يشكل الإدماج المعماري الجيد للمشاريع السياحية بالمدن أمر ضروري لتنمية السياحة، حسبما أعرب عنه بقسنطينة خبراء جزائريون وأجانب اجتمعوا خلال لقاء دولي يدوم ثلاثة أيام. وأكدت سامية بن عباس مديرة مخبر الهندسة المعمارية المبادر لهذا اللقاء تحت شعار سياحة وعمران ومدينة في الأفق بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين والمؤسسة الألمانية هانز-سيدال على ضرورة اقتراح مقاربات شاملة للأقاليم تدمج فيها شروط وضع ديناميكيات سياحية مستدامة من أجل بناء نموذج سياحي مستقبلي تمثل المدينة أساسه . وفي مداخلة حول الفرص والمخاطر المتعلقة بالتنمية السياحية في بلدان المغرب العربي اعتبر بيير ميرلن من جامعة باريس 1-سوربون بأن السياحة هي عبارة عن نشاط يعتبر في الغالب --لاسيما بالدول النامية-- طريقا ممتازا وسريعا من أجل أخذ مكانة متميزة في التبادلات الدولية وتخفيض العجز الناجم عن عناصر أخرى في ميزان حسابات البلاد . وطرح في هذا الصدد سؤالا يتعلق بمعرفة إن كانت بلدان المغرب العربي بلدانا سياحية أو أنها تسعى لأن تكون كذلك . واستنادا لإحصائيات المنظمة العالمية للسياحة فإن كلا من المغرب وتونس والجزائر يحتلون المراتب الأولى والرابعة والخامسة على التوالي ضمن البلدان الإفريقية، من حيث عدد الزوار الأجانب حسبما أردفه ميرلن معتبرا بأن تنمية السياحة يتعين أن تتم من خلال التقليل قدر الإمكان من الانعكاسات السلبية على المجتمع وعلى البيئة لأن استقبال السياح الأجانب --حسب رأيه-- لا يخلو من الأخطار بالنسبة للبلدان المضيفة . كما أوضح ذات الخبير الفرنسي بأن للسياحة أثر سلبي على البيئة لكونها سبب في استهلاك كمية كبيرة من الطاقة لاسيما البترولية المرادفة للتلوث. وقال بأن كلا من تدهور الساحل وانتشار التصنيع لاسيما بالمناطق الجبلية والبنايات المتوقفة الأشغال بها مع المباني التقليدية تعد من بين النقاط السلبية لهذا القطاع إذا لم يتم التكفل بالعنصر البشري الذي يعد المستهدف الرئيسي من كل نشاط سياحي من خلال إخضاعه لتكوين جيد ونوعي . كما يشمل البرنامج المقترح للنقاش خلال هذا المنتدى الخاص بتبادل الأفكار والخبرات محاور السياحة كمحرك للتنمية الخلاقة للثروات والنشاط السياحي ودور السياحة في التنمية المستدامة ومدينة الغد.