غياب الغاز يفرض حياة بدائية عبر عدة أحياء محطة نقل المسافرين دون المعايير والمرافق المطلوبة الهياكل الصحية ترهن صحة المرضى يتخبط سكان بلدية مفتاح، الواقعة شرق ولاية البليدة، في أزمة عطش حادة تتواصل منذ سنوات دون إيجاد أي حلول لها، حيث لا يزال قاطنو العديد من الأحياء يبحثون عن قطرة ماء تروي ضمأهم خاصة مع اقتراب فصل الصيف، حسب السكان، الذين أكدوا أن البلدية تغيب عنها مظاهر التحضر ما جعلها وكأنها منطقة نائية تطغى عليها مظاهر الريف والعزلة، وهو ما وقفت عليه السياسي إثر زيارة ميدانية قادتها لذات البلدية. ما شد انتباهنا أثناء تواجدنا ببلدية مفتاح بالبليدة الاسبوع الماضي الذي عرف تهاطلا للأمطار، محطة النقل التي بدت وكأنها كبحيرة أوحال صغيرة يصعب الولوج إليها سيرا على الأقدام حيث عمد سائقو الحافلات على إنزال الركاب على حواف الطرقات كي لا تغرق أقدامهم في الأوحال والمياه القذرة وهو ما أطلعنا عليه سفيان، سائق حافلة، حيث أخبرنا بأنه لا يدخل المحطة بسبب الأوحال والمياه الراكدة والمتجمعة إثر تهاطل الأمطار. من جهتها، تفتقد ذات المحطة لكل المرافق الواجب توفرها، فلا أرضية مهيأة ولا الخطوط منظمة ولا واقيات وضعت بالمحطة تقي المسافرين حر الشمس أو الأمطار إضافة إلى كل هذا، فالحافلات المستعملة في النقل عتيقة جدا ومهترئة ولا تصلح لكي تكون وسيلة نقل وهو ما أفصح عنه أحد المواطنين ليطلعنا بأن الحافلات التي يستقلها طالما تتعرض للأعطاب والعطل بمنتصف الطرقات، وعبر مرتادو المحطة عن تذمرهم الشديد من وضع هذه الاخيرة المزري لتقول زهرة بأن محطة نقل المسافرين بمفتاح لم تعرف النور أبدا لتضيف بأن المواطنين لم ينعموا بخدمات النقل مطلقا والبلدية لم تعرف وجودا لمحطة نقل بالمقاييس الحضرية. تذبذب التزود بالمياه يعكر صفو حياة سكان مفتاح لا يزال سكان مفتاح يواجهون مشكل تذبذب هذه المياه، حيث وإلى يومنا هذا، لا تزال بعض الأحياء تفتقد لهذه المادة الحيوية على غرار حي الصفصاف والسواكرية وغيرها والذين يشهدون التهميش في شتى المجالات أبرزها ندرة المياه وهو ما أطلعنا عليه مواطن من حي الصفصاف ليخبرنا بأن غياب المياه بالحنفيات ينغص حياتنا ، ولا يقتصر الأمر على غياب المياه بالحنفيات، بل يمتد للأنابيب حيث توجد منازل لم تربط بشبكة المياه وهو ما أطلعنا عليه سفيان ليخبرنا أنه ورغم سكنه لسنوات طويلة بالمنطقة، إلا أن المياه لم تصل إلى سكناتهم. ويضطر المواطنون لاقتناء المياه من أماكن بعيدة عن مقر سكناهم لتتواصل المعاناة خلال فصل الصيف حيث يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية مما يضطر الأغلبية لشراء صهاريج المياه بأثمان باهظة وهو ما أطلعنا عليه عبد الرزاق ليخبرنا بأن أغلبية المواطنين يقتنون هذه الاخيرة بأثمان تصل إلى 800 دج. طرقات مفتاح تحتضر تشهد طرقات بلدية مفتاح وضعية أقل ما يمكن وصفها أنها كارثة كبرى حيث لا تكاد توجد طريق معبدة ومهيأة، فالأرصفة محطمة والمتواجدة منها بالطرقات الرئيسية عبارة عن مزيج من الوحل والحجارة ناهيك عن الطرقات التي تشهد اهتراءات وحفر تتسبب في عرقلة حركة السير، حسبما حدثنا العديد من السائقين، إذ يقول أحدهم بأن طرقات المدينة أصبحت عائقا في وجه السائقين ليضيف بأن الامر يسوء مع تهاطل الأمطار لتغرق المدينة في الأوحال، ولا