يطرح الشارع الجزائري تساؤلات حول خلفيات استثناء الرئيس الامريكي المثير للجدل دونالد ترامب للجزائر من قراراته التي وصفت بالعنصرية، و على رأسها حظر سفر بعض الجنسيات للولايات المتحدة،خصوصا وأن كتابة الدولة لخارجية واشنطن عكفت على نشر تحذيرات شبه دورية لرعاياها من السفر إلى الجزائر، و اردفتها بتقارير مغلوطة عن الوضع الامني في بلادنا ، وصفها الوزير الاول عبد المالك سلال من قبل بالمبيتة و البعيدة عن الواقع . الجزائر شريك مميز لواشنطن قال المحلل السياسي، الدكتور يوسف بن يزة ل السياسي إنه أولا يجب ملاحظة أن الدول التي شملها قرار ترامب تشهد فوضى عارمة وغياب شبه تام للدولة ومظاهر الضبط الاجتماعي وهذا ما يطرح مشكلا أمنيا جديا يجعل المجرمين أحرارا بل ويسيطرون على الوضع ما يسهل لهم التسرب إلى الدول الأخرى وخاصة إلى امريكا التي اتخذت هذا الإجراء احترازيا رغم أنه يحمل الكثير من معاني التمييز والعنصرية. وأضاف استاذ العلوم السياسية في جامعة الحاج لخضر بباتنة، أن الجزائر كما يعرف الجميع تكافح الإرهاب منذ عشريات واستطاعت التغلب عليه واجتثاثه، ومطاراتها وموانئها من أأمن مناطق العبور عبر العالم ولذلك من غير المعقول بحسبه أن تشملها مثل هذه الإجراءات. أما مسألة التحذير من زيارتها فيرى محدثنا أنها لم تحمل طابع الإلزام وهي إجراءات روتينية مناسباتية تتخذها كل سفارات العالم ومنها السفارة الجزائرية لجعل مواطنيها في حالة حذر مستمر تفاديا لأي أخطار وهي ليست بالمطلق دلالة على هشاشة الوضع الأمني، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن ثقل الجزائر في شمال إفريقيا وضلوعها في عدد من الملفات الإقليمية يجعل منها شريكا مميزا للولايات المتحدةالأمريكية. دور فعال في حل الأزمات الامنية بدوره يرى الخبير الامني محمد قنطاري أن الجانب الامني في الجزائر مريح بفعل قوة الجيش الجزائري الذي ابطل كل محاولات اختراق الاستقرار الوطني ، و هذا رغم ما تحاول بعض الدول تسويقه من خلال تقارير مغلوطة توجهها على الراي العام الدولي. و قال قنطاري ل السياسي إن الجزائر تتمتع بمصداقية و سمعة جيدة إقليميا كما تحظى دوما بإشادة الدول العظمى نظير دورها الريادي في حل الازمات الامنية و تجربتها الكبيرة في محاربة الإرهاب، و لذلك يطالب نفس المتحدث بضرورة استغلال الظروف الحالية لإستحداث مكاتب دراسات أمنية و استراتيجية مهمتها الرد على التقارير المغلوطة و ابراز الجوانب الإيجابية و المواقف الإنسانية للدولة الجزائرية عبر أبحاث و تحاليل و اشرطة وثائقية يتم بثها عبر مختلف وسائط الإعلام و الإتصال. و بعثت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ايام رسائل تطمين إلى الجزائر بالموازاة مع موجة جدل كبيرة صاحبت قرار حظر سفر بعض الجنسيات للولايات المتحدة ، واعتبرتها شريكًا استراتيجيًا هامًا تربطه علاقات قوية بالولاياتالمتحدة في مجال الدبلوماسية والأمن وتطبيق القانون. وقال بيان للخارجية الأمريكية أصدرته الجمعة، إن الجزائر بقيت تنعم بالاستقرار رغم الاضطرابات التي هزت دول الجوار، في إشارة إلى موجة الربيع العربي التي عصفت بدول جارة على غرار ليبيا وسوريا ومصر وتونس.وأثنت السلطات الأمريكية على الدور الجزائري في ترقية الاستقرار الإقليمي وجهوده من أجل تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب. و في تداعيات القضية أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إدارته ستستأنف على حكم قضائي يعلق حظر سفر بعض الجنسيات للولايات المتحدة، واعتبر ترامب أن الأجانب ليس لديهم حقوق دستورية في الولاياتالمتحدة. وكانت الإدارة الأميركية قد قدمت مساء السبت طلب إلغاء فوري لحكم تعليق الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأسبوع الماضي ومنع بموجبه رعايا دول إيران والعراق وسورية واليمن وليبيا والسودان والصومال من دخول البلاد لمدة 90 يوما.