محطة النقل تحت رحمة المنحرفين سوق الجملة للخضر والفواكه وجهة المواطنين الوحيدة التلاميذ يعانون وسط غياب المؤسسات التربوية يبدو أن واقع التنمية ببلدية بوفاريك التابعة لولاية البليدة لا يزال بعيدا عن تطلعات المواطنين على مستوى كل القطاعات، فيمكن للزائر لها أن يلاحظ ذلك من خلال مدخلها ومنظر أحيائها وطرقاتها التي تشهد أوضاعا متدنية، ناهيك عن غياب مؤسسات تعليمية بأطوارها الثلاثة وأسواق جوارية تضمن تسوقا مريحا للمواطنين، ناهيك عن المعاناة التي يتخبط بها قاطنو الصفيح والأحواش منذ سنوات، وهو ما وقفت عليه السياسي إثر الزيارة الميدانية التي قادتها لبلدية بوفاريك. تشهد الطرقات ببلدية بوفاريك وضعية كارثية بحيث تعرف اهتراء واسع النطاق بالطرقات الرئيسية والفرعية امتدادا إلى طرقات الأحياء أين تغيب التهيئة عن معظمها، وكذلك الأمر للأرصفة التي تكاد تنعدم وإن وجدت فبعضها محطم والبعض الآخر يشهد عمليات ترميم غير منتهية، ما يشكل أكواما من الحطام ممتدة على طول الطريق. الاختناق المروري يحبس أنفاس المدينة من جهتها تعرف مدينة بوفاريك اختناقا مروريا حادا، إذ يتعذر على المارة وأصحاب السيارات اجتياز أزمة المرور التي باتت من يوميات السكان، بحيث أطلعنا بعض المواطنين ممن الْتقتهم السياسي بأن الوضع أصبح لا يطاق خاصة بالنسبة للعمال والطلبة الذين يواجهون صعوبات يومية مع اكتظاظ المدينة بالسيارات وانسداد مداخلها ومخارجها التي تقف عائقا لتنقلاتهم، يأتي هذا بسبب وضعية الطرقات غير المعبدة وضيقها واللذان ساهما في الاختناق المروري الحاد. الركن العشوائي يؤرق المواطنين ليس بعيدا عن الاختناق المروري، تعرف المدينة فوضى عارمة بسبب الركن العشوائي الذي يغزو الشوارع والطرقات، يأتي هذا بسبب غياب مواقف منتظمة ومرخصة لركن منظم، فلا تخلو طرقات مدينة بوفاريك من تواجد طوابير السيارات على جانبي الطريق، حيث لا مجال للوافد على البلدية لركن سيارته أو إمكانية التوقف ولو لدقائق، فجميع الطرقات محتلة من أصحاب السيارات بركنهم العشوائي والفوضوي بكل أرجاء المدينة. محطة نقل المسافرين تحتضر...! تبدو المحطة الرئيسية للبلدية في الوهلة الأولى للزائر بأنها خالية على عروشها، لتتضح الصورة أكثر بأنها محطة مهجورة، فمحطة بوفاريك تفتقد إلى أدنى المؤهلات والمرافق التي تظهر بأنها فعلا محطة لنقل المسافرين، فأرضيتها مهترئة وعبارة عن الأتربة وأكوام من الحجارة والحطام بحيث يتناثر الغبار هنا وهناك، ناهيك عن الانتشار الرهيب للقمامة التي تحبس الأنفاس بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها بفعل ارتفاع درجات الحرارة، ضف إلى افتقادها لبعض الخطوط التي جعلت المسافرين يواجهون صعوبات بالغة في التنقل، مما يجبرهم على استعمال سيارات الأجرة ذات التكاليف الباهظة. وبعيدا عن كل هذا، فإن محطة بوفاريك غدت في الآونة الأخيرة قبلة للمنحرفين الذين وجدوا فيها ضالتهم أين يتعاطون فيها