يواجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، مع بداية الدخول الجامعي الجديد، تحديات كبيرة لإنجاح السنة الجامعية الجديدة على جميع المستويات بما فيها ضبط الفوضى التي تشهدها بعض الاقامات الجامعية، بداية من غياب الأمن وسوء الوجبات المقدمة للطلبة، وصولا إلى الفضائح المتتالية التي تشهدها كل سنة، فهل سينجح وزير التعليم العالي هذه المرة، وعلى غرار الوزير السابق، في ضبط الإقامات الجامعية ومنع الانفلات؟. تعاني العديد من الأحياء الجامعية مشاكل يعجز، في بعض الأحيان، مديروها عن مواجهتها وحلها، ليبقى الطالب الضحية الوحيد في معادلة صعبة، تحرمه من فراش وغرفة نظيفة، حيث تشهد هذه الأخيرة تدهورا في الأوضاع رغم الملايير التي تصرف على القطاع سنويا، وذلك بداية من الاكتظاظ وظروف الإيواء وتدهور نوعية الوجبات، ودخول الغرباء وصولا إلى الفضائح والجرائم التي تحدث على مستواها والتي يكون ضحيتها الطالب وحده في ظل انعدام الأمن والإهمال وغياب حس المسؤولية، والتي كان آخرها العثور، أول أمس، على جثة فتاة في العشرينات من عمرها بالإقامة الجامعية 2000 سرير بسيدي عمار بولاية عناية من طرف أعوان الحراسة الذين قاموا بالاتصال بمصالح الحماية المدنية لنقل الجثة التي عثر عليها في حالة متقدمة من التعفن إلى مستشفى الحجار بحضور أفراد الشرطة العلمية وشرطة سيدي عمار، فيما سيتم إجراء التشريح الطبي على الجثة من أجل كشف أسباب وفاتها، في الوقت الذي أكدت فيه بعض المصادر أن الضحية ليست طالبة جامعية ولا تنحدر من مدينة عنابة، ما يطرح العديد من التساؤلات عن كيفية دخول هذه الأخيرة إلى الحرم الجامعي في الوقت الذي ليس لها أي صلة به، ما يؤكد غياب الرقابة على مستوى الإقامات الجامعية ويعرض حياة الطلبة للخطر، بسبب دخول الغرباء والمتطفلين من جهة، كما يجبر الوزارة الوصية على اتخاذ إجراءات صارمة لإيقاف الفوضى التي تشهدها الإقامات الجامعية. الاكتظاظ وتدهور حالة الغرف أكثر ما يقلق الطلبة ومما يميز الإقامات الجامعية عبر الوطن، حالة الاكتظاظ الذي تشهده غرف الإيواء خاصة على مستوى الإقامات الجامعية للبنات، حيث يتم وضع أربع أو خمس طالبات في غرفة لا تتسع لهذا العدد من الطلبة، نظرا لصغر حجم الغرفة، ناهيك عن الوضعية الكارثية التي تشهدها نتيجة التصدعات وانشقاقات جدران الغرف، بالإضافة إلى الأغطية البالية والأفرشة الرثة، ما يضطر أغلب الطلبة إلى جلب أخرى من منازلهم، إلى جانب وضعية المراحيض التي تنعدم بها شروط النظافة وكذا تسربات مياه المجاري. وجبات غذائية رديئة أدت لحالات تسمم ومما يعشيه الطالب الجامعي على مستوى الإقامات الجامعية، نوعية الوجبات الغدائية الرديئة التي تقدم له، والتي، في الكثير من الأحيان، كانت سببا وراء حالات تسمم غدائي قد يؤدي إلى الوفاة، حيث تنعدم على مستوى مطاعم الإقامات الجامعية، وبشهادة آلاف الطلبة، أدنى شروط النظافة الصحية، أين تقدم للطالب وجبات غذائية جد رديئة غالبا ما تكون منتهية الصلاحية أو تحتوي على حشرات، وقبل حصول الطالب على هذه الوجبة الرديئة، يضطر أولا للوقوف في طوابير لا متناهية تهين كرامته وقد لا يحصل عليها من يكون في نهاية الطابور. تحسين ظروف الإيواء أكثر التحديات التي تواجه حجار ورغم محاولات الوصاية، على تعاقبها في كل مرة، تبييض صورتها من خلال سن قوانين وتعليمات لضبط وضع الإقامات الجامعية، إلا أن الواقع لا يزال مترديا، في الوقت الذي أكد فيه الطاهر حجار، وزير التعليم العالي، أن كل الجامعات والمعاهد وفرت كل الظروف لدخول جامعي ناجح من خلال ضمان مقعد بيداغوجي لكل طالب، والرفع من طاقة استيعاب الإقامات الجامعية وتنفيذ المخطط الجديد لتوجيه الطلبة الذي سمح بالحد من حالة الاكتظاظ داخل الأقسام وتقريب كل طالب من مقر إقامته، إلا أن الوزير لا زال أمام تحدي تحسين ظروف الإيواء بالأحياء الجامعية وتوفير الأمن بإبعاد الغرباء من غير الطلبة، وهي أكثر التحديات التي واجهت المتعاقبين من الوزراء على القطاع بعيدا عن الجانب البيداغوجي.