ثمّن المشاركون، أمس، في ملتقى دولي بالبليدة حول الزوايا التعليمية والمدارس القرآنية الدور المميز الذي قامت به هذه الأخيرة عبر التاريخ في النضال السياسي والعسكري والحفاظ على الدين الإسلامي واللغة العربية والهوية الوطنية في الجزائر. وأبرز هؤلاء المشاركين من أساتذة ومشايخ زوايا خلال ملتقى علمي نظمته زاوية الهلال القرآنية للشبلي الدور العظيم الذي لعبته هذه المؤسسات في زرع روح حب الوطن لدى الشبان وكيفية تكوين الشخصية الوطنية لديهم بما يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي. وفي هذا المجال أكد الشيخ بيوض وهو أستاذ في حلقة العزابة بالقرارة أن تحفيظ القرآن بمنطقة بني ميزاب هي من الطقوس القديمة التي لايزال المجتمع يحافظ عليها حتى الآن بحيث تسهر دور حفظ القرآن الكريم المنتشرة بكثرة على تلقين القرآن الكريم للأطفال منذ الصغر، مشيرا إلى أن أفضل طريقة للحفظ هي بواسطة اللوح والصبغ التي لاتزال مستخدمة الى يومنا هذا. وذكر من جهة أخرى أن تلاوة الحزب الراتب من القرآن الكريم قراء جماعية لايزال متوارثا وهو يتم بين المغرب وآذان العشاء وعند الفجر ملفتا بأن هذه التلاوة لا تنقطع أبدا مهما كانت الظروف. وأشار إلى المكانة الراقية التي يتميز بها حافظ القرآن في المجتمع الميزابي والتشجيعات والتحفيزات التي يتلقاها بحيث له خصوصيات يتميز بها عن سواه من حيث اللباس مثلا والأولوية في الجلوس وسط الجماعة. ويشارك في الملتقى الذي حمل عنوان الزوايا التعليمية والمدارس القرآنية قراءة في الواقع وتطلعات الى المستقبل كل من محمد الأمين ولد الداه وهم مفكر وداعية من موريتانيا والدكتور منير التليلي وهو وزير للشؤون الدينية سابقا لتونس وكذا سفير دولة فلسطين في الجزائر لؤي عيسى الذي نوه في تدخله بالدور الذي تقوم به الزوايا في فلسطين لتعبئة الجماهير وإعطاء الروح المعنوية لهم في النضال ومحاربة الاحتلال الإسرائيلي. ويهدف الملتقى كما أوضح المنظمون إلى التعريف بتاريخ مؤسسات التعليم القرآني وتوحيد نظام العمل والتكوين على مستوى هذه المؤسسات وبعث النشاط في المؤسسات التي فيها ضعف في الجانب الإداري والمالي والعلمي والديني وكذا إبراز دراسة قانونية وإدارية ومالية لهذه المؤسسات مع عصرنة نشاطات هذه المؤسسات وكذا تعزيز فكرة المرجعية الدينية لهذه المؤسسات.