أثبتت مجددا أحزاب المعارضة أو ما يطلق عليها بتنسيقية الانتقال الديمقراطي فشلها في محاولة تنظيم صفوفها نتيجة الصراعات الداخلية بين الأحزاب المشاركة ضمنها وتصادم المصالح الشخصية،على حساب مصلحة الوطن التي كثيرا ما تغنت بها هذه الأخيرة رغم أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، وقد بدأت تظهر حاليا نتائج هذه الصراعات التي اشارت اليها السياسي في عدة مواضيع سابقا، بانسحاب عدد من الأحزاب من بينها حزب الجيل الجديد الذي أعلن عن انسحابه من ما يسمى ب تنسيقية فيما لم يتم الكشف عن أسباب هذا الانسحاب الذي أرجعه البعض لرفض مقترح مقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة سنة 2017 المقبلة،ويؤكد المتتبعون أن التنسيقية ليس لها أي وجود فعلي وحركي في الساحة السياسية وأن انسحابها وإعلان نهايتها هو الحل الوحيد لها. وخلال لقاء للتنسيقية جرى الاكتفاء بإشارة خاطفة للحزب المتأسس في الحادي عشر مارس 2011 والذي يقوده سفيان جيلالي ، وتضمّن البيان في السطر الأخير ما يلي: أعلن ممثلو حزب جيل جديد عن انسحابهم من التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي في بداية الاجتماع . دون أن يتم تقديم أي أسباب عن هذا الانسحاب،فيما يؤكد المتتبعون أن الأمر يتعلق بتصادم للمصالح فيما بين ابناء التنسيقية،ويعود سبب انسحاب حزب جيلالي سفيان إلى رفض مقتراحته بإعلان أعضاء التنسيقية مقاطعة الانتخابات التشريعية والمحلية التي ستجرى في 2017 . وبهذا الانسحاب تتجه تنسيقية الانتقال الديمقراطي إلى حدودها القصوى من الفشل، بحيث لم يعد بإمكانها تقديم قيمة مضافة جديدة في العمل المعارض الذي اكتفت بحصره في الصالونات والتصريحات الذي اكتفت بحصره في الصالونات والتصريحات الإعلامية، كما اماط الانسحاب ايضا اللثام عن نواياها الخفية من خلال السعي للمشاركة في الحكومة بالبحث عن المصالح الشخصية وعن مناصب في البرلمانية، وتشير مصادر من داخل التنسيقية أن أحزابا وشخصيات اخرى ستعلن انسحابها في القادم من الايام، ويتعلق الامر بحركة النهضة، ورئيسها محمد ذويبي، على خلفية رفضه لمقترح عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة التشريعية منها والمحلية.