الداء البطني أو الداء الزلاقي هو اضطراب إلْتهابي متوسط مناعياً، يصيب الأمعاء الدقيقة ويحدث عند الأشخاص المستعدين جينياً للإصابة به. يسبب هذا الداء سوء امتصاص، ويستجيب للحمية الخالية من الغلوتين. وتحدث هذه الحالة في أنحاء العالم، ولكنها أكثر شيوعاً في شمال أوروبا. حيث بينت الدراسات في أوروبا وأمريكا إلى أن نسبة شيوعه عالية وتقدر بين 0.5-1 % من عموم السكان مع تباين كبير في عمر ظهور الأعراض، وتكون نسبة انتشاره عند الأطفال بين عمر 2.5-15 سنة في عموم السكان. تزداد نسبة حدوث المرض اذا كان الشخص يُعاني من متلازمة تيرنر (Turner syndrome)، متلازمة ويليام (William syndrome)، الْتهاب الغدة الدرقية (thyroiditis)، وتحدث في 2-5 % من الأقارب من الدرجة الأولى ممن لديهم داء بطني. وقد تبيّن في الولاياتالمتحدة أنه مقابل كل طفل يُشخص بالداء البطني، يوجد 53 طفلا لديهم داء بطني غير مشخص، وينتج ذلك بسبب: - الداء البطني يحدث فقط بعد التغذية بالأطعمة التي تحوي غلوتين والذي يوجد في القمح والشعير، حيث تكمن فعالية الغلوتين في جزيء الغليادين الموجود فيه والذي يحوي على تكرار لتسلسل حموض أمينية والذي يحسس لمفاويات الصفيحة الخاصة في الأمعاء. ما هي الأعراض المصاحبة للإصابة بالمرض؟ أعراض الداء البطني قد يكون مختلف تماماً، ولكن بسبب وجود فحوصات مخبرية فإن المرضى المصابين بأعراض هضمية قد يشخصون النمط النموذجي typical celiac disease الذي يبدأ بتطور تدريجي على شكل: 1- إسهال (الأكثر شيوعاً) حيث يمكن أن يحدث بشكل حاد، وربما يحدث لدى الطفل هجمات من الإسهال الشديد وأحياناً مع براز مائي، الذي قد يُحدث ضعف في كسب الوزن مع أو بدون ضعف في النمو الطولي ناجماً عن سوء الامتصاص أو قلة الشهية. 2- تمدد بطني، ويكون على شكل ألم بطني ولكنه غالبا ما يكون غير شديد. 3- فشل في النمو (أقل شيوعا). 4- يمكن حدوث أعراض عصبية، مثل الهياج والنكد. 5- تأخر الطفل في المهارات الحركية عن العديد من المراهقين والبالغين الشباب الذين لديهم داء بطني كامن. كيف يتم تشخيص الإصابة به؟ يتم تشخيص المرض من خلال فحص مخبري يُسمى TTG IgA حيث أنه إجراء سهل وحساس، ومن أحدث الفحوصات المتبعة، ولكن مع ضرورة أخذ خزعة للأمعاء لتأكيد التشخيص (إذ هنالك بعض الحالات من الإيجابية لهذا الإختبار بدون إجراء الداء البطني). تتضمن الخزعة (وهي التشخيص المؤكد للمرض) التغييرات النسيجية المحتملة في الداء البطني مثل ضمور جزئي أو كامل للزغابات، فرط تصنع الخبايا وغيره من التغييرات الموضحة بالصورة التالية، ويجب أن تُؤخذ الخزعة من أماكن متفرقة من العفج. كيف تتم معالجة الأشخاص المصابين بهذا المرض؟ المعالجة الوحيدة هي الحمية الخالية من الغلوتين مدى الحياة، وهذه تتطلب الابتعاد عن الأغذية المحتوية على القمح والشعير. 1- لا مانع من إدخال الشوفان في التغذية، وبالرغم من أن التحريات تُظهر أن الشوفان آمنا عند المرضى المؤهلين للداء البطني، فإن الخوف من تلوثه بالغلوتين خلال عملية حصاده وطحنه يجعل أمر استبعاده ضرورياً. 2- بعد استبعاد الغلوتين من الغذاء، يُلاحظ تحسن الأعراض بشكل سريع، حيث يتحسن التمعدن العظمي وينقلب فشل النمو، وتشير التقارير إلى أنه حتى الكميات القليلة المبتلعة من الغلوتين وبشكل منتظم قد تسبب ضرراً في المخاطية المعوية.