تعد السمنة المفرطة عند الأطفال من بين المشاكل التي يعاني منها الأولياء، بسبب المشاكل الناجمة عن هذه الأخيرة، مما جعل الأطفال المصابين بها يعيشون صعوبة كبيرة وسط المجتمع، خاصة فيما يخص الجانب النفسي، حسبما أكده العديد من الأولياء ممن التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. السمنة الفرطة لدى الأطفال تتحول إلى هاجس للآباء أعرب العديد من الاولياء عن مدى تذمرهم واستيائهم جراء المشاكل التي يعاني منها ابناؤهم بسبب السمنة المفرطة التي اصابتهم في سن مبكرة جراء عدة اسباب منها عدم اتباع نظام غذائي صحي منظم والجلوس المطول واللعب بالاجهزة الالكترونية، وفي خضم هذا الواقع، اكد العديد من المختصين في مجال التغذية بأنه يتعين علي الاولياء بذل مجهودات جادة لمواجهة بدانة أطفالهم في وقت مبكر، وإلا فستترتب عليها عواقب وخيمة في الطفولة وفي الكبر، حسبما اكده المختصون. ونظراً لأنه من الصعب على الآباء تحديد مدى توافق وزن طفلهم مع طوله وإذا ما كان معدل زيادة وزنه طبيعياً من خلال النظر إليه، فإنه يجب على الآباء استشارة طبيب أطفال مختص، حيث يمكن للأطباء التحقق مما إذا كان وزن الطفل طبيعياً أم لا من خلال القيم المرجعية التي يستندون إليها. كما يمكنهم أيضاً إخضاع الطفل للفحص الطبي من أجل التحقق مما إذا كان سبب بدانته يعزى إلى اضطراب في عملية التمثيل الغذائي مثلاً أو اضطراب في الهرمونات. وإذا تحقق الأطباء بالفعل من إصابة الطفل بمرض السمنة المفرطة، يُمكنهم حينئذٍ إجراء فحوصات طبية للكشف عمّا إذا كانت تتسبب هذه السمنة في إصابته ببعض الأمراض الخطيرة الناتجة عنها، كالسكري مثلاً أم لا. مختصون: التغذية السليمة ضرورية للوقاية من الأمراض الخطيرة في ذات السياق، دعت رئيسة الجمعية الجزائرية للتغذية، مليكة بوشناق، إلى ضرورة غرس ثقافة التغذية السليمة لدى النشء لوقايته من الأمراض الخطيرة مستقبلا. وشدّدت الأستاذ بوشناق، على هامش الملتقى الدولي الثاني للجمعية الذي حمل شعار التغذية والصحة ، على ضرورة إتباع نمط غذائي سليم لدى الأطفال لما له من أهميته على صحة هذه الشريحة مستقبلا، مؤكدة على ضرورة غرس ثقافة التغذية السليمة منذ الصغر. وأشارت بالمناسبة، إلى دراسة أنجزتها الجمعية الجزائرية للتغذية خلال سنة 2015 حول السلوك الغذائي لدى الأطفال المتمدرسين، حيث أثبتت النتائج الأولية للدراسة، أن 8 بالمائة من هذه الشريحة تعاني من السمنة و13 بالمائة من بينهم من الوزن المفرط. وأظهرت هذه الدراسة التي شملت عينة تتكون من 1500 تلميذ ب73 مؤسسة تربوية بولاية وهران صنفين من الأطفال، الصنف الأول يعاني من الوزن المفرط والسمنة والثاني من سوء التغذية دون أن تكون للوضعية الاجتماعية للعائلات دورا في ذلك. وأشارت الدراسة، حسب الأستاذة بوشناق، إلى دور المحيط العائلي في التغذية الصحية للطفل وتشيجعه على ممارسة النشاط الرياضي وهما عاملان يعدان، كما أضافت، من العوامل الوقائية الرئيسية لصحة الطفل. وأكدت الاستاذة، أن الفريق المتخصص الذي أنجز هذه الدراسة رافق العينة التي شملتها ببرنامج تربية صحية أعطت نجاعتها وأثرها الإيجابي لدى عائلات هؤلاء الأطفال الذي لعبوا دورا هاما في إيصال الرسالة للمجتمع. للإشارة، فإن التغذية غير المتوازنة لدى الأطفال تتسبب مستقبلا، حسب الدراسات العلمية، في إصابة هؤلاء بالسكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني وأمراض القلب وهشاشة العظام وهي أمراض ثقيلة اجتماعيا واقتصاديا. كما أشار المختصون من جهة أخرى، خلال هذا اللقاء العلمي، إلى أهمية المحافظة على نظام التغذية المطبق بحوض البحر الأبيض المتوسط إلى جانب عوامل أخرى مثل ممارسة الرياضة ومحاربة التدخين في الوقاية من بعض الأمراض الخطيرة. ويتميز النظام الغذائي المتوسطي، حسب المختصين، باستهلاك الخضر وزيت الزيتون إلا أن هذا الأخير بدأ يتأثر بالعولمة وتوسع إنتشار النمط الغذائي العصري الغني بالدهنيات والسكريات وهي مكونات لها آثار سلبية على الصحة. وتطرق المشاركون بالمناسبة على الخصوص إلى الزراعة البيولوجية حيث ذكر الأستاذ تساقي حسيني من جامعة وهران بتوسيع هذا النوع من الزراعة الذي أصبح مطلبا أساسيا للمجتمع المدني خلال السنوات الأخيرة بالدول المتقدمة. وقد شهدت هذه الزراعة قفزة نوعية منذ سنوات الثمانينات بعد تفطن المجتمعات الغربية للأضرار الناجمة عن المواد الكيميائية على البيئة والمواد الغذائية على غرار المبيدات الأسمدة.