يقتصر الأمر على الطرقات الرئيسية للبلدية، بل يمتد إلى أحيائها على غرار حي السواكرية والمهادة وحي الصفصاف وحي زيان والتي تبدو طرقاته كمستنقعات للأوحال وهو ما أطلعنا عليه مواطن ليقول بأن طرقات الاحياء المذكورة لم تشهد عمليات تهيئة ولا تزفيت منذ زمن بعيد جدا، والوافد على البلدية بأحيائها الرئيسية والفرعية يجد نفسه محاصرا بين الحفر ومستنقعات الأوحال وهو ما شاهدناه خلال تواجدنا بالمنطقة والتوغل عبر أزقتها، طرقات خانقة بسبب الحفريات والأحجار وهو ما يجعل سائقي المركبات يسيرون ببطئ لتفادي الحفر التي لا تنتهي بانتهاء الطريق وهو ما أطلعنا عليه سائق سيارة ليخبرنا بأن وضعية الطرقات لا طالما تسببت في التأخر بالالتحاق بمختلف الوجهات. غياب المصحات الجوارية يرهن صحة المواطنين يعاني سكان بلدية مفتاح من غياب المصحات الجوارية الأمر الذي حول يومياتهم إلى جحيم، إذ أن المركز الصحي الوحيد المتواجد وسط البلدية يعجز عن استيعاب المرضى وتلبية احتياجاتهم كما أن هذا المركز يفتقد للخدمات الضرورية، على غرار الاستعجالات الطبية وبعض المصلحات الأساسية مما يدفع بهم إلى التنقل إلى خارج إقليم البلدية، تحديدا إلى بلدية الأربعاء، لتلقي العلاج فيما يفضل الكثير من المواطنين الذهاب لمستشفى مفتاح والذي لا يستقبل بدوره إلا الحالات الحرجة والمستعجلة وهو ما أطلعتنا عليه فايزة حيث تقول في هذا الصدد بأنها كلما مرضت تتوجه إلى مستشفى مفتاح أو بلدية الأربعاء لتلقي العلاج لتضيف بأن لا شيء يوفره المستوصف الوحيد بوسط المدينة. غياب الغاز يؤرق قاطني أكبر الأحياء بمفتاح يعد غياب الغاز الطبيعي عن معظم أحياء مفتاح من المشاكل التي تفرض نفسها على السكان، حيث بات إيصال المنازل بشبكات الغاز حلما يلوح في الأفق للمواطنين الذين وجدوا في قارورات غاز اليوتان الحل البديل ريثما يتحقق الحلم ويصل الغاز الطبيعي للبيوت وهو ما عبر عنه المواطنون ليطلعنا توفيق في هذا الصدد وهو من حي الصفصاف، بأنه من قاطني المنطقة منذ سنوات الثمانينيات ولم ينعموا بالغاز الطبيعي الذي يزيح عنهم الكثير من مشقة التنقل إلى غاية وسط المدينة للوصول إلى نقاط البيع كما أن وضعية الأحياء المتشعبة والتي تحوي على طرقات ترابية تزيد من معاناة المواطنين في التنقل خاصة للذين لا يملكون وسائل النقل حيث يتوجب عليهم استئجار هذه الأخيرة بأثمان باهظة لإعادة تعبئة قارورة الغاز. وتزداد المعاناة في فصل الشتاء حيث تتوسع استعمالات البوتان من الطهي إلى التدفئة حيث يطلعنا جمال في هذا السياق بأنه في فصل الشتاء تشتد برودة المنطقة ويكثر استعمال الغاز ليضيف المتحدث بأن السكان طالما طرحوا على السلطات المحلية مشكل الغاز الطبيعي إلا أن الأمر لم يلق آذانا صاغية. انعدام الإنارة يغرق المدينة في ظلام دامس بمجرد حلول الليل، تغرق أحياء بلدية مفتاح في ظلام دامس لغياب أعمدة الإنارة بأغلب أحياء البلدية حيث لا أثار لأعمدة الإنارة بالأحياء، فأعمدة الإنارة متواجدة بعدد الأصابع وهو الأمر الذي لفت انتباهنا لدى جولتنا بالمنطقة، فنادرا ما يتواجد عمود كهرباء والملفت في الأمر أن الأعمدة بدون مصابيح إنارة، فنادرا ما نجد بالأعمدة مصابيح وهو ما أوضحه ساكنو حيي المهادة والسواكرية حيث يقول سمير في هذا الصدد بأن الاحياء تتحول إلى ظلام دامس