الممنوعات ويبيتون فيها، بحيث أطلعتنا إحدى المواطنات بأن هذه المحطة تصبح تحت رحمة المنحرفين بمجرد حلول الليل. الأسواق الجوارية تغيب ببوفاريك يعتبر سوق الجملة للخضر والفواكه قبلة المواطنين الوحيدة لسكان بلدية بوفاريك في ظل غياب أسواق جوارية شاملة، إذ يلجأ المواطن لاقتناء حاجياته من هذا السوق الذي يوفر الخضر والفواكه فقط، كما يختار البعض التنقل خارج المدينة لاقتناء المستلزمات الأخرى والتي لا يوفرها هذا السوق من ملابس وأغراض أخرى. سكان الأحواش والقصدير يريدون الترحيل يتربع ببلدية بوفاريك كم هائل من الأحواش الموزعة عبر عدة نقاط، أين تعيش مئات العائلات أوضاعا مزرية وسط غياب أدنى المرافق الضرورية وهشاشة السكنات التي يقطنونها بحكم أنها تعود إلى الحقبة الاستعمارية، وينطبق نفس الأمر على سكان الأحياء القصديرية الذين يناشدون السلطات المحلية لإنْتشالهم من القصدير الذي بات يتسبب بأمراض معدية ومزمنة، ناهيك عن غياب المرافق الأخرى على غرار انعدام قنوات الصرف الصحي والإنارة العمومية، وبُعد جميع المرافق العمومية الأخرى عنهم التي جعلتهم بعزلة حقيقية، وقد توجّه السكان بنداء استغاثة للمسؤولين وعلى رأسهم مصالح الولاية قائلين: نريد الترحيل كفانا من المعاناة . النفايات... ديكور لا يفارق الأحياء والشوارع تغرق معظم شوارع بوفاريك بالقاذورات بحيث أكياس القمامات تنتشر على طول امتداد الطرقات والأرصفة مشوّهة المنظر العام للبلدية، فانتشار أكوام القاذورات الملفت للانتباه من سمة معظم أحياء وطرقات مدينة بوفاريك. المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة غائبة يعيش تلاميذ بلدية بوفاريك معاناة حقيقية لغياب المؤسسات التربوية التي جعلتهم يتكبدون عناء التنقل يوميا من أجل الالتحاق بالمدارس، حيث ونحن بالمنطقة لمحنا وفود التلاميذ وهم ينتظرون وسيلة نقل على أطراف الطرقات، ويخص الوضع سكان الأحواش وبعض المجمعات السكنية الأخرى في ظل غياب مدارس وثانويات ومتوسطات، إذ يتوجّب على المتمدرس قطع مسافة 1 كلم أو اثنين للعثور على مؤسسة تربوية، ولطالما كان هذا المشكل عائقا لأولياء التلاميذ الذين يخافون على أبنائهم من مخاطر حوادث السير أو الاعتداءات. قاعات علاج دون إمكانيات على الرغم من توفر بلدية بوفاريك على قاعات علاج ببعض الأحياء، إلا أنها تفتقد إلى الإمكانيات اللازمة بافْتقادها لأهم المصلحات، كمصلحة الأشعة وطب الاستعجالات، ما يدفع المواطنين في الحالات الحرجة بالتوجه إلى مستشفى المدينة الذي تتوفر فيه هذه المصلحة الهامة. المرافق الرياضية مجرد هياكل تتوفر بوفاريك على بضع ملاعب والتي هي عبارة على مساحات ذات أسطح ترابية لا تصلح للعب واحتضان مقابلات كروية محلية، في حين لا يملك شباب البلدية خيارا آخر سوى المغامرة واللعب بها، بالرغم مما قد ينتج عنها من حوادث وكسور نظرا لغياب التهيئة والعشب الاصطناعي الذي يوفّر لهم جوّا ملائما لممارسة هواياتهم المفضلة. وقد أكّد بعض الشباب في هطا الشأن أن عدّة أحياء ومجمعات سكنية تغيب بها المرافق الرياضية، وهو ما يؤرق الفئة الشابة التي لا تجد مكانا للترفيه عن النفس وممارسة هواياتها. مساحات خضراء غائبة وحدائق مخرّبة رغم شساعة مدينة بوفاريك وموقعها بالسهل المتيجي الذي يؤهلها لأن تكون مدينة خضراء وبهية المنظر، إلاّ أن الواقع يظهر عكس ذلك، فلا وجود لمساحات خضراء وفضاءات راحة للعائلات إلا بعض الحدائق العمومية التي خرّبت ومُحيت معالمها، فكراسيها وأسوارها محطمة، ناهيك عن أرضياتها التي اقتلع بلاطها، أما الورود والنباتات فقد جفت لإنعدام الرعاية اللازمة، فحدائق بوفاريك متاحة للمشردين وكبار السن من أجل التشمس والجلوس فقط وليس للعائلات للراحة والتمتع بالخضرة والأزهار. قانون الصفقات أهمّ حاجز في وجه عمليات التهيئة الأراضي الفلاحية ترهن معظم المشاريع التنموية العقار يفرض غياب حظائر سيارات مرخّصة رفض المواطنين للأسواق بأحيائهم سبب غيابها أكّد كمال رضا إبراهيم عثماني رئيس بلدية بوفاريك خلال لقاء جمعه ب السياسي بأن قانون الصفقات الحالي يعرقل معظم المشاريع وعلى رأسها مشاريع تهيئة الطرقات المتوقفة، كما صرح بأن مصالحه أحصت 800 سكن فوضوي على مستوى ستة أحياء، وهي تنتظر قرار الولاية لإصدار قرار ترحيلها. - لمن تمنح بلدية بوفاريك الأولوية في إنجاز المشاريع؟ + أهم المشاريع التي نركز عليها هي تحسين معيشة السكان على مستوى المجمعات السكنية من خلال القيام بتعبيد الطرقات وكذا تهيئة المؤسسات الابتدائية وقاعات العلاج، بالإضافة إلى تهيئة مقر الهلال الأحمر وملحق البلدية والمقابر، والميزانية الخاصة ببلدية بوفاريك تقدر بحوالي 100 مليار سنتيم. - تعرف الطرقات وضعية كارثية، إلى ما يرجع السبب؟ + تعود الوضعية بالنسبة لطرقات البلدية إلى قانون الصفقات الذي يعرقل معظم المشاريع التنموية ببوفاريك وخاصة تلك المتعلقة بتهيئة الطرقات، وبهذا الخصوص فقد برمجنا عمليات لتهيئة الطريق الوطني رقم 61، والطريق الرابط بين بلدية الصومعة وبوفاريك، وكذا طريق الشبلي وبوفاريك، وقد خصصنا لها ميزانية تقدر ب20 مليار سنتيم لتهيئة الطرقات بما فيها الأرصفة. - تشهد البلدية اختناقا مروريا رهيبا، كيف تعالجون الوضع؟ + لقد سطرنا خطة جديدة للحدّ من الاختناق المروري، وأنجزنا صفقة لإقْتناء لافتات وإشارات مرورية ستنظم من خلالها سير المركبات والسيارات وستحدّ من الاختناق الذي نواجهه حاليا. - محطة الحافلات تغرق في الفوضى العارمة، ما قلوكم؟ + بالنسبة لقطاع النقل على مستوى البلدية، سنعدّ مخططا مروريا حضريا خاصا بالمحطة لتنظيم خطوطها، بالإضافة إلى عملية تهيئتها التي هي بصدد الدراسة، كما يوجد مشروع لإنشاء محطة أخرى جديدة بوسط المدينة وهي حاليا قيد الإنجاز حيث بلغت نسبتها 5 بالمائة، وهذا المشروع يخص مديرية النقل. - ما سبب غياب أسواق جوارية ببلدية بوفاريك؟ + لدينا سوق الجملة الذي نعتزم نقله إلى مكان آخر ووضع سوق جواري مكانه، وللعلم، فإننا كنا قد قررنا في وقت سابق إنشاء أسواق جوارية على مستوى حيي الصومام وغربي، إلاّ أنّ المواطنين رفضوا ذلك بحجة أن الأسواق تثير الفوضى بالأحياء السكنية، في حين تغيب بالبلدية مساحات شاغرة باعْتبار معظم الأراضي المتواجدة هي أراضي فلاحية. - سكان الأحواش والصفيح يتساءلون عن مصيرهم، ما ردكم؟ + لقد أحصت البلدية 800 سكن موزع بين الأحواش والفوضوي، فيما لا تزال عمليات الإحصاء متواصلة، وللإشارة، فإنه تمّ تقديم الملفات إلى مصالح الولاية التي تعتبر المسؤولة عن عملية ترحيلهم. - تنعدم المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة عن بوفاريك، كيف تفسرون ذلك؟ + يعود غياب المؤسسات التعليمية بمختلف أطوارها بالدرجة الأولى إلى مشكل العقار الذي يعدّ غير متوفر بالبلدية، كما أن هناك مجمعات سكنية على غرار الأحواش والأحياء الفوضوية من غير الممكن أن تتوفر على هذه المرافق التعليمية لأنه سيتم القضاء عليها بمجرد ترحيل قاطنيها، ومع ذلك فقد سطرنا مشروعا لبناء مدرسة بحي بوراري، والتي ستكون جاهزة خلال الدخول الاجتماعي المقبل، أما بالنسبة للثانويات والمتوسطات فهذا يعود إلى مديرية التربية. - ماذا عن الإمكانيات اللازمة بقاعات العلاج؟ + لدينا مستشفى المدينة الذي يتوفر على كل الخدمات التي يحتاجها المرضى، من استعجالات ومختلف المصلحات وهذا يفي بالغرض، أما فيما يخص قاعات العلاج فقد سطرنا مشاريع لإعادة تهيئتها. - الملاعب الجوارية تحتاج إلى التهيئة، هل تعتزمون فعل ذلك؟ + لدينا مشروع لتهيئة ملعب حي بلوش وملعب سويداني بوجمعة، بالإضافة إلى تهيئة القاعة متعددة الرياضات بوسط البلدية، كما يوجد مشروع قاعة متعددة الرياضات وهي في طور الإنجاز بنسبة 40 بالمائة، كما نعتزم بناء قاعة متعددة الرياضات التي لم نحدد بعد الأرضية المناسبة لها. - ما تقييمكم للحدائق العمومية التي تعرف إهمالا ملحوظا؟ + كنا قد هيّئنا جميع الحدائق العمومية والمساحات الخضراء لكنها تعرضت للخراب من طرف المواطنين، ومع ذلك فقد سطرنا برامج لتهئية مختلف الحدائق العمومية لتكون متنفسا للعائلات، وهذا من خلال قيام مصالح البلدية بإنشاء مؤسسة لتهيئة المساحات الخضراء والحدائق والتي ستباشر مهامها عن قريب. - الركن العشوائي يحدث بكل مكان، ما قولكم؟ + يرجع سبب الركن العشوائي ببوفاريك إلى غياب مواقف منظمة بالبلدية، حيث واجهنا ولا نزال نواجه هذا المشكل بسبب انعدام العقار وتوفر مساحات كافية لإنشاء حظائر قانونية. - تغرق البلدية في أكوام من القمامة، من المسؤول عن الوضع البيئي المتدني؟ + نرجع سبب تدني الوضع البيئي ببوفاريك إلى المواطن الذي يعتبر المسئول المباشر في انتشار النفايات المنزلية، وهذا من خلال رميه العشوائي في أي مكان وأي زمان. ومن جانب مصالحنا، فهي تقوم بعملها وبصفة منتظمة إذ تمرّ الشاحنات لترفع القمامة صباحا عن الأحياء وبشكل يومي.