اتهم الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وسائل الإعلام المحلية وبعض السياسيين بالعمل على زيادة الاحتقان والتوتر في البلاد مما دفع السلطات إلى إعلان حظر التجول الليلي في شتى أنحاء البلاد. وجاء خطاب السبسي بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية التونسية فرض حظر التجول من الساعة 8 مساء حتى 5 صباحا.وقال الرئيس التونسي في خطاب للأمة بثه التلفزيون الرسمي إن تونس مستهدفة وأن أياد خبيثة استغلت التحركات المشروعة في بعض المناطق لبث الفتنة.وأضاف السبسي أن بعض قطاع الطرق ومحترفي السرقة احتلوا الاحتجاجات السلمية المطالبة بالشغل لممارسة العنف والتخريب والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة. وطالب السبسي الحكومة التونسية بتقديم حلول سريعة للحد من البطالة. وتشهد تونس حالة من الاضطرابات في أنحاء متفرقة من البلاد بسبب الاحتجاجات على ارتفاع معدل البطالة بين الشباب.واندلعت الاحتجاجات في بلدة القصرين بعد أن انتحار شاب عاطل عن العمل يدعى رضا اليحياوي إثر رفض طلب توظيف تقدم به. وتعد تلك الاحتجاجات الأسوأ منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، وكانت شرارة البدء لانتفاضات ما يُعرف ب الربيع العربي .ويعاني ثلث الشباب التونسي من البطالة، بينما تبلغ نسبة البطالة في أوساط الخريجين 62 في المائة، وقد زاد الوضع سوءا من هذه الناحية منذ اندلاع الثورة عام 2011. مفتي تونس يدعو المحتجين إلى عدم الإصغاء لدعاة الفتنة والحفاظ على الدولة دعا مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ في بيان المحتجين إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة, داعيا إياهم إلى الهدوء وعدم الإصغاء إلى دعاة الفتنة والفوضى أو ترك الفرصة لمن يندس بينهم للحرق والقتل والنهب. ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء وات عن مفتي الجمهورية التونسية قوله في بيان اليوم إلى أنه من حق العاطلين عن العمل وخاصة أصحاب الشهادات المطالبة بتوفير الشغل والحرية والعيش الكريم والتظاهر والتعبير عن مطالبهم وتوصيل أصواتهم إلى المسؤولين بكل انضباط ومسؤولية وبتصرف حضاري وفق ما يكفله الدستور والقانون ودعا المحتجين إلى عدم ترك الفرصة لمن يندس بينهم للحرق والقتل بدعوى مناصرتهم والوقوف إلى جانبهم، مبينا أن الفوضى شر مستطير وفتنة عمياء تزيد البلاد فقرا وتأخرا وتخلفا. وأهاب مفتى الجمهورية التونسية بأصحاب الأموال وأصحاب القرار أن يرعوا البلاد بتوفير فرص عمل مراعاة للمصلحة العامة وحفاظا على السلم الاجتماعي والاستقرار وقطع الطريق على أصحاب النوايا والمتربصين بالبلاد. الاحتجاجات الاجتماعية تتحول إلى عمليات نهب وتخريب الممتلكات تحولت الاحتجاجات التي يقوم بها الشباب التونسي في مختلف مناطق البلاد من المطالبة بالتنمية وتوفير مناصب شغل للبطالين، لاسيما الحاملين للشهادات الجامعية إلى عمليات نهب وتخريب للممتلكات العمومية والخاصة حسبما أفادت به يوم الجمعة تقارير إعلامية محلية. ففي مدينة تاجروين بولاية الكاف (غرب ) قام الشباب المحتج بعمليات نهب وتخريب حيث عمد إلى حرق مقر الأمن بالمنطقة ونهب محتوياته وكذا بعض المحلات التجارية الكبرى وغلق الطريق بحرق العجلات المطاطية. كما شهد حي التضامن بولاية اريانة قرب العاصمة تونس يوم الجمعة مواجهات بين الشباب المحتج وعناصر الأمن التونسي بعد أن تعرضت محلاته التجارية ليلة أمس إلى إحداث سرقة ونهب وتكسير من قبل مجموعات ملثمة ومسلحة بالسيوف وعبوات غاز وعصي، فيما تواصل اليوم بولاية صفاقس ولليوم الثاني على التوالي تعطيل نشاط عديد من المرافق العمومية بمنطقة الصخيرة من قبل المحتجين .