ليلا لغياب الإنارة العمومية ويضيف المتحدث بأن المشكل يفرض عليهم العودة باكرا لسكناتهم نظرا لعزلة المنطقة والخوف من الحيوانات الضالة والاعتداءات، ليضيف مروان في ذات السياق بأن مصابيح الإنارة المتوفرة محطمة ولم يعاد تركيب أخرى بدلها وبأن ذلك يعرض حياتهم لخطر الاعتداءات، ولا يقتصر الأمر على الإنارة الخارجية، بل يمتد إلى داخل المنازل حيث تشهد الكهرباء تذبذبا في الإمداد والتي تشهد انقطاعات متكررة عند اشتداد الحرارة حيث يتسبب ذلك في تلف الأجهزة الكهرومنزلية امتدادا لفصل الشتاء أين تبتل الخيوط الكهربائية عند هطول الأمطار وتنقطع الكهرباء لتجد العائلات من الشموع وسيلة لإنارة المنازل. نقص المؤسسات التربوية.. هاجس الأولياء يواجه المتمدرسون بمفتاح نقصا فادحا بالمؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة وهو ما يضطرهم للتنقل وقطع مسافات طويلة للالتحاق بالمدارس حيث وأثناء تنقلنا عبر الطرقات الرئيسية والفرعية لمفتاح، شاهدنا وفود التلاميذ وهو يهمون إلى مدارسهم سيرا على الأقدام لغياب المدارس بأحيائهم وهو ما أطلعتنا عليه هبة، والتي تقطن بحي الزين، لتطلعنا بأن غياب متوسطة بالحي فرض عليها التنقل لمسافة كبيرة للوصول إلى المتوسطة القريبة، ويعتبر الأمر هاجسا للأولياء، إذ تقول صفية في هذا الصدد بأن نقص المدارس فرض وجوب مرافقة أبنائهم إلى مدارسهم ذهابا وإيابا لتضيف بأن عزلة الطرقات ومخاطر حوادث المرور تزيد من من تخوفهم على فلذات أكبادهم، ولا يقتصر الأمر على تلاميذ المدارس، بل يمتد لطلبة الطور الثانوي، فأثناء تواجدنا بمحطة النقل، شاهدنا أفواج التلاميذ وهم يتكبدون العناء لأجل ركوب الحافلات بغية الوصول في الوقت المحدد للثانوية الوحيدة بوسط المدينة وقد أطلعتنا نادية بأنها تأتي يوميا من حي سيدي حماد للدراسة وتضيف المتحدثة بأنها تصل دائما متأخرة خاصة في فصل الشتاء أين تنقص وسائل النقل وقد اختار العديد من الطلبة الدراسة خارج إقليم البلدية والتوجه إلى بلدية الأربعاء خاصة سكان حي سيدي حماد كونه الحي الأقرب لبلدية الأربعاء فيما يفضل آخرون بلدية الجبابرة من قاطني حي الصفصاف 01 و02. المرافق الرياضية والشبابية بمفتاح في خبر كان تنعدم بمفتاح المرافق الرياضية والشبابية حيث لا أثر لهذه المرافق التي من شأنها توفير الترفيه للشباب وتفجير طاقاته حيث وجد شباب المنطقة من المقاهي والمساحات الترابية متنفسا لقضاء أوقات الفراغ، وهو الأمر الذي لم يهضمه العديد منهم لحرمانهم من أدنى المرافق بما فيها المرافق الشبابية حيث أطلعنا رياض في هذا الصدد بأن غياب المرافق الشبابية والهياكل الرياضية قضى على طموحاتهم وهواياتهم، واضطر الكثير من شبان الحي لترك هواياتهم وميولاتهم الرياضية بغياب هذه الهياكل. ويشهد الملعب البلدي المزعوم حالة مزرية إذ تحول إلى مستنقع أوحال ما جعله لا يصلح لممارسة أي نشاط ولم يعرف هذا الأخير أي عملية تهيئة او نية لإصلاحه وهو الأمر الذي لم يفهمه شباب المنطقة حيث أطلعنا عزيز في هذا الصدد أن الشباب ضائع، فلا ملاعب جوارية ولا مرافق شبابية يلجؤون إليها، و بانتظار أن يهيأ الملعب البلدي المنهار أو إنشاء مرافق رياضية أخرى لإعادة الأمل للشباب، اتخذ الكثير منهم من المساحات الترابية والغابات مساحات لقضاء أوقات الفراغ واللهو والمرح.