تشهد الفترة الأخيرة تنامي وتيرة نشر الاكاذيب و الدعايات المغرضة لضرب استقرار الجزائر في وقت حساس يشهد أزمة اقتصادية داخلية و توترات على حدود الجزائر المشتعلة من كل جهة ،و من بين الحيل القذرة التي استعانت بها دوائر حاقدة و أخرى متآمرة تفعيل الحملات الإلكترونية وفق طريقة جديدة مبنية على مواقع و منتديات تنتحل صفة الجزائرية و صفحات فايسبوكية مخترقة، وحسابات أخرى تنتحل صفة الكثير من الهيئات والشخصيات الجزائرية و يتم من خلالها الكذب على الرأي العام و نشر الفتنة للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد. و تعتبر بلادنا التي وقفت في وجه مد ربيع الخراب العربي على راس الدول المستهدفة حاليا عبر حملات كاذبة لتشويه السمعة تتخذ من بعض القضايا على غرار مسألة اللاجئين الافارقة مطية لتحقيق أجندات قذرة ، و ايضا من خلال تسويق تقارير مغلوطة عن الوضع الإجتماعي و الحقوقي في الجزائر. و لعل تفطن الجزائريين لمنابع هذه المناورات الدنيئة المتكررة و التي باتت مصادرها الإعلامية مفضوحة و بدون مصداقية، جعل أعداء الوطن يتحولون لخطط بديلة ترتكز على تلفيق الاكاذيب عبر انتحال صفة مواقع الكترونية جزائرية و أيضا هيئات و شخصيات وطنية معروفة . و في السياق كثفت بعض الوسائط الإلكترونية المحسوبة زورا و بهتانا على الجزائر حملاتها المغرضة حيث سلطت الضوء مؤخرا للحديث عن خروقات لحقوق الانسان شهدتها عملية ترحيل الرعايا الافارقة إلى بلدانهم الاصلية ،كما ركزت مخططاتها القذرة حول الوضع الاجتماعي و حالة الحقوق و الحريات و أيضا الحالة الامنية . قنطاري : على الجزائر التصدي لهذه الدعاية المغرضة عوض ان تضع علم المغرب بلدها الاصلي يخيل لك أن الجريدة الإلكترونية المكناة الجزائر تايمز جزائرية تهتم بالواقع السياسي الاجتماعي والاقتصادي في بلادنا،لكن وبعد تصفحها لن تجد في هذه الاخيرة إلا مواضيع وأخبار كاذبة و مزيفة تحاول من خلالها الإساءة إلى الجزائر بكل الطرق الغير مشروعة، بينما تمجد المغرب والملك وتشوه القضية الصحراوية وتحاول ان تغلط الرأي العام الجزائري بأنها جريدة معارضة وتبحث عن مصلحة الشعب فيما الواقع يقول إنها مغربية و تسعى لضرب استقرار بلادنا من خلال نشر الاوهام و التقارير المغلوطة عن الوضع الإقتصادي و الإجتماعي و الحقوقي في الداخل. و يتاح لأي جزائري الدخول في هذا الموقع المشبوه الذي يبقى غير محجوب شأنه في ذلك شأن مواقع متآمرة أخرى ما يزيد من خطر تاثر الرأي العام في الداخل بالإشاعات و الاخبار المتداولة فيها . وحول هذا الموضوع يقول المحلل الامني و السياسي محمد قنطاري : من الواضح أن هناك جهات تريد إيهام الرأي العام بوجود حالة احتقان اجتماعي وحالة من الرفض الشعبي لقرارات الحكومة خدمة لأغراض دنيئة ،و أضاف في تصريح ل السياسي إن دولا على رأسها المغرب تريد تشويه صورة الجزائر من خلال نشر الدعايات حول الوضع في السجون و تعامل السلطات مع اللاجئين العرب و الأفارقة و أيضا إيهام لراي العام الدولي بوجود مشكل أقليات في بلادنا و ذلك بغية تحريف أنظار المجتمع الدولي عن الإنتهاكات المغربية لحقوق الإنسان في الاراضي الصحراوية المحتلة . و منه دعا محمد قنطاري إلى إعادة الإعتبار للجانب الإستراتيجي و الدعائي في الجزائر و العمل على مجابهة التقارير الكاذبة من خلال دراسات و ابحاث علمية و أشرطة وثائقية تبرز حقيقة الوضع داخل البلاد و ايضا تعزيز التغلغل الجزائري في العمق الإفريقي. انتحال صفة مسؤولين جزائريين على فايسبوك تشتكي الكثير من الهيئات والشخصيات الجزائرية من انتحال صفتها على فايسبوك، فبين يوم وآخر، يتم الإعلان عن وجود صفحة تنتحل صفة معيّنة وتنشر أفكارًا وأخبارًا باسمها، وفي الغالب تكون هذه المنشورات إما مغايرة لأفكار وتوجهات من تتحدث الصفحة الوهمية باسمهم، أو تحتوي على نسبة كبيرة من التهويل والتضخيم يعطي صورة مغايرة لحقيقة أفكار ضحايا الانتحال. ورغم تبرؤ المعنيين بالانتحال من هذه الصفحات، وكذا حملات التبليغ عنها،مثلما فعلت وزيرة البريد و تكنولوجيات الإعلام و الإتصال هدى فرعون مؤخرا، إلّا أن بعضها يستمر في العمل، ومن المواقع الإلكترونية الأجنبية من يقتبس منها قصصًا إخبارية، خاصة عندما يتعلّق الأمر بتصريحات مثيرة للانتباه. و شهدت الصفحة الرسمية لنقابة كناباست على الفايسبوك مؤخرا عملية اختراق من طرف مجهولين قاموا بالتحريض عبر منشورات استمرت ليومين على خروج التلاميذ إلى الشارع و القيام بأعمال تخريبية للمطالبة بتمديد العطلة المدرسية التي قلصتها وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط إلى 10 ايام قبل ان تتراجع بضغط من الشارع و تعلن عن تمديدها . هذه هي تقنيات محاربة المواقع و الصفحات المخترقة كشف الخبير في التكنولوجيات الحديثة يونس قرار في تصريح ل السياسي عن بعض التقنيات الواجب تتبعها لمحاربة المواقع و الصفحات المخترقة التي تنشر الاكاذيب حول الجزائر ، حيث أبرز ان مواقع النت هذه تعمل دائما على تغيير اسمائها و مقراتها المفترضة مما يتطلب شغلا يوميا على أعلى مستوى لتتبعها و حجبها في الجزائر. و قدم يونس قرار حلا تقنيا آخر للحد من خطورة مثل هذه الوسائط و يتمثل في الإكثار من المواقع و المنتديات الجزائرية التي تتبنى النظرة الجزائرية حتى لا يتوجه الجزائريون مجبرين لغيرها في محركات البحث عبر النت . وتجد ظاهرة انتحال الصفة على فيسبوك قوتها في عدم قدرة عدد من الشخصيات والتنظيمات الجزائرية الحصول على الشارة الزرقاء التي يمنحها فيسبوك لإثبات الهوية، مثلما أكده الخبير في التكنولوجيات الحديثة يونس قرار ل السياسي ، حيث أشار على أنه يصعب أحيانًا الحصول عليها نظرًا لأن ذلك يمرّ عبر توّفر الصفحة على عدد كبير من المتابعين أو أن تكون ناطقة باسم ماركات معروفة أو تنظيمات رسمية أو البحث عن خدمات شركة معلوماتية معينة للتوّسط لذلك أو تقنيات أخرى ليست في متناول الجميع. و أضاف يونس قرار توجد في الجزائر حاليا عشرات الصفحات التابعة لشخصيات وهيئات، منها ما هو تابع للدولة، كبعض صفحات الوزارات، لا تتوّفر على هذه الشارة الزرقاء، ممّا يسّهل عملية الانتحال ، و لذلك اوصى الخبير بضرورة الغبلاغ عن الصفحات المنتحلة للصفة و أيضا الدعاية الكافية للصفحات الرسمية للمسؤولين من قبل المشرفين عليها، ذاكرا على سبيل المثال الصفحة الرسمية للوزيرة بن غبريط التي تعتبر من الصفحات القليلة التي تملك الشارة الزرقاء في الجزائر.