تتخوف العديد من الأحزاب من مقاطعة المواطنين للعملية الانتخابية المقبلة فيما يسمى ب الحزب الصامت ، خاصة مع تراجع عنصر الثقة بين المواطن والمنتخبين، وكذلك عدم تفاعل الشارع مع الوضع السياسي، في ظل التركيز على الانشغالات الاقتصادية والاجتماعية، وعليه، رصدت السياسي خطط وإستراتيجيات جملة من التشكيلات السياسية لدفع المواطنين صوب صناديق الاقتراع، واستقطاب أصواتهم الانتخابية خلال تشريعيات ربيع 2017. تركّز الأحزاب على ضرورة تبديد المخاوف المتشكلة لدى المناضلين والمتعاطفين، بعد بروز توجه المقاطعة بشكل لافت، وعدم تفاعل الشارع مع الوضع السياسي، في ظل التركيز على الانشغالات الاقتصادية والاجتماعية. ورغم عدم تحديد وزير الداخلية لموعد محدد لتاريخ الانتخابات التشريعية والمحلية المقررتين العام المقبل، كون المسألة تندرج ضمن الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية، إلا أن توقعات المراقبين تذهب إلى شهري أفريل وماي بالنسبة للأولى، وأكتوبر ونوفمبر بالنسبة للثانية، وهي مواعيد قريبة فرضت تحرك التشكيلات السياسية لاستقطاب حوالي 22 مليون و500 ألف ناخب تحدث عنهم أول أمس وزير الداخلية، نور الدين بدوي. الأفلان والأرندي يراهنان على تطهير القوائم الانتخابية تبقى المقاطعة الشعبية للانتخابات هي الهاجس الأكبر لدى الحزبين التقليديين الأفلان والأرندي، بفعل تشكل شبه يقين لدى قيادتهما من الحفاظ على الأغلبية البرلمانية خلال ربيع 2017. وفي السياق، ركّز قادة حزب جبهة التحرير الوطني خطابهم مؤخرا على تطهير قوائمهم الانتخابية من أصحاب الشكارة الذين شوهوا صورة الحزب، مثلما أكده الأمين العام، جمال ولد عباس في أكثر من مناسبة، وشدّد هذا الاخير عند حديثه عن معايير الترشح في قوائم الحزب العتيد، على ضرورة التركيز على المناضلين الحقيقيين ونبذ القوائم المعدة سلفا دون المرور عبر القسمات والمحافظات. وردا على سؤال ل السياسي حول إستراتيجية العتيد لاستقطاب أصوات الحزب الصامت ، قال المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني، حسين خلدون: لا يمكن تقويل الصمت ما لم يقل، ثم إننا سنتجاوز كل هذه التفاصيل من خلال برامج ذات بعد اجتماعي تهدف لحماية القدرة الشرائية للمواطن الجزائري ومواجهة الأزمة المالية التي تمر بها البلاد في آن واحد، وذلك كفيل بتعزيز عنصر الثقة مع الجزائريين، على أن يكون البقاء للأصلح في هذا الرهان المفصلي . من جهته، سار حزب التجمع الوطني الديمقراطي على نهج منافسه اللدود، حيث شدّد الأمين العام، أحمد أويحيى، على ضرورة محاربة المال الفاسد والمترشحين من أصحاب السمعة السيئة في حزبه، بينما أعطى أويحيى تعليمات لمناضليه تقضي بضرورة اقتحام العالم الأزرق والتقرب من المواطنين أكثر لشرح برنامج الحزب، وهو الشيء الذي حصل بالضبط حيث شرعت آلة الأرندي في العمل مؤخرا على استقطاب شباب الفايس بوك من خلال مواضيع ومنشورات تفاعلية. أحزاب ترفع شعار الشعبوية الأكثر في اختيار منتخبيها يرى رئيس حزب الكرامة ، محمد بن حمو، أن التركيز على المترشحين النزهاء وذوي الشعبية في ولاياتهم سيكون كفيلا باستقطاب الناخبين وسيضمن لحزبه مقاعد لن تقل عن 10 في مبنى زيغود يوسف خلال التشريعيات المقبلة. وقال بن حمو في تصريح ل السياسي ، إن تشكيلته الفتية، التي تحوز مقعدين فقط في البرلمان الحالي، تهدف لبلوغ 10 مقاعد في تشريعيات 2017 من خلال التركيز على مرشحين نزهاء وذوي شعبية في 20 ولاية، يقول بن حمو، إنها من أهم معاقل حزب الكرامة وترتكز بالجنوب وغرب الوطن. وضرب رئيس حزب الكرامة مثلا بنائبه النشيط عن ولاية ورڤلة، محمد الداوي، الذي حطم الرقم القياسي في عدد الأسئلة الكتابية الموجهة للوزراء، معتبرا أن حزبه سيضم في قوائمه رجالا من حجمه بغية استقطاب الناخبين. بدوره، يؤكد رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، أن حزبه سيركّز على المناضلين الحقيقيين وأصحاب القدرة على الدفاع عن المواطن وأصحاب الجرأة في عمل المجالس، وطبعا مستوى التكوين والتأهيل لاستقطاب الناخبين. وقال غويني في حوار مع السياسي ، نشر مؤخرا، إن أصحاب الشكارة ليس لهم محل في أغلب الأحزاب الإسلامية وليس فقط في حركة الإصلاح، ولذلك، فإن عنصر الثقة بينهم وبين المواطن يبقى قويا، على حد تعبيره. وبعد أن أكد أن الإصلاح دخل مرحلة التحضير الجدي لسباق التشريعيات، قال غويني: نحن نهدف للذهاب إلى مرحلة تكون فيها الأحزاب الناجحة في الانتخابات هي التي تمثل قاعدة الحكم وتشرك المجتمع العريض في صناعة السياسات، وذلك كون التشريعيات الماضية مثلا قاطعتها نصف الهيئة الناخبة ولم يتحصل فيها حزبا الأغلبية سوى على 2 مليون صوت، بينما مجموع أصوات الأحزاب الأخرى وصل إلى 5 مليون، لكنها لم تحصد مقاعد برلمانية . أما بخصوص الخطاب الذي سيرتكز عليه الحزب لدفع المواطنين لصناديق الاقتراع، فرد غويني قائلا: سيظهر عندما تكمل اللجنة الوطنية إعداد البرنامج الانتخابي بعد دراسة كل الأفكار والمقترحات وربطها بالمستجدات السياسية والاقتصادية، لكن كمعالم عامة، فسيكون التركيز في خطابنا على ما يجمع من خلال التحاور والتوافق لتأمين البلد والحفاظ على السلم ومجابهة التحديات الخارجية وتقوية اللحمة، بعيدا عن السجالات الإديولوجية . التحسيس وخطاب التخويف تفضّل بعض الأحزاب التحسيس بأهمية الفعل الانتخابي، وفي السياق، رسمت حركة مجتمع السلم خطة تركز على الإحتكاك المباشر مع المواطن وتوعيته بعدم انتهاج سلوك المقاطعة خلال الرهانات الانتخابية المقبلة لانها أثبتت أنها غير مجدية في عديد المحطات السابقة. وقال القيادي البارز في حمس، نعمان لعور، في تصريح ل السياسي ، إن حزبه وضع إستراتيجية ترتكز على عمليات التحسيس بأهمية الفعل الانتخابي، وعن تقديرات الحزب الإسلامي لنسبة المشاركة بعد الإعلان عن هيئة ناخبة تقارب ال23 مليون ناخب، قال النائب البرلماني المعارض: في اعتقادي، النسبة لن تكون كبيرة لانه لا مؤشرات تؤكد ذلك، لحد الآن، كما أن عموم الانتخابات في دول العالم تتراوح فيها نسب المشاركة عند 50 بالمائة ، مضيفا في السياق: أظن أن التفاعل الجماهيري يقاس مع بداية الحملة الانتخابية، أين أتوقع تحرك نسبة معتبرة من المواطنين لشعورهم بالخطر ، في إشارة واضحة إلى انتهاج حزبه لسياسة التخويف بغية جر المواطنين للصندوق. تجاوز الرسميات لكسر الحواجز مع الناخبين تتخوف العديد من الأحزاب من مقاطعة المواطنين للعملية الانتخابية المقبلة فيما يسمى ب الحزب الصامت ، وعليه، اهتدت تشكيلات سياسية إلى الفضاء الأزرق لاستمالة هؤلاء عن طريق منشورات تعبّر عن آرائها في مختلف القضايا التفاعلية وصور لنشاطاتها الجوارية وأحيانا أخرى تظهر الجوانب الشخصية لرؤسائها لتحقيق أعلى نسب مشاركة وتعليق، لقياس مدى شعبيتها ووعائها الانتخابي فايسبوكيا، قبيل الإحتكام إلى الصندوق. ولجأت هذه الأحزاب لاستنطاق الشباب بالإبتعاد عن الرسميات كما هو الحال مع زعيمة حزب العدل والبيان ، نعيمة صالحي، التي تنشر صورا دورية لحياتها الخاصة كما حظيت قضية تغيير لقبها من صالحي إلى لغليمي بمتابعة وتفاعل الآلاف من الأشخاص مؤخرا، وأيضا قضية تزامن عيد ميلادها مع اكتمال القمر.