يعيش العديد من الصيادين، خلال فصل الشتاء، معاناة كبيرة حيث يتحول البحر بالنسبة لهم، خلال هذه الفترة، الى جحيم محقق نظرا للمخاطر التي تواجههم أثناء رحلاتهم المليئة بالمشقات بحثا عن الرزق، وهو ما أعرب عنه العديد من الصيادين الذين التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. أعرب العديد من الصيادين الذين التقت بهم السياسي في ميناء الجزائر عن جملة المشاكل التي يعانون منها خلال هذه الايام التي تعرف تقلبات جوية، الامر الذي جعل الكثير منهم يحالون على البطالة لتفادي الاخطار الناجمة عن العمل في ظروف قاسية مثل التي تعرفها العديد من الولايات خلال هذه الايام الاخيرة، وهو ما اعرب عنه عبد الناصر، احد الصيادين بالميناء، مضيفا أن أهم مشكل يمكن أن يواجهه الصيادون عموما هو عدم التكفل بهم وأخذ وضعيتهم بعين الاعتبار خصوصا خلال فترات توقفهم عن العمل أثناء فصل الشتاء، إذ يقلّ العمل في هذه الفترة وينعدم أحيانا، وبهذا يجد الصياد نفسه عاطلا عن العمل خاصة الصيادين أصحاب المراكب الصغيرة المختصة في صيد السردين بسبب العواصف وسوء الأحوال الجوية وبرودة الطقس التي تدفع بتجمعات السمك إلى الابتعاد من المياه القريبة من السواحل. وفي ظل هذا الوضع الذي يعاني منه الكثير من الصيادين، أكد البعض أن الحاجة والأوضاع المزرية التي يواجهونها تدفعهم إلى القيام ببعض التجاوزات كعدم احترام المواعيد المخصصة للصيد، وعدم احترام الراحة البيولوجية للأسماك التي تتكاثر بين شهري ماي وأكتوبر، حيث يمنع القانون منعا باتا صيد السمك خلال هذه الفترة، غير أنهم يضطرون إلى القيام بهذه التجاوزات لأن تفكيرهم الوحيد متجه للكسب خلال هذه الفترة. منحة السبات الشتوي لم تر النور بعد! ومن جهته