الجزائر أول عاصمة إفريقية بدون سكنات القصدير أقطاب صناعية عديدة لإخراج الجزائر من التبعية للمحروقات الجزائر تبني ثالث مسجد في العالم بعد مكةالمكرمةوالمدينة تحتفل الجزائر غدا بالذكرى ال62 للثورة التحريرية المجيدة المصادفة لأول نوفمبر، فبعد سنوات من الكفاح لإخراج المستعمر والذي كان ثمنه أكثر من مليون ونصف المليون شهيد، ناهيك عن الخراب الذي حل بجل ولايات الوطن، ها هي الجزائر اليوم وبفضل الإصلاحات والتحديات، تمكّنت من تحقيق إنجازات جد إيجابية بأبعد نقطة في البلاد وعلى جميع الأصعدة والميادين والقطاعات، فالتعليم والصحة الذين كانا شبه غائبين بعدة ولايات باتا اليوم متوفران دون أي إقصاء أو استثناء. السياسي ارتأت التطرق من خلال هذا الملف إلى عدة قطاعات من أجل إبراز أهم الإنجازات المحققة والتي أعادت الجزائر من بعيد ووضعتها أمام تحديات جديدة، على غرار مواصلة التقدم والتطور في ظل انهيار أسعار النفط والبحث عن بدائل حقيقة للخروج إلى الاقتصاد المنتج، خاصة وأن الجزائر لها كل الإمكانيات لكسب مختلف هذه الرهانات. حلم مليوني سكن يتحقق عرف قطاع السكن بالجزائر تحديا واضحا خلال السنوات الماضية، بعدما عزمت الحكومة الجزائرية القضاء على كل مظاهر الصفيح نهائيا لأجل الإعلان عن مدينة الجزائر أول عاصمة إفريقية دون قصدير، وهو ما تمّ تمثيله مؤخرا بنيويورك أين قامت بتدشين معرض حول القضاء على السكن الهش بالجزائر، تحت شعار الجزائر أول عاصمة إفريقية بدون بيوت قصديرية حيث تمّ عرض تجربة وبرنامج القضاء على سكنات الصفيح، حسبما جاء به برنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، للتخلص نهائيا على السكن الهش وهو الذي يعدّ خطوة إيجابية في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة في آفاق 2030، لتكون الجزائر قد حققت قبل الآجال المحددة ب15 سنة الأهداف المسطّرة من طرف الأممالمتحدة في هذا المجال. سكنات عدل ترى النور بعد سنوات من الانتظار كما عرف قطاع السكن الشروع في توزيع سكنات عدل بعد أكثر من 15 سنة من الانتظار، وهذا عبر العاصمة وجل الولايات المعنية حيث ستكون تسليم أول وأكبر عملية لتوزيع سكنات عدل 1 بدءا من 20 ديسمبر القادم ب10 آلاف مسكن كدفعة أولى في المدينة الجديدة لسيدي عبد الله بالعاصمة. وللإشارة، فإن قطاع السكن بالجزائر عرف عدة مراحل تطورية من حيث النوع والكم، ففي سنة 1999 شهد القطاع انطلاق انتعاش حقيقي تميّزت بتحسين عرض السكنات الذي تعزز بمناسبة إعداد المخطط الخماسي 2005-2009، والذي يهدف إلى انجاز مليون وحدة سكنية. واستنادا إلى الأرقام، فإن الوضع تطور بسرعة وبشكل أفضل، حيث أنه من سنة 1999 إلى 2011 تمّ تسليم ما لا يقل عن 2.100.000 وحدة سكنية أي أكثر من 50 بالمائة من إجمالي الإنجازات منذ سنة 1962، فيما عكفت الدولة خلال السنوات الأخيرة على إنعاش قطاع السكن والعمران من خلال رفع ارتفاع إنتاج السكنات وتنويع الطلب وجهود القضاء على السكن الهش من خلال نظام مؤسساتي كامل، حيث حظي القطاع بعدة تدعيمات واستطاع افتكاك المرتبة الأولى وبجدارة أين تمكن من إنجاز والانطلاق في إنجاز قرابة ال93 بالمائة من إجمالي المشاريع التابعة له من خلال إطلاق كافة المشاريع ضمن مشروع 3 ملايين مسكن. وحسب إحصائيات رسمية، فقد تم تقليص العجز في هذا المجال إلى 450 ألف وحدة مقابل 3 ملايين وحدة في بداية الألفية، حيث تم خلال السنة الماضية فقط استلام أكثر من 273 ألف وحدة سكنية، وتم إطلاق 312.519 سكن من بينها 67.955 سكن ريفي و44.745 سكن عمومي، إيجاري، وتم في هذا العام استهلاك 548 مليار دينار استفادت منها على وجه الخصوص مشاريع السكن الاجتماعي بنسبة 59 بالمائة. شبكات نقل مختلفة تربط الشرق بالغرب عرف قطاع النقل بالجزائر قفزة نوعية على مستوى عدة أصعدة سواء البري أو البحري سمحت للجزائريين بالتنقل في أفضل الظروف وبأقل وقت ممكن، كما سمح النقل البحري بتقريب