تبذل الجزائر حاليا جهودا مع دول الجوار، مثل مالي والنيجر، لوضع إستراتيجية موحدة ترمي إلى حماية الفهد الصحراوي المهدّد بالانقراض، حسبما أفادت به بتلمسان مديرة حماية الحيوانات والأنشطة الصيدية لدى المديرية العامة للغابات. وأوضحت الدكتورة سكيوي وحيدة، خلال ورشة عمل مخصصة لحماية الفهد الصحراوي التي يحضرها فريق علمي من الجزائرومالي والنيجر وخبراء من فرنسا وسويسرا وبريطانيا، أن هذا اللقاء يرمي إلى البحث عن السبل العملية لإنقاذ هذا الحيوان وتشجيعه على تعمير الصحراء، مشيرة الى أنه لا زال يقطن بأعداد ضئيلة لا تتجاوز 50 فردا بالمساحات الشاسعة للجنوب الكبير خصوصا بمنطقتي الأهڤار والطاسيلي. وقد تم مشاهدة هذا الحيوان عن طريق كاميرات ليلية وهو يجوب بعض المناطق بناحية الأهڤار، وفقا لذات الخبيرة، التي صرحت أن الفريق العلمي المترصد لهذا الحيوان النادر عثر على آثار أقدام إضافة إلى بقايا فرو وعظام بعض الجيف. وتعود أسباب تضاؤل الفهد الصحراوي، المتميز بالسرعة الكبيرة واللون الفاتح وتحمل العطش، الى الصيد غير الشرعي للغزلان التي كانت تشكّل فرائسه وتدمير مواطنه الطبيعية الشيء الذي جعله يترصد قطعان الماشية، مما أثار غضب السكان المحليين وشنّوا ضده حملات التصفية. وأبرز نفس المصدر أن مخطط الطريق الذي سيتم تبنيه في نهاية أشغال الورشة التي تدوم يوما واحدا يقضي بإعادة تأهيل المواطن الطبيعية للفهد الصحراوي بالجزائرومالي والنيجر عن طريق غرس الأشجار الضخمة التي يتخذ منها مرصدا وملجأ مثل شجرة الأكاسيا وتعمير المنطقة بالحيوانات مثل الغزلان والكباش البرية. وأضاف أن حملة تحسيسية ستمس سكان المنطقة، لحثهم على عدم التعرض لهذا الحيوان بحكم القانون وأنه لا يشكّل خطرا على حياتهم ولا يتعرض لقطيعهم إلا في حالة الجوع.