إفتتحت أول أمس بباتنة، أشغال دورة جهوية تعد الأولى من نوعها بالجهة لتكوين المكلفين بالتشخيص الأولي للعينات المأخوذة من عنق الرحم (سكرينيير) لفائدة مخبريين مختصين في البيولوجيا وأطباء عامين من ولايات شرق وجنوب شرق البلاد. وتندرج هذه المبادرة في إطار المجهودات المبذولة من طرف وزارة الصحة للتقليص إلى أقصى حد ممكن من الوفيات المسجلة في أوساط النساء عبر الوطن بسبب سرطان عنق الرحم من خلال التشخيص المبكر لمراحله الأولى، والتي يكون فيها العلاج مضمون 100 بالمائة -حسبما أكده المدير الفرعي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور لطفي حمشي- وذلك على هامش إشرافه على انطلاق اليوم التقييمي لأنشطة برامج الصحة الذي يحتضنه المعهد الوطني للتكوين العالي في شبه الطبي بباتنة. ويتجلى دور المكلفين بالتشخيص الأولي للعينات المأخوذة من عنق الرحم (سكرينيير) -يضيف نفس المصدر- في قراءة العينة التي تأخذها عادة القابلات من عنق الرحم، وإذا ما تم التعرف على أي أثر لبداية ورم سرطاني يتم تحويلها إلى مصلحة تشريح الأنسجة، مما يمكن من التكفل السريع بالإصابة في مرحلتها المبكرة وبالتالي ضمان العلاج اللازم للمرأة ومن ثم سلامتها. وأكد الدكتور حمشي، بأن السنة الجارية شهدت فتح مركزين للتكوين في هذا المجال الأول بوهران والثاني بباتنة، بالإضافة إلى المعهد الوطني للصحة العمومية بالأبيار الجزائر العاصمة) الذي كان إلى حد الآن يتكفل بهذه المهمة على الصعيد الوطني، مضيفا بأن الهدف من توسيع التكوين إلى شرق وغرب الوطن (هو للاستجابة لاحتياجاتنا السنوية من المكلفين بالتشخيص الأولي للعينات المأخوذة من عنق الرحم والمقدر بحوالي 120سكرينيير كل عام). وقال المدير الفرعي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن البرنامج الطموح الذي أعدته وزارة الصحة في هذا المجال ستكون له نتائج جد مرضية في غضون سنة، لأنه مصحوب بحملات تحسيسية واسعة النطاق مدعمة بإمكانيات هامة سخرتها الدولة لإنجاح حملة مكافحة الإصابة بسرطان عنق الرحم وتقليص عدد الوفيات التي يتسبب فيها سنويا في أوساط النساء. من جهته، أوضح مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بباتنة، إدريس خوجة الحاج، بأن اختيار باتنة لإحْتضان عملية التكوين في هذا المجال على مستوى شرق البلاد يعد تكملة للمجهودات التي تبذل بالمركز الجهوي لمكافحة السرطان، حيث قال في هذا الصدد (دخلنا حاليا مرحلة الرهان للعمل من أجل الوقاية من مختلف أنواع السرطان). وستستمر هذه الدورة التكوينية الأولى لمدة 3 أشهر، حسبما ذكرته المنسقة الجهوية للعملية الدكتورة إسمهان بلبحري، على أن تنطلق بعدها الدورة الثانية لدفعة أخرى من الأطباء والمختصين في البيولوجيا من ولايات شرق وجنوب شرق الوطن.