المسافات بين الولايات الساحلية بعيدا عن زحمة السير، فتوسع شبكة النقل بالسكك الحديدية وكذا الترامواي الذي استفادت منه عدة ولايات على غرار العاصمة، قسنطينة ووهران وشبكة الميترو هي الأخرى التي كانت بمثابة حلم للجزائريين، حيث سيقدر طول خطوط مترو الجزائر العاصمة نهاية السنة الجارية 2016 ب18 كلم، وفي ديسمبر 2020 سيفتتح خطي الحراش - باب الزوار - المطار (9 كلم) وعين النعجة - براقي (6 كلم)، حينها شبكة المترو بالجزائر العاصمة ستبلغ 33 كلم تغطي، إضافة إلى وسط المدينة المدن الواقعة بالضحية الشرقية والغربية والجنوبية، إضافة إلى المطار. وفيما يتعلق باستعماله من طرف المسافرين، فقد تمّ نقل أكثر 88 مليون مسافر في ظرف 5 سنوات، والاستعمال الحالي الذي بلغ 100000 مسافر يوميا سينتقل قريبا إلى 200000 مسافر في اليوم، مع توسيع خطوط الميترو الجارية إنجازها، كما أن عربات الميترو قد قطعت منذ الفاتح نوفمبر 2011 تاريخ دخوله الخدمة أكثر من 7000000 كلم. 60 بالمائة من مشاريع وكالات التشغيل تخص قطاع الفلاحة قطاع الفلاحة بدوره، عرف إجراءات مكثفة أحدثت ثورة في الآونة الأخيرة، من خلال خطط وسياسات ترمي كلها لدفع القطاع للعب دوره المنوط في الاقتصاد الوطني ضمن خطط جديدة، ولعل أهم ما ميّز فتح أفاق جديدة للقطاع الفلاحي هو دفع الشباب نحو الاستثمار الفلاحي من خلال قروض من دون فوائد ومسح ديون الفلاحين وامتيازات عقود النجاعة، إلى جانب توسيع المساحات المسقية من خلال إضافة مليون هكتار من المساحات المسقية، لتصبح بذلك مليوني هكتار في آفاق 2019/2020، ومضاعفة الإنتاج وإعداد برنامج طموح للصناعات التحويلية للمنتوجات الصناعية ناهيك عن ترقية المنتوج الوطني في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد حاليا بسبب تراجع أسعار النفط. وللإشارة، فإن 60 بالمائة من مشاريع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب تخص القطاع الفلاحي، ما يؤكد الرغبة الجامحة للشباب في اقتحام مجال الفلاحة الذي تعوّل عليه الحكومة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي. مشاريع صناعية هامة باسْتحداث أقطاب جديدة تعرف الجزائر مشاريع صناعية هامة من خلال استحداث أقطاب ومناطق صناعية ضخمة من شأنها الدفع بالقطاع وتوفير مناصب شغل، وكذا الرفع من الناتج الداخلي الخام وتنويعه وتسريع وتيرة اكتساب، مع ترقية السياسات القائمة على نجاعة ومردودية القطاع وترسيخها في الاقتصاد العالمي، وهذا بفضل إستراتيجية وطنية طموحة تركز ببرنامجها على التأهيل الصناعي على إنشاء أقطاب صناعية عبر عدة مناطق من التراب الوطني، على غرار مصنع سيتال عنابة لتجميع وصيانة عربات الترامواي الذي يعد قطب اقتصادي وإستراتيجي هام حيث يقوم بصنع 5 عربات ترامواي شهريا، مما سيمكّن الجزائر في إطار هذه الشراكة الجزائرية - الفرنسية، من بلوغ طاقة صناعية حديثة للجمع في مجال السكك الحديدية وتنمية نسيج اقتصادي وصناعي في السكك الحديدية بعنابة من خلال هذا المصنع وبالجزائر كلها من خلال مراكز الصيانة، مما سيسمح أيضا بتنمية النسيج الصناعي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما عرفت الجزائر تفتحا على عالم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي جل أصحابها من الفئة الشابة، حيث ساهمت في زيادة وتطوير الإنتاج المحلي بفعل دعم الدولة لها بغية ترقيتها وتأهيلها للوصول إلى مستوى دولي. مصانع هامة.. شيّدت بأصعب الظروف الاقتصادية من أهم المصانع التي شيدت بالجزائر جاءت في ظروف اقتصادية حرجة بعد تراجع مداخيل النفط، هي تلك الخاصة بإنتاج وتركيب السيارات لماركات عالمية، مثل هذه المشاريع من شأنها التخفيف من فاتورة استيراد المركبات وكذا توفير مناصب شغل كذلك، ولما لا توفير العملة الصعبة من خلال التصدير نحو البلدان الإفريقية، ومن أهم هذه المشاريع مصنع رونو بوهران الذي عرف ميلاد أول سيارة جزائرية الصنع وهي