أكد الوزير الأول عبد المالك سلال امس، أنه تم اتخاذ قرار رفض منح تأشيرة لصحفي من يومية لوموند الفرنسية بسبب مساس هذه الجريدة بشرف وهيبة أحد أهم مؤسسات البلد. وأوضح سلال في رده على سؤال حول رفض منح تأشيرة دخول لصحفي من يومية لوموند أنه تم اتخاذ القرار لأن هذه الجريدة (لوموند) المحترمة والجديرة بالاحترام مست بشرف وهيبة أحد أهم مؤسسات البلد بلا مبرر كون المعلومة التي تناقلتها كانت خاطئة ولا أساس لها من الصحة . وأشار سلال خلال ندوة صحفية نشطها مناصفة مع نظيره الفرنسي مانويل فالس عقب أشغال الدورة الثالثة للجنة الحكومية الجزائرية-الفرنسية رفيعة المستوى إلى أنه تم المساس بأحد رموز هذا البلد وهو رئيس الجمهورية الذي يعرف بأنه كان منذ شبابه أحد أكبر المناضلين من أجل استقلال البلد . وكان وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة قد استدعى إلى مقر الوزارة يوم الأربعاء الماضي سفير فرنسابالجزائر بارنار ايميي ليبلغه احتجاجا شديد اللهجة على إثر الحملة الصحفية المعادية للجزائر ومؤسساتها في فرنسا عبر مختلف وسائل الإعلام وكذا نشاطات عامة أخرى. و أبرز لعمامرة أن هذه الحملة ذات النوايا السيئة والمضللة -والتي لا يمكن إطلاقا تبريرها بحرية الصحافة- قد بلغت أوجها من خلال مناورات قذف موجهة عن قصد ضد مؤسسة الرئاسة . وأكد الوزير في هذا الصدد على الواجب الأخلاقي والسياسي بأن تعرب السلطات الفرنسية المختصة صراحة عن استنكارها لهذه الحملة التي لا تتلاءم ونوعية ومستوى العلاقات الجزائرية-الفرنسية . فالس يحاول اصلاح ما افسدته لوموند وصرح الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس مساء أول أمس، بالجزائر العاصمة أن الصداقة التي تربط بين الجزائروفرنسا تتجاوز المشاكل الصغيرة وهي اليوم ضرورية بالنظر إلى التحديات التي تواجه البلدين، وأكد فالس في تصريح للصحافة عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين نحن هنا بالجزائر بروح إيجابية و بناءة و ودية إذ أن الصداقة التي تربط بين الجزائروفرنساتتجاوز المشاكل الصغيرة .وأردف قائلا نحن نعلم أن صداقتنا وعلاقاتنا البناءة الإستراتيجية تكتسي اليوم أهمية بالغة ولها وزنها وهي ضرورية للغاية بالنظر إلى التحديات التي تواجه البلدين . وعبر الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس ، امس، عن استعداد بلاده لدعم الجزائر في مسار تنويع اقتصادها مشددا على فرص التعاون الثنائية المتاحة في ميادين إستراتيجية كالصحة و الصناعات الغذائية والنقل. وقال فالس انطلقت الجزائر في مسار تنويع اقتصادها، الوضع الحالي ليس بالسهل لكن نحن هنا لننجح معا و لمساعدتكم كذلك في النجاح , وذلك خلال منتدى الأعمال الجزائري-الفرنسي المنظم على هامش أشغال الدورة ال3 للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية-الفرنسية بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال. وذكر فالس بعلاقة الصداقة المتينة التي تربط البلدين معبرا عن قناعته بأن ما تم إنجازه من طرف رئيسي البلدين هو دائم و بإمكانه تجاوز المشاكل الصغيرة التي يراد أحيانا خلقها . لدينا الثقة في قدرات الجزائر و إمكانياتها و كفاءة اليد العاملة الجزائرية و كذا في قدرتنا للعمل معا بشكل أكبر. نحن هنا و كذا الامر بالنسبة لمؤسساتنا الناشطة في عدة ميادين إستراتيجية كالصحة و الزراعة و النقل و كذا في ميادين مستقبلية كالإلكترونيك . وأكد المسؤول أن بلاده تريد أن تبقى الشريك الاقتصادي الأساسي للجزائر مذكرا بأن فرنسا هي المستثمر الأول خارج المحروقات في الجزائر و شريكها الاقتصادي الثاني مشيرا إلى أن 6.000 مؤسسة فرنسية تنشط في التجارة مع الجزائر و أن حوالي 500 مؤسسة أخرى هي متواجدة بالجزائر. وقال أن الشراكات بين المؤسسات الجزائرية و الفرنسية هي عصب شراكة امتياز بين البلدين و الذي تم بعثها في ديسمبر 2012 من قبل الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند. و يجب لهذه الشراكة أن تواصل تطورها . واكد فالس ان تطوير الشراكة الاستثنائية التي تربط البلدين تتطلب ايضا منح المؤسسات الجزائرية امكانية التواجد في فرنسا بشكل طبيعي. وذكر في هذا الخصوص بالجهود المبذولة من طرف فرنسا لضمان احسن الفرص الاستثمارية للمتعاملين الاجانب مبرزا الدور الذي تضطلع به المؤسسات التي يديرها فرنسيون من اصل جزائري للمساهمة في التقريب من البلدين بشكل أكبر. وقال فالس ان الفرسيين من اصل جزائري مطالبون بالعمل في كلا البلدين وتجنيد طاقاتهم بسهولة لأن هذه الفئة التي تتمتع بالديناميكية و الثراء تعد احدى فرصنا المشتركة.