كشفت رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بوهران، البروفيسور موفق نجاة، عن إحصاء 622 حالة جديدة لحاملي فيروس السيدا بوهران، حيث سجلت مصالح مديرية الصحة بوهران 86 حالة منذ الفاتح جانفي إلى غاية شهر نوفمبر الحالي فيما يخص المرضى بداء السيدا وحاملي الفيروس، ناهيك عن باقي ضحايا هذا الداء بالولايات المجاورة، وفي مقدمتها ولاية ادرار، تيارت، لتليها ولاية سيدي بلعباس، معسكر، وسعيدة من مجموع 14 ولاية مجاورة، حيث خضعت الحالات المصابة للعلاج مجانا على مستوى المصلحة الوحيدة بضاحية وهران. وفي الشأن ذاته، كشفت البروفيسورموفق أنه تم إحصاء 45 حالة مصابة بداء الايدز الخطير مقابل تسجيل 263 حالة وسط الذكور، و314 حالة وسط العنصر النسوي. 15 حالة جديدة إثر تحاليل عقود الزواج والعمليات الجراحية وفحص النساء الحوامل وفي الشأن ذاته، برزت إلى السطح ظاهرة جد خطيرة باتت بمثابة الكابوس الذي يلاحق الأزواج من خلال إحصاء 7 حالات جديدة وسط المقبلين على الزواج، وهذا عقب إجراء تحاليل الكشف في سبيل إجراء مراسيم عقد الزواج، حسبما كشفت عنه مصادرنا من محيط مديرية الصحة، والتي أضافت أنه تم اكتشاف 5 حالات عن طريق العمليات الجراحية، و3 حالات لنساء حوامل من مجموع 36 تحليل تم إجرائه بمركز التحاليل بمستوصف الزرع، في حين يتم استقبال الراغبين في إجراء تحاليل الكشف عن داء السيدا من قبل مركز الصاديقية كاف قي ، ومركز التحليل بمؤسسة الصحة الجوارية المعروف ب الزرع . السيدا يلاحق النساء المقبلات على الولادة في حين أوضحت مصادر بمديرية الصحة أنه تم إقرار التحاليل المبكرة عن داء السيدا عبر كامل عيادات الولادة، لتفادي انتشار العدوى من منطلق أن داء السيدا ينتقل عن طريق الدم، ما يرجح إصابة النساء أثناء الولادة، وهو ما حذّر منه الأطباء باتخاذ كل الإجراءات الوقائية، خاصة بعد إقرار توزيع ملصقات تحسيسية، وكذا تحاليل للكشف السريع والدقيق عن النساء الحوامل، حسبما أكدته مصادر بمديرية الصحة بوهران، تفاديا لنقل العدوى من الأم إلى الجنين، وكذا انتقال المرض بين المقبلات على الولادة عن طريق نقص النظافة، وغيرها من الأسباب التي تنقل هذا الداء الخبيث ما بين النساء بطاولات الولادة. وفي السياق ذاته، أكدت ذات المصادر أن جل حاملي الفيروس تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 40 سنة، من بينهم نساء حوامل. وفي هذا المضمار، كشفت نفس المصادر أن هناك 30 بالمائة من النساء الحوامل ينقلن الفيروس إلى الجنين بالرغم من تبني البرنامج الوقائي الذي يسعى إلى خفض نسبة انتشار العدوى من الأم إلى الجنين من خلال الكشف السريري عن المرأة الحامل للتّيقن من إصابتها بالفيروس. وفي حال التأكد من الإصابة، يتم تشخيص حالتها خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل ومراقبة نمو الجنين. وفي الشهر السابع، تبدأ الحامل رحلة العلاج بتناول الأدوية الكفيلة بالقضاء على الفيروس ومنع تنقله إلى الجنين، كما تأخذ كل الاحتياطات الضرورية في سبيل الحفاظ على سلامة الجنين، كما تمتنع عن الرضاعة الطبيعية، لتعوضها بالرضاعة الاصطناعية لمنع انتقال الفيروس أيضا. وفي هذا المضمار، تشير التحليلات الطبية الأخيرة أن أغلب الحالات المصابة أو الحاملة لفيروس السيدا تجهل إصابتها، مما يإدي إلى تكثيف وتعزيز الجانب الوقائي والتوعوي، وفتح المجال أمام المرضى أو حاملي الفيروس للإطلاع على آخر التجديدات الطبية والعلاجية لتفادي تفاقم المرض، خاصة بعد ثبوت إمكانية التعايش مع المرض فيما يتعلق بحاملي الفيروس الذين يمكنهم مواصلة حياتهم الطبيعية في ظل تتبع النصائح الطبية والأخذ بعين الاعتبار جل التدابير الوقائية والعلاجية بعدما تطورت آفاق العلاج. خطر السيدا يحدق بأطفالنا وقد ارتفعت نسبة المصابين بداء السيدا الخبيث هذه السنة إلى الضعف، حسبما كشفت عنه التقارير الطبية الرسمية، حيث سجلت مصالح مديرية الصحة بوهران إصابة 86 حالة هذه السنة مقارنة بتسجيل 46 حالة سنة 2014 الماضية أي تضاعف الرقم، وهو ما بات يثير الكثير من الهواجس والخوف وسط المواطنين، خاصة وأن الداء بات يتفشى بصورة كبيرة وسط الأزواج أيضا، حسبما كشفت عنه البروفيسور موفق بمصلحة الأمراض المعدية ، منوهة إلى التنامي الخطير لضحايا السيدا وسط الأطفال والمراهقين من خلال إحصاء 200 حالة وسط الأطفال والمراهقين من 0 إلى 19 سنة غالبيتهم اكتسبوا الفيروس المتعلق بنقص المناعة المكتسبة من أمهاتهم أثناء الولادة، كما دقت البروفيسور ناقوس الخطر جراء الانتشار الرهيب للداء وسط المراهقين على خلفية نقص الوعي الثقافي خاصة المراهقين من 15 إلى 19 سنة الذين يجهلون اتخاذ التدابير الوقائية، واحتياطات الحماية، ناهيك عن مشاكل التسرب المدرسي في ظل غياب مرافق الترفيه ونوادي التسلية مع نقص الحس التوعوي، وغيرها من العوامل التي تدفع بالمراهقين نحو المغامرات الجنسية في ظل الفراغ الرهيب.