في الوقت الذي تعج فيه مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة موقع "الفيس بوك"، بالحديث عن الفضائح 'المخلة بالحياء" بالأحياء الجامعية للبنات، والتي تناولتها قناة جزائرية خاصة في تقرير فيديو مطول، برزت أحاديث أخرى، حول ضرورة الالتفات أيضا للجانب الآخر، حيث تحوي أحياء الجزائر الجامعية، بنات شريفات، وبنات أصل، حافظنا ولازلنا يحافظن على شرفهن وأخلاقهن. كما دعا آخرون لضرورة الحديث عن فضائح أخرى ومن نوع آخر، لا يتسبب فيها الطالب والطالبة وحدهما، ولكن فضائح تقع على عاتق المسؤولين على هذه الأحياء الجامعية. فقد تداول العديد من النشطاء على موقع "الفيس بوك" صورا ومنشورات وشكاوي حول الظروف المأساوية التي تعيشها اقامات جامعية على مستوى أغلب ولايات الوطن. ورصدت "البلاد" بعض تلك الصور والشكاوي، التي تظهر مدى تدهور الأوضاع في الإقامات الجامعية، خاصة من ناحية الاكتظاظ وظروف الإيواء وتدهور نوعية الوجبات وانعدام الأمن، إلى الحد الذي صارت فيه حياة الطالبة والطالب في خطر، باعتبار أن حياتهم مهددة من طرف الغرباء الذين يجولون داخل الاقامات الجامعية وقتما وكيفما يشاءون. كما تكشف الصور عن المطاعم التي تنبعث منها الروائح الكريهة، والطوابير اللامتناهية للراغبين في تناول وجبة قد لا يحصل عليها من يكون في آخر الطابور. كما يشتكي العديد من الطلبة من نوعية الوجبات التي تقدم، والتي قد تسبب لهم حالات تسمم وإسهال حاد، وأيضا غياب الأمن والسلامة في هذه الإقامات. وحسب صور التقطها الطلبة بأجهزة الهاتف ونشروها عبر صفحات "الفايسبوك، فإن كثير من تلك الصور تظهر حشرات في الوجبات، كما تكشف أن الوجبة الأكثر تحضيرا للطالب تحتوي "العدس والكاشير والجبن وقطعة خبز" وتكشف صور أخرى وضعية دورات المياه داخل الأحياء الجامعية، ففي صور، تظهر اعتماد الطلبة على "مطارية" للدخول إلى المرحاض حتى لا تقطر فضلات الطابق العلوي عليهم. وتكشف صور أخرى وضعية نوافذ الأجنحة وهي مكسرة ومرمية أرضا، إلى جانب بالوعات المياه القذرة كما تظهر صور أخرى رمى الأطباق الحديدية المخصصة لحمل وجبات الطلبة أرضا تماما كما ترمى النفايات، قبل أن تتحول ثانية إلى صحون جاهزة لتسليم الوجبات الغذائية. والكثير من هذا القبيل، حيث لا تنتهي من مشاهدة صورة حتى تظهر صورة أخرى، أكثر مأساوية من التي سبقتها، وتكشف فضيحة جديدة، يعاني من نتائجها الطالب والطالبة. ويقترح العديد من رواد "الفيس بوك"، أن يتم الالتفات بهذه الأحياء الجامعية، وذلك من خلال الاهتمام بها ومعالجة المشاكل والظروف المأساوية التي تشهدها حاليا، قبل أن تتحول إلى مجرد محتشدات جماعية.