يعاني المرحّلون إلى الأحياء الجديدة في المدن الكبرى من نقص فادح في الهياكل، لا سيما المنشآت التربوية منها وذلك عشية الدخول المدرسي، لذلك تتوقع الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ ضغطا كبيرا في بعض المؤسسات التربوية، نظرا لأن تحويلات التلاميذ التي تنطلق في 4 سبتمبر تتم بقوة القانون ولا يمكن لمديرية ولائية أو إدارة مؤسسة أن ترفض تسجيل أي تلميذ، حتى ولو بلغ العدد 50 متمدرسا في القسم الواحد. يرتقب أن تعرف العديد من المؤسسات التربوية، خصوصا بغرب العاصمة، اكتظاظا كبيرا بالأقسام، لاسيما الأحياء التي استقبلت المرحّلين الجدد، على غرار بئر توتة، الخرايسية، وأولاد فايت، وأكد مصدر موثوق من مديرية التربية للجزائر غرب ل السياسي ، أن عدد المرحّلين الجدد بالضاحية الغربية سيزيد حتما من حجم الاكتظاظ بالمؤسسات التربوية، وبالرغم من تدشين عدد من المؤسسات التربوية الجديدة، إلا أن النقص لا يزال مسجلا في مختلف الأطوار، لاسيما الطور الابتدائي. وكعينة على هذا المشكل، يشهد حي 1200 مسكن بالخرايسية بولاية الجزائر، مع اقتراب الدخول المدرسي 2016/2017، حالة غليان بسبب انعدام المنشآت التربوية بهذا الحي الجديد بالخرايسية الذي لم يعمر إلا منذ شهر واحد، حيث عبّر المواطنون عن أسفهم لانعدام المؤسسات التربوية في الحي ووجودها في أماكن بعيدة تتطلب وقتا وجهدا للتلاميذ للوصول إليها، إضافة إلى اكتظاظها. وأوصت مصالح ولاية الجزائر مديريات التربية بالولاية، في وقت سابق، بضرورة إنشاء مؤسسات تربوية بالقرب من المجمعات السكنية الجديدة، بما فيها الملاحق الخدماتية لجعل المجمعات السكنية أقطابا سكنية متكاملة تتوفر على كل الضروريات، غير أن عدد الهياكل التربوية المنجزة يبقى قليلا مقارنة بالعدد الكبير للمتمدرسين الذين حولوا من بعض البلديات الحضرية وسط العاصمة إلى الضاحية الغربية لولاية الجزائر خلال الدخول المدرسي الجديد، حسبما أكده مصدرنا. نفس المشكل تقريبا تعرفه ولاية وهران التي شهدت هذا الصيف ترحيل آلاف العائلات التي كانت تقطن بيوتا هشة، لكنها بادرت إلى وضع خارطة خاصة للتكفل بأبناء العائلات المرحّلة، مثلما أكدته مصادر إعلامية رسمية، مضيفة أن هذه التدابير الجديدة جاءت تفاديا لتكرار سيناريو السنوات الفارطة التي سجل فيها اكتظاظ كبير جدا للتلاميذ حيث فاق عددهم ال40 تلميذا في القسم الواحد مما نتج عنه تأثير سلبي على التحصيل المدرسي. وحسب نفس المصادر، فإن الخارطة تعتمد على وضع التلاميذ المرحّلين في المدارس الجديدة التي تم فتحها هذا الموسم وأغلبها بمنطقة بلقايد التي أخدت حصة الأسد في خارطة مديرة التربية، وفي حال ما إذا كان هناك اكتظاظ كبير، يتم مراسلة مصلحة شؤون التنظيم التربوي لفتح قسم جديد في نفس المؤسسة التي شهدت ضغطا وذلك تفاديا لعناء تنقل التلميذ. التلاميذ المرحّلون في ورطة أكد رئيس الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، خالد أحمد، أن عملية التسجيلات الخاصة بالتلاميذ المحولين ستنطلق في 4 سبتمبر، على وقع أزمة اكتظاظ متوقعة ومشابهة للسنوات الماضية وذلك بفعل استمرار المصالح الولائية في برمجة حملات الترحيل إلى أحياء سكنية بدون مرافق تربوية جديدة. وقال خالد أحمد، في تصريح ل السياسي ، أمس، إن عملية التحويلات لظروف عائلية تتم بقوة القانون، فلا يمكن لأي مديرية تربية أو إدارة مؤسسة أن ترفض تسجيل تلميذ أي تلميذ، حتى ولو بلغ العدد 50 متمدرسا في القسم الواحد، وهو ما جعله يتوقع ضغطا رهيبا على بعض المدارس بالأحياء السكنية الجديدة والأحياء المجاورة لها. وعن تأثير الاكتظاظ على التحصيل العلمي لأبناء الأحياء الجديدة، قال ممثل أولياء التلاميذ: عندما يغير تلميذ الابتدائي، خاصة، المؤسسة، يتشكّل لديه حاجز نفسي يصعب ترقيعه، لذلك يجب مرافقته نفسيا للتأقلم في المؤسسات الجديدة، كما أن الاكتظاظ يعيق التلميذ والأستاذ على حد سواء . التحاق تلاميذ الميهوب بمقاعد الدراسة.. مؤجّل من جهة أخرى، كشف رئيس الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، خالد أحمد، أن تلاميذ بلدية الميهوب في المدية التي تضررت بفعل سلسلة من الزلازل والهزات الارتدادية، لن يتمكنوا من مزاولة نشاطهم الدراسي في 4 سبتمبر، بسبب التأخر الحاصل في ترميم المؤسسات التربوية المتضررة وإنجاز أقسام جديدة. وقال خالد أحمد، إن المعلومات التي استقتها منظمته تشير إلى تأخر كبير في أشغال ترميم المؤسسات التربوية المتضررة من سلسلة الزلازل، وذلك بفعل تقاعس مؤسسات الإنجاز واستمرار معاناتهم مع نقص اليد العاملة المؤهلة في قطاع البناء، خصوصا في فصل الصيف. وعلى ضوء هذه المعلومات، أكد محدثنا استحالة مزاولة تلاميذ منطقة الميهوب لدراستهم في 4 سبتمبر، متوقعا أن يتم تمديد عطلتهم الصيفية لشهر آخر، أو تحويلهم إلى مدارس ومتوسطات في البلديات المجاورة، ما يشكّل ضغطا كبيرا عليها.