انطلقت أمس الدورة الجزئية لامتحانات البكالوريا 2016، بمشاركة أزيد من 5 آلاف مترشح وسط ظروف استثنائية وإجراءات أمنية مشددة لتفادي تكرار سيناريو تسريب ونشر مواضيع الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي الذي عرفته الدورة الأولى، وبذلك تواجه وزيرة التربية الوطنية على مدار خمسة أيام تحديا كبيرا آخر لضمان بكالوريا شفافة دون أي فضائح ومهازل أخرى على غرار التي عاشتها سابقا في ظل الإجراءات المشددة التي اتخذتها. شرع أمس أزيد من 5 آلاف مترشح في اجتياز الامتحانات الجزئية لشهادة البكالوريا التي تقرر إعادة تنظيمها من 19 إلى 23 جوان الجاري بسبب التسريبات التي طالت المواضيع في بعض الشعب والمواد خلال الامتحانات التي جرت في 29 ماي إلى 02 جوان الجاري. الصيام وارتفاع درجات الحرارة وبُعد المراكز تؤرق المترشحين وفي هاذ السياق، أعاد خلال الفترة الصباحية، المترشحون في كل من شعبة العلوم التجريبية والرياضيات وشعبة تقني رياضي بالإضافة إلى شعبة الآداب واللغات الأجنبية اجتياز الامتحان في مادة التاريخ والجغرافيا وسط معنويات محبطة رغم إجماعهم على أن أسئلة التاريخ والجغرافيا كانت سهلة وفي متناول الجميع، إلا أن إعادة تجربة الامتحان لم تكن سهلة بالنسبة للعديد خاصة في الظروف الحالية كون امتحانات البكالوريا الجزئية تزامنت مع شهر الصيام، ما دفع البعض من المترشحين خاصة الذين لم يتحملوا مشقة الصيام والمصابين بأمراض مزمنة إلى الإفطار فيما فضل البعض عدم الإفطار رغم المشقة والتعب الذي يتكبدونه في ظل ارتفاع درجات الحرارة واضطرارهم للتنقل من مناطق إقامتهم إلى مراكز إجراء الامتحان تبعد بمسافات ليست بالهينة. وفي ذات السياق، شهد اليوم من امتحانات البكالوريا الجزئية امتحانا آخر في الفترة المسائية بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية والرياضيات وتقني رياضي بالإضافة إلى تسيير واقتصاد في مادة اللغة الانجليزية، واستمر الامتحان إلى غاية الساعة الرابعة مساءً، فيما أشار المترشحون إلى أن موضوع الامتحان كان في متناول التلميذ المتوسط، إلا أن ذلك لم يمنعهم من التذمر من مشقة الامتحان في شهر الصيام وارتفاع درجات الحرارة وعدم قدرتهم على شرب المياه ما أدى إلى تسجيل بعض الإغماءات خاصة وسط فئة الإناث. بن غبريط تناشد المترشحين إحباط كل محاولات التشويش من جهتها، حذرت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، في كلمة لها عشية امتحان البكالوريا الجزئية دورة جوان 2016 المترشحين للامتحان من تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة أن مثل هذه التصرف يؤثر في نفسيتهم، ويتعبهم وينقص من تركيزهم، قبل أن تضيف إنني أوجّه لكم، في الواقع، نداء للمقاومة، نداء لإحباط كل محاولات التشويش . وأكدت بن غبريط أنّ الدولة اتخذت إجراءات في هذا السياق، فيما ذكرت أن التلاميذ لا ذنب لهم ولا مسؤولية في الضائقة التي عاشتها الجزائر كلها، وأن حضورهم الامتحانات الجزئية يعكس الحرص على تكريس تكافؤ الفرص، مضيفة في قولها أردت أن أخبر المترشحين أن إجراءات خاصة تم اتخاذها، تحضيرا للدورة الجزئية للبكالوريا، سواء على مستوى دائرتنا الوزارية أو على مستوى كل مؤسسات الدولة، المعنية بهذه العملية، وقد كان هدفنا من خلال ذلك، هو توفير ظروف ملائمة للمترشحين . كما حذرت المسؤولة من عواقب الغش ودعت الجميع لليقظة حتى تحترم كل التعليمات الأمنية بالصرامة المطلوبة، وعلى جميع المستويات . وقد بلغ عدد المترشحين لهذه الدورة 555.177 من بين 818.518 مترشح اجتازوا الدورة الماضية، يتوزع عبر 2.072 مركز امتحان، أي ما يعادل 81 بالمئة من عدد المراكز التي سخرت خلال الدورة السابقة، ويبلغ عدد المراكز المخصصة للتجميع 18 في حين يبلغ عدد مراكز التصحيح 70، ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها السلطات المعنية لمواجهة تسريبات مواضيع البكالوريا مرة أخرى، حجب مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها توتير وفايسبوك. وقد تقرر إعادة تنظيم الامتحان في المواد المعنية بالتسريبات بالنسبة لخمسة شعب هي العلوم التجريبية في سبع مواد والرياضيات والرياضيات التقنية والتسيير والاقتصاد في أربع مواد وشعبة اللغات الأجنبية في مادة واحدة. وتمس الإعادة في شعبة العلوم التجريبية مواد الرياضيات، علوم الطبيعة والحياة والفيزياء والفرنسية والإنجليزية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة، كما تتعلق الإعادة أيضا بكل من الإنجليزية والفرنسية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة بالنسبة لثلاث شعب أخرى هي الرياضيات وتقني رياضي والتسيير والاقتصاد، وكذا مادة التاريخ والجغرافيا بالنسبة لشعبة اللغات الأجنبية، فيما سيتم الإعلان عن النتائج في 15 جويلية المقبل. وأوضحت وزارة التربية الوطنية أن كل الإجراءات التنظيمية لضمان السير الحسن للامتحان الجزئي للبكالوريا تم توفيرها بفضل تضافر جهود وزارة التربية مع القطاعات المعنية الأخرى ممثلة في الأمن الوطني والدرك الوطني والحماية المدنية والصحة . ومن بين الإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها، منع المترشحين من إدخال الأجهزة والوسائل الإلكترونية من هواتف نقالة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وكل الأجهزة المزودة بالانترنت، خصم من الأجور في تنزيل في الرتب للأساتذة المتخلفين عن الحراسة. وكانت وزارة التربية الوطنية قد قررت وقف عملية تصحيح أوراق بكالوريا 2016 في مرحلتها الأولى والتي شملت المواد غير مسربة، وذلك بهدف تسخير مراكز التصحيح لامتحان البكالوريا الجزئية الذي انطلق أمس وسيستمر إلى غاية الخميس المقبل، في الشعب والمواد التي شهدت تسريبات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال بكالوريا دورة ماي 2016 التي نظمت بتاريخ 29 ماي الماضي، فيما أرجعت أيضا وقف عملية التصحيح إلى استدعاء الأساتذة المشرفين والمشاركين في عمليات التصحيح للمشاركة في تأطير وحراسة البكالوريا الجزئية، محذرة من تسجيل أي غيابات وسط الأساتذة الحراس أو الملاحظين، مشيرة إلى أن أي غياب الأستاذ الحارس سيعرضه إلى عقوبات تصل إلى الخصم من الأجور والتنزيل في الرتب.