مدراء التربية قدموا تقارير مغلوطة لبن غبريت خوفا على مناصبهم كشفت مصادر تربوية مطلعة أن أغلبية مدراء التربية عبر الوطن قاموا بضبط قائمة الأساتذة المستخلفين من القوائم الاحتياطية لسد المناصب الشاغرة على أن يلتحق هؤلاء اليوم بمناصبهم، مقابل ذلك شككت النقابة الوطنية لعمال التربية "أس أن تي يو" في أن تتمكن الوزارة من إنهاء مشكلة شغور المناصب وضمان التدريس على مستوى جميع المؤسسات التربوية عبر الوطن اليوم، محملة مدراء التربية مسؤولية تأخر الدراسة وبقاء مئات المناصب شاغرة بعد ثلاثة أسابيع على الدخول المدرسي بسبب التقارير المغلوطة التي قدموها إلى مصالح بن غبريت خوفا على فقدان مناصبهم، إلى جانب الإخلالات الإدارية الحاصلة في توزيع المناصب. وأكدت مصادرنا أن أغلبية المدراء أنهوا عملهم وضبطوا قوائم الأساتذة الاحتياطيين للاستخلاف ابتداء من اليوم، مشيرا إلى أن المسابقة الأخيرة عرفت ترشح 530 ألف مترشح نجح منهم 19 ألفا، وبالتالي لا يوجد أي تخوفات من شغور المناصب إلا أن الوصاية حسب المصادر ملزمة باحترام المدة القانونية التي يعطيها القانون للأساتذة الجدد للالتحاق بمناصبهم والمحددة ب 15 يوما. وشككت النقابة الوطنية لعمال التربية على لسان ممثلها قويدر يحياوي في أن تنجح الوصاية في ضمان الدراسة في جميع المؤسسات ابتعداء من اليوم وأن الدراسة ستبقى مؤجلة في الكثير من المؤسسات التربوية عبر كل ولايات الوطن، بسبب شغور العديد من المناصب في مختلف المواد وفي الأطوار الثلاثة. ووصف التنظيم الدخول المدرسي بالفاشل في ظل بقاء المئات من المناصب شاغرة بعد ثلاثة أسابيع على الدخول المدرسي بسبب الإخلالات الإدارية التي كانت سببا في امتناع المدرسين عن الالتحاق بمناصبهم خاصة الأساتذة الجدد والمستخلفين الذين يرفضون الالتحاق بمناصب العمل في المناطق النائية والبعيدة وبالخصوص في الولايات الداخلية والجنوبية لبعد المسافة وعدم التسوية المالية للكثير منهم إلا بعد مرور سنوات على عملهم. وحملت النقابة على لسان المتحدث الوصاية مسؤولية الواقع الأليم الذي تعيشه اليوم أغلب المؤسسات التربوية التي تعطلت بها العودة المدرسية بسبب الشغور الذي يعرفه قطاع التربية وعدم التعامل معه من طرف وزارة التربية ممثلة في مديريات التربية من أول يوم بطريقة تسهل تمدرس التلاميذ وأرجعت فشل سياسة الوزارة في تسيير الموارد البشرية لغياب سياسة التخطيط داخل مبنى مصالح بن غبريت وبالخصوص بين مديرية التخطيط ومديرية تسيير الموارد البشرية بوزارة التربية من جهة، ومديريات التربية من جهة أخرى بسبب عدم قدرتها على تحديد التقديرات الخاصة بالشغور للموسم القادم بناء على جملة من الأمور والمقاييس أهمها عدد الأساتذة المحالين على التقاعد وعدد المؤسسات الجديدة المفتوحة وعدد التلاميذ الذين يسجلون لأول مرة قبل إجراء أي عملية توظيف في إطار المسابقة الخارجية للأساتذة من أجل تحديد عدد المناصب الذي يحتاجه قطاع التربية خلال الموسوم الدراسي. وأشارت النقابة إلى أن عدم التنسيق بين مديريات التربية والوزارة يرجع إلى التقارير المغلوطة المرسلة من طرفهم إلى وزارة التربية المبنية على أن كل شيء على ما يرام عكس الواقع خوفا على مناصبهم كمدراء للتربية خاصة في ظل الحديث عن حركة تغيير تحضر لها بن غبريت. أغلبية المطاعم المدرسية لا تزال مغلقة من جهة أخرى أشار تقرير أعدته النقابة إلى أن أغلبية المدارس الابتدائية لم تفتح مطاعمها بعد، في حين تعاني أخرى من شغور كبير في عدد معلميها والحال نفسه ينطبق على المؤسسات التربوية في التعليم المتوسط والثانوي، دون الحديث عن تردي البنية التحتية لعديد المؤسسات التربوية خاصة في المناطق الداخلية والنقص الفادح في تجهيزاتها وانعدام أبسط ضروريات العودة المدرسية لم تعمل وزارة التربية إلى حد الآن على معالجتها رغم صيحة الفزع التي أطلقها الأولياء والنقابات قبل وأثناء الدخول المدرسي خوفا على مستقبل أبنائهم. وأكدت "الأسنتيو" أن تأخر العودة المدرسية طيلة ثلاثة أسابيع كاملة قابلة للزيادة، تعكس صورة الإطار المسير لقطاع إستراتيجي كقطاع التربية عبر الولايات، مشددة على أن عدم البحث عن حلول جذرية يكشف مدى عجز وزارة التربية عن حلحلة مشاكل مؤسساتها وفشلها الذريع في تسيير دواليب قطاع حساس وهي اليوم مطالبة أكثر من ذي قبل بفتح حوار شامل مع مختلف الهياكل المعنية بالشأن التربوي لمعالجة كل القضايا العالقة وتجاوز الخلافات القائمة التي أضرت بالتلميذ بالدرجة الأولى والمدرسة العمومية بالدرجة الثانية قبل فوات الأوان وتفاديا لتوتر المناخ الاجتماعي والتربوي.