جاءت الجزائر في المرتبة 93 في الترتيب العالمي السنوي لمؤشر المنافسة الخاص بالسياحة والسفر الصادر في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي عن سنة 2006، متأخرة بذلك عن عدد كبير من الدول العربية منها موريتانيا التي جاءت في مرتبة أحسن باحتلالها المركز ال92. ويؤكد التقرير الذي أعده المنتدى بالتعاون مع مؤسسات دولية للسفر والسياحة، وخبراء في صناعة السياحة الذي نشرته عدد من وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، على أهمية البيئة الإجرائية والتنظيمية الداعمة للسياحة، في كل بلد منال124 الذين شملهم الترتيب، خصوصا وسائل النقل والبنية التحتية والخدمات الجديدة بالمعايير العالمية القادرة على المنافسة. وقد غطى مؤشر تنافسية السفر والسياحة 124 دولة حسبما شمله جدول الترتيب، منها 10 دول عربية، تصدرتها الإمارات بحصولها ضمن المؤشر الكلي على الترتيب 18عالميا، تليها على التوالي كل من تونس في المرتبة 34، قطر 36، الأردن 46، البحرين 47، المغرب 57، مصر 58، الكويت 67، موريتانيا 92 والجزائر 93. ويبدو من خلال الترتيب الذي احتلته الجزائر، أن المؤهلات الطبيعية والتنوع البيئي الذي تزخر به الجزائر لا زال غير كاف ليمكنها من احتلال المراتب "المشرفة" في عالم صناعة السياحة والأسفار في غياب سياسية واضحة في التكفل بالسياحة كمورد من موارد التنمية، مثلما تعمل البلدان المجاورة على تطويره، حيث يأتي نقص البنية التحتية وانعدام الهياكل السياحية ومؤسسات استقبال السياح والضيوف أهم عامل ساعد على تقهقر السياحة في الجزائر، علما أن الهياكل السياحية الموجودة وعددها الزهيد وتندني مستوى الخدمة، أصبح لا يسد حتى حاجة زوار الجزائر من المغتربين خلال فترة الصيف، ناهيك عن السياح الأجانب، ما يجعل عدد كبير من الجزائريين يبدلون الوجهة نحو البلد الجار تونس، التي أصبحت تحظى بزيارة ما لا يقل عن مليون سائح جزائري خلال فترة العطل وحدها. واعتبر التقرير أن الدول الأكثر فقرا لديها من الإمكانات ما يؤهلها لتكون قوى رائدة في عالم السياحة ومنازلة الدول الصناعية بقوة في هذه الصناعة المزدهرة عالميا، بينما لا تجد الجزائر نفسها لا مع الدول العربية الغنية بالثروات ومقومات صناعة السياحة ولا مع تلك الفقيرة، لتبقى وجهة سياحية غير مطلوبة. غنية قمراوي:[email protected]