تلاميذ الثانوي يسيرون أكثر من ساعة للالتحاق بمؤسساتهم سكان يعيشون أزمة ماء ونقل حادة تجارة فوضوية تفرض قبضتها في ظل الركود التجاري يتسم واقع التنمية بمنطقة بهلي المتواجدة ببلدية الصومعة بالبدائي وسط غياب الإنجازات والمشاريع التنموية خاصة المتعلقة بالتهيئة الحضرية لطرقاتها ومسالكها، في الوقت الذي اشتكى فيه السكان من غياب عديد المرافق العمومية والمياه الشروب وكذا تذبذب التيار الكهربائي، معربين عن استيائهم من تجاهل سلطاتهم المحلية لانشغالاتهم التي باتت كابوسا ينغّص يومياتهم ويفرض عليهم حياة بدائية عليهم. أثناء تواجد السياسي بمركز بهلي استقبلنا قاطنوه بجملة من الانشغالات يترأسها الانعدام الكلي للتهيئة الحضرية عبر مختلف طرقاتها الترابية التي باتت تفرض عليهم عزلة مؤكدة مع بداية فصل الشتاء، حيث تتحول هذه الأخيرة إلى مجموعة من البرك المائية والأوحال ما يتسبب في عرقلة الحركة المرورية إلى الوجهات المجاورة على غرار بوفاريك والصومعة وعاصمة الولاية. ومن أهم المشاكل المتعلقة بتهيئة المركز رصدنا غيابا تاما للأرصفة، إذ يستغل السكان الطريق للسير مما يشكل خطرا حقيقيا على حياتهم خاصة فئة الأطفال وتلاميذ المدارس. ومن الأمور التي شدّت انتباهنا أيضا، انعدام الإنارة العمومية عن أغلب أحياء المركز حيث اشتكى السكان انتشار ظاهرة السرقة خاصة المتعلقة بالسيارات، مناشدين بذلك السلطات المحلية التدخل الاستعجالي لانْتشال المواطنين من غبن الحياة البدائية التي يفرضها الطابع اللاحضاري لمركز بهلي. غياب حاويات القمامة يحوّل وسط المدينة لمفرغة اشتكى عدد من قاطني المركز من الانتشار الكبير للنفايات المنزلية التي باتت مرتعا للكلاب الضالة والقوارض خاصة وسط المدينة، في الوقت الذي أفاد فيه بعض السكان القاطنين بأن المكان المحيط بمتوسطة بهلي يعرف تدنيا للوضع البيئي حيث تنبعث الروائح الكريهة التي تزداد حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة بالإضافة إلى انتشار الحشرات الضارة التي باتت تشكل خطرا على صحة السكان، الذين أكدوا أن المكان تحوّل إلى مفرغة عمومية في ظل غياب حاويات جمع النفايات بذات الحي. ومن جهة أخرى، أعرب السكان عن استيائهم الشديد من الصمت واللامبالاة التي تبديها الهيئات المحلية اتجاه تعفّن الوضع دون توفير وسائل لنظافة المحيط ورفع القاذورات بشكل منتظم ويومي. نقص المياه الشروب ينغّص يوميات السكان يعرف حي بهلي نقصا فادحا في المياه الصالحة للشرب، إذ بات التنقل إلى وجهات مجاورة أو اقتناء قارورات الماء المعدني حلا مفروضا على العائلات لتوفير هذه المادة الحيوية، حيث تلجأ بعض العائلات لاقتناء مياه الصهاريج بأثمان باهظة تصل في فصل الصيف إلى 7500 دج -حسب السكان- دون معرفة مصدرها أو ظروف تخزينها ونقلها. انعدام المرافق الصحية كابوس حقيقي من أهم المشاكل والنقائص التي يتخبط فيها سكان بهلي هو غياب الخدمات الصحية التي باتت تشكل واقعا مزريا ومريرا للمرضى خاصة ذوي الأمراض المزمنة أوالنساء الحوامل، حيث تضطر هذه الفئة إلى التنقل نحو المؤسسات الاستشفائية المجاورة على غرار تلك المتواجدة ببوفاريك والبليدة لتلقي العلاج في ظل النقص الفادح لوسائل النقل التي تزداد حدتها مع حلول موسم الشتاء -حسب محدثينا- الذين طالبوا من السلطات المحلية ضرورة إنشاء قاعة علاج تتوفر على عدد من الخدمات الصحية لتخفيف عناء التنقل وتكاليف العيادات الخاصة. ركود تجاري يفرض التنقل إلى غاية بوفاريك للتسوق أثناء امتداد جولتنا عبر جلّ أحياء بهلي لاحظنا غيابا شبه كلي للنشاط التجاري، إذ يتواجد عدد قليل من المحلات التجارية التي لا تلبي حاجيات المواطنين، حيث اشتكى عدد ممن التقتهم السياسي من عناء التنقل إلى أسواق البلديات المجاورة على غرار المتواجدة باولاد يعيش وبوفاريك لاقتناء حاجياتهم اليومية، مناشدين بذلك السلطات المحلية ضرورة فتح عدد من المحلات التجارية والتي من شأنها النهوض بالنشاط التجاري وتلبية حاجيات المواطنين. الأسواق الموازية... المتنفس الوحيد استمرت جولة السياسي بمركز بهلي، أين شدّ انتباهنا عدد قليل من الباعة الفوضويين ممن يستغلون طرقات المدينة وجعلها فضاء ملائما لعرض مختلف السلع الاستهلاكية خاصة الخضر والفواكه. ومن جهة أخرى، فقد أشار السكان القاطنين قربها إلى تعفن الوضع البيئي جراء الانتشار الكبير للنفايات التي يتركها الباعة مع نهاية كل يوم، ما يتسبب في انبعاث روائح كريهة تخنق أنفاس القاطنين بالمكان والمارة خاصة بالأيام التي تعرف ارتفاعا كبيرا لدرجات الحرارة، مناشدين بذلك الهيئات المحلية ضرورة إنشاء سوق جواري لتنظيم عملية البيع والحفاظ على سلامة المحيط البيئي. مديرية النقل مطالبة بتوفير خدماتها يعرف مركز بهلي نقصا فادحا في عدد حافلات نقل المسافرين الرابطة بين بهلي وكل من بلديات الصومعة وبوفاريك اللتان تعتبران الخطوط الوحيدة المتوفرة بالمكان، حيث يشهد هذا الأخير تذبذبا كبيرا في الخدمات المقدمة خلال موسم الشتاء، بالإضافة إلى عدم احترام أصحاب حافلات النقل لمواعيد العمل التي تشهد نقصا كبيرا منتصف النهار. كما أعرب السكان عن امتعاضهم الشديد من الوضع الكارثي لحافلات نقل المسافرين التي يتوفر عليها حيّهم، مناشدين بذلك المديرية الوصية ضرورة التطلع لما يحدث بالمنطقة مع تغيير الحافلات العتيقة وتعزيز المكان بخطوط جديدة تنهي معاناة المسافرين المريرة مع واقع النقل. تلاميذ بهلي يُستقبلون في أقسام مكتظة يعاني تلاميذ الأقسام التربوية بمركز بهلي اكتظاظا في الأقسام التربوية وهو الهاجس الذي طالما أقلق المتمدرسين طيلة السنوات الفارطة، حيث استقبلت الإكمالية الوحيدة المتواجدة بالمكان بالإضافة إلى الابتدائية، عددا كبيرا من التلاميذ القاطنين بالمركز بالإضافة إلى الدواوير المحيطة بها على غرار دوار السعادة، حيث أبدى المتمدرسون تخوفهم من تأثير هذ المشكل على تحصليهم الدراسي، آملين بتحرك الجهات المعنية للقيام بتوسيع المؤسسات التربوية أو إنشاء أخرى لأجل القضاء على ظاهرة الاكتظاظ وتوفير الشروط الملائمة للدراسة. ومن جهة أخرى، فقد أشار أحد التلاميذ لقاطنين بدوار السعادة إلى المشاكل اليومية التي تتعرضون لها جراء انتظار حافلات النقل والتي عادة ما تكون مكتظة عن آخرها، ما يضطرهم إلى السير على الأقدام لمدة تصل إلى ساعتين للالتحاق بمقاعدهم الدراسية. المرافق الترفيهية... حلم الفئة الشبانية لا يزال شباب بهلي يطالبون بإنشاء مرافق رياضية وفضاءات ترفيهية، في حين يبقى مطلب تدعيم المواهب الرياضية بملعب جواري من أهم انشغالاتهم، مشيرين في سياق حديثهم إلى عناء التنقل نحو الملاعب الجوارية والقاعات الرياضية بالبلديات المجاورة التي تتوفر على مثل هذه المرافق المجهزة لإبراز مواهب الشباب وتفجير طاقاتهم. البلدية تتنصل من المسؤولية وتعتبرها خارج صلاحياتها من جهة أخرى وفي تصريح سابق ل السياسي من طرف نائب رئيس بلدية الصومعة، فقد أكد أن تسطير مشاريع تنموية بمركز بهلي يعتبر خارج صلاحيات البلدية، مضيفا بأن سكان الحي لا يحوزون على عقود ملكية الأراضي والتي تعدّ من أهم العراقيل التي تحول دون استفادتهم من المشاريع مستقبلا، ليبقى واقع التنمية بمركز بهلي يحتضر في ظل تملّص المسؤولين كل حسب صلاحيتهم.