها يبقى واحد هو نيل ثواب الصائم و تقبل العبادات من الله عز و جل.