بدأت الأعراس الجزائرية تتخلى عن تقاليدها التي تميزها وتعطيها خصوصية عن المجتمعات الأخرى، إذ شهدت في الآونة الاخيرة تلاشي العديد من العادات والتقاليد التي كانت تبرز العرس الجزائري، لتصل بالعائلات المقيمة للحفلات والولائم الى القضاء على حلويات العرس التي كانت تميز افراح الجزائر، وقد تتعدد اسباب اضمحلال هذه العادات والتقاليد، "السياسي"، إرتأت التقرب من عديد الجزائريين لمعرفة اسباب تخلي العائلات عن رونق وتقاليد الافراح الجزائرية المتمثلة في الحلويات التقليدية والعصرية. حلويات الأعراس تخلي جيوب الجزائريين
لم تعد تكاليف العرس التقليدي بمقدور أغلب المقبلين على الزواج، حتى أقدم بعضهم على الانتفاضة عليها مستغنين بذلك عن الحلويات وما يتبعها من مصاريف غير مبررة وخلال هذا، ارتأت «السياسي» التقرب من المواطنين لمعرفة اسباب الاقلاع عن هذه العادة، وفي هذا الصدد، تقول احدى السيدات ممن التقتهم "السياسي" "في السابق، كان من الصعب على الجزائريين في أي حال من الأحوال أن يحيوا أعراسهم وحفلاتهم بدون الحلويات، فهي زينة الأعراس ورمز لوجود الأفراح في مفهوم كل الجزائريين، ولا حديث عن الزفاف دون حلويات مختلفة الأشكال والمذاق، وحتى من حيث قيمتها والتكاليف التي حددتها طبيعة المواد الأساسية التي ساهمت في تحضيرها، حيث تخلت العديد من العائلات عليها وهذا لغلاء أسعارها ومواد صنعها"، أما سعاد، فقالت "لقد قرر الكثيرون التخلي عن حلويات العرس التي أصبحت تخلي جيوبنا ومهما فعلت في العرس فيه القيل والقال، لذا، فالتخلي عنها افضل ونترك الكلام الجانبي للبقية". ومن جهة أخرى، كانت لنا وقفة مع الجنس الآخر لمعرفة آرائهم حول هذه الظاهرة التي اجتاحت الافراح الجزائرية، ليقول مراد، وهو مقبل على الزواج "تكاليف العرس غالية جدا وزادت اثمان الحلويات ثقل كاهل العائلات الجزائرية، فالعزوف عنها هو الحل". ومن الملاحظ في الآونة الاخيرة هو ان الظاهرة لم تعد تطبّق في الافراح التي تقام في البيوت فقط، بعد أن إنتقلت العدوى إلى القاعات وكانت لنا جولة في العديد من الحفلات المقامة في القاعات وحتى الافخر منها، ليتفاجأ المدعوون من هذه الظاهرة وعلّقت احدى المدعوات بعبارات تلفت الانتباه "آه، العرس بدون حلويات وين صرات هذي تبهديلة"، اما جميلة، فقالت "كيف لمثل هذه العائلات ان تحيي اعراسها في افخر القاعات وتتخلى عن حلويات العرس، فهذا لا يتقبله عاقل"، وامام عزوف العديد من العائلات عن حلويات الافراح، كان علينا وقفة على اسعارها، وعلى إثر هذا، تقدمنا من احد باعة حلويات الاعراس بشوفالي، ليقول لنا "ان سعر حلويات الافراح تتراوح من 70 دج الى غاية 120 دج"، وعن سؤالنا عن اسباب هذه الارتفاعات التي تشهدها حلويات الافراح، يقول حمزة، صاحب محل بيع الحلويات "إن غلاء مستلزمات الحلويات املى علينا هذه الارتفاعات، فنحن لا يمكن لنا ان نشتري المستلزمات بأثمان غالية ونبيعها بأثمان زهيدة"، ويضيف قائلا "إلى جانب تخلي النساء عن هذه المهنة، مما ساهم في إرتفاع أسعارها". شباب يتخلون عنها لتقليص تكاليف الزفاف أثقلت حفلات الأفراح الجزائرية التقليدية المكلفة كاهل الراغبين في إتمام نصف دينهم، لما تحمله من مظاهر تفاخر وتباهي كثيرا ما تفوق طاقتهم المادية، إلا أن البعض منهم وجد الخلاص في تطليق هذه العادات كحل لهم وامام الأمر الواقع الذي تشهده العائلات الجزائرية، قرر الكثيرون التخلي عن العديد من العادات والتقاليد التي يرى العديد منهم انها مضيعة للاموال وثقل للزواج خاصة مع غلاء وارتفاع تكاليف العرس الجزائري، وفي هذا الصدد، يقول الشاب طارق "ان افراح الجزائريين مكلفة للغاية خاصة في مستلزماتها وهو ما جعل العديد من العائلات تتخلى عن عادات وتقاليد كانت من اساسيات العرس الجزائري". ومن جهة اخرى، يقول يوسف "من المؤسف جدا ان تتلاشى مثل هذه العادات في افراحنا"، وفي ذات السياق، يضيف قائلا "فبعد ان كان الرجال لا يتمتعون بذوق حلويات العرس، اصبح اليوم ذلك معمما على النساء ايضا"، وعن ارتفاع تكاليف العرس، يقول كمال "العرس يوم واحد، فلا يعقل ان اصرف ما لا يعقل في يوم واحد"، وامام هذا الغلاء الذي تشهده الحياة الاجتماعية التي دفعت بالعديد من الجزائريين للعزوف على هذه العادات التي كانت تزيد من جماليات العرس الجزائري، وعلى غرارهم، يعتبر محمد، أن الزواج بات مصدراً أساسياً لتكبد الكثير من الشباب وذويهم للديون، أما بالنسبة للشاب المقبل على الزواج عبد الرحمن، فيقول "تكاليف الزواج باهظة جداً، خصوصاً مع ارتفاع أسعار مستحضرات العرس وما يلزمه"، مشيراً إلى "أنها تصل إلى 40 مليون سنتيم وهذا دون احتساب المصاريف الاخرى، فقد بات العرس الجزائري في وقتنا هذا لا يعقل، لذا، فالتخلي عن العديد من العادات هو الحل لكل مقبل على الزواج"