رونو سامبول ، مصنع رونو بالمنطقة الصناعية واد تليلات، مصنع فولسفاغن بغليزان، شاحنات سكانيا بمعسكر، إيفيكو بالبويرة، فيات بولاية عنابة، مصنع نيسان بعين تيموشنت ومصنع هيونداي الماركة الكورية الجنوبية والتي تلقى رواجا في السوق الجزائرية. وفي نفس المجال، فسيتم إنتاج أول سيارة من علامة هيونداي بمجمع طحكوت بمدينة تيارت الصناعية في أول نوفمبر، وتبلغ كلفة هذا المشروع الذي يدخل في إطار الشراكة بين هذا المجمع الخاص والشركة الكورية هيونداي 250 مليون دولار أمريكي وسينتج 000 30 سيارة في السنة كمرحلة أولى، لترتفع طاقته الإنتاجية بعد خمس سنوات إلى 000 200 سيارة في السنة، كما أن المصنع سيركب سيارات نفعية خفيفة إضافة إلى أنواع من السيارات السياحية، كما حدد سنة 2020 كمرحلة للتوسّع أكثر في نشاط تجميع وتسويق السيارات المصنعة محليا، مستشرفا بلوغ 100 ألف وحدة بعد أربع سنوات من النشاط، مشيرا في السياق إلى توظيف 4000 عامل من مختلف التخصصات والمجالات. مظاهر الأمية تتلاشى في المجتمع الجزائري من أهم القطاعات التي تولي لها الدولة الجزائرية أهمية كبرى هي قطاع التربية والتعليم، حيث قامت ببناء هياكل ومؤسسات تعليمية عبر كل ولايات الوطن وحتى المناطق النائية منها، إلى جانب فرض مجانية التعليم على مستوى كل الأطوار بعدما كانت الأمية تغطي الأكثرية الساحقة خاصة إبان الاستعمار الفرنسي، غير أن اليوم تمّ القضاء بشكل شبه كلي على مظاهر الجهل والأمية. وتوقع الديوان الوطني لمحو الأمية أن الجزائر ستقضي على الأمية مع نهاية سنة 2016 كأقصى حدّ. وحسب ذات المصالح، فإن آخر الإحصائيات لسنة 2016، تم تسجيل أكثر من 2.702.969 مواطن تحرر منهم 1.821.914 من ظاهرة الأمية، ما يعني أن نسبة الأمية في الجزائر قد انخفضت بنسبة 42.17 بالمائة. وفيما يتعلق بالتعليم الذي يعرف تطورات السنة بعد الأخرى، فقد استقبلت المؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاثة عبر الوطن مع الدخول المدرسي 2016-2017 أزيد من 8.600.000 تلميذ بطاقة تأطير بيداغوجي تتجاوز 495.000 أستاذ من بينهم أزيد من 28.000 أستاذ جديد. كما خصصت الدولة ميزانية تفوق 15 مليار دج لمواصلة سياسة التضامن مع الفئات المتمدرسة المعوزة. أما عن التأطير البيداغوجي، فسيؤطر السنة الدراسية المقبلة 258.403 إداري و 459.10 أستاذ منهم 4.878 من خريجي المدارس العليا و28.075 أستاذ جديد. كما عرفت المؤسسات التربوية سنة 2016 هياكل قاعدية إضافية بعدد إجمالي يصل إلى 26.488 مؤسسة تربوية منها 146 جديدة، إضافة إلى 14.427 مطعم مدرسي. وفي إطار السياسة التضامنية للدولة، تمّ تخصيص 9 ملايير دج للمنحة الدراسية و 6،5 مليار دج لمجانية الكتاب المدرسي، مع الإشارة إلى أن عدد المستفيدين من المنحة والكتاب المجاني بلغ 3 ملايين تلميذ متمدرس. المسجد الأعظم... يرسخ صورة الجزائر المسلمة عرفت الجزائر تشييد المسجد الأعظم الذي يطل على خليج الجزائر في حي المحمدية بشرق العاصمة الجزائر، حيث يعدّ أكبر مسجد في إفريقيا وثالث أكبر مسجد في العالم بعد مكةوالمدينة، بمساحة تفوق ال200,000 متر مربع وبه أطول مئذنة في العالم بارتفاع يفوق ال300 متر، يضم المسجد 12 بناية منفصلة وهو مضاد للزلازل وملحقة به مواقف تستوعب 4 آلاف سيارة ومساحة قاعة الصلاة فيه تزيد على هكتارين وتتسع لأكثر من 36.000 مصل ومن الممكن مع استعمال المساحات الخارجية أن يتسع لحوالي 120.000 مصل، ومن معالمه المميّزة وجود المئذنة ستكون أيضاً منارة للسفن ارتفاعها يصل ل265م، كما سيضم أيضا مدرسة لتعليم القرآن ومكتبة ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي، وهو مركز أبحاث حول تاريخ الجزائر، وقاعة للمؤتمرات وحدائق بها أشجار فاكهة، ويمكن للمصلين الوصول للمسجد بعدة طرق، سواء بالسيارات أو حتى بالقوارب لقربه من البحر الأبيض المتوسط ووادي الحراش، وسيتصل بمرسى على ساحل البحر من خلال ممرين.