هل تصدّق أن بعض المرضى نفسيا وسياسيا والمعقّدين والتافهين والحاسدين الكارهين للجزائر من أبناء بعض البلدان العربية الشقيقة لم يجدوا طريقة لإثارة القلاقل والمشاكل في بلادنا غير انتحال صفة مواطنين جزائريين وإنشاء صفحات على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) تدعو الجزائريين للخروج إلى الشوارع في تظاهرات اختار تاريخها بعض المنتسبين إلى ما يسمّى بالمجلس الانتقالي الليبي، من منطلق أنه لا يصحّ أن يثور الليبيون في بنغازي وضواحيها برعاية (النّاتو) ولا يثور الجزائريون حتى ولو كان الفرق بين أوضاع البلدين كالفرق بين الجنّة والجحيم؟ لقد حاول هؤلاء من خلال هذه الصفحات تحريض الجزائريين على نشر الفوضى في بلادهم على الطريقة الليبية، ولحسن الحظّ أن يقظة بعض مستخدمي الأنترنت الجزائريين فضحتهم وكشفت أكاذيبهم، ولا يبدو أن أصحاب تلك الدعوات المغرضة سيستسلمون، بل على العكس من ذلك، فمن يقوم بمثل ما قاموا به لديه الاستعداد لفعل أيّ شيء حتى يعبث باستقرار الجزائر، ومن قبل حاولوا تشويه سمعة بلادنا بكلّ السبل من خلال نشر الإشاعات والأكاذيب التي بلغت حدّ القول إن مجموعة من السيّارات تكون دخلت التراب الجزائري من ليبيا قد يكون على متنها مسؤولون ليبيون قد يكون بينهم القذافي وأبناؤه. والظاهر أن (ثوار آخر زمن) الذين يقبّلون العلم الأمريكي ويرفعون الرّاية الفرنسية يجهلون كلّ شيء عن عقلية الجزائري الذي يمقت الإملاءات الأجنبية ويرفض تنفيذ أجندات خارجية ويصرّ دائما على صنع مصيره بيده وبرعاية إلهية لا برعاية أطلسية· الشعب الجزائري ليس له أيّ مشكل مع شقيقه اللّيبي ولا مع المعارضين المحترمين الذين يحسنون صنعا وقولا·· مشكلة الجزائر مع أشباه الثوّار الذين يسبّون الجزائر ورموزها، ومع (الخلاّطين) الذين يمارسون الوصاية على الجزائريين ويحدّدون لهم تواريخ لثورة مزعومة وينسون أو يجهلون أن الجزائريين (شبعوا) من الثورات وسئموا من المخطّطات الأجنبية والمؤامرات، لذلك ردوا ردّ رجل واحد على ثوّار (النّاتو) وعلى (الخلاّطين) قائلين بصوت واحد: (أخطونا).