ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نقلت صباح أمس الأسير الفلسطيني، محمد علان، المضرب عن الطعام منذ 58 يوما إلى مستشفى (برزيلاي) في أشدود، تمهيدا لإطعامه بشكل قسري. وكان مستشفى (سوروكا) في بئر السبع قد رفض إطعام الأسير بشكل قسري في ضوء موقف نقابة الأطباء الإسرائيلية الرافض لهذا النوع من التغذية. من جهتها، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرر بناء وحدة في مستشفى (برزيلاي) للتعامل مع الأسرى المضربين عن الطعام وإطعامهم قسريا كي لا يرغم على التعامل مع نقابة الأطباء التي ترفض تنفيذ الإطعام القسري. وبحسب هذه الوسائل، فإن الأطباء في مستشفى (برزيلاي) يحاولون إقناع مدير المستشفى الذي وافق على استقبال الأسير علان بالعدول عن قراره تخوفا من إطعامه قسريا في المستشفى بعد وصوله. وكانت النيابة العسكرية للاحتلال طلبت القيام بالتغذية القسرية للأسير علان وهو ما رفضه الأسير وطاقم الأطباء في مستشفى (سوروكا)، إذ تتعارض التغذية القسرية مع حقوق المريض والقانون الدولي. من جانبها، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن رد الأسير محمد علان المضرب عن الطعام منذ 58 يوما على قرار التغذية القسرية في حقه هو أنه مستمر في الإضراب حتى إلغاء قرار اعتقاله الإداري. ودعا رئيس الهيئة، عيسى قراقع، أبناء الشعب الفلسطيني ومؤسسات حقوق الإنسان إلى تنظيم خيم اعتصام وإضراب عن الطعام اليوم، ردا على إمعان إسرائيل في ارتكاب جريمتها عن سبق إصرار في حق الأسير علان. وقال قراقع، إن نقل الأسير علان إلى مستشفى (برزيلاي) بهدف كسر عزيمته وإرادته وتطبيق قانون التغذية القسرية في حقه استهتار بكل النداءات والمطالبات الدولية بوقف تطبيق هذا القانون الذي يعتبر محظورا قانونيا وطبيا وأخلاقيا وإنسانيا. وأشار إلى أن جريمة محتملة قد ترتكب في حق هذا الأسير وأنه سيخضع لعملية تعذيب إرهابية على يد السجانين والأطباء وهو بالأساس يمر بوضع صحي حرج للغاية وجسمه لا يحتمل ممارسة أي ضغوط أو تعذيب بحقه. وحمّل قراقع إسرائيل المسؤولية عن حياة الأسير علان، داعيا إلى تفعيل التحرك الشعبي والجماهيري لمساندته وإنقاذ حياته. وبحسب الهيئة، فإن الأسير علان فقد الرؤية والسمع ويمر بانهيار صحي وضمور تام في جسده ويتقيأ دما وغير قادر على الحركة أو الوقوف ويمر بحالات غيبوبة متقطعة. وعلى صعيد متصل، أكدت الهيئة أن 32 أسيرا من حركة (الجهاد الإسلامي) مازالوا يخوضون الإضراب المفتوح عن الطعام في سجن نفحة الصحراوي، مطالبين بإعادتهم إلى سجن (ريمون) الذي نقلوا منه في الحملة القمعية التي جرت في حق الأسرى. وقالت الهيئة في بيان أمس، إن 12 أسيرا من حركة (فتح) علقوا إضرابهم المفتوح عن الطعام لمدة 15 يوما بعد حوار مع إدارة السجون وافقت خلاله على وقف عمليات القمع والتفتيش في حق الأسرى ورفع العقوبات التي فرضت عليهم وتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها خلال عمليات القمع والمداهمة. وأضافت أن إدارة السجون وافقت على وقف التفتيش وإلغاء نقل الأسرى إلى سجون أخرى وإعادة الأسرى إلى الأقسام التي كانوا يوجدون فيها قبل عملية القمع، مشيرة إلى أنه خلال 15 يوما سيتم بحث قضايا مطلبية أخرى مع مصلحة السجون تتعلق بتحسين شروط الحياة، وإذا لم تستجب لذلك، سيستأنفون الإضراب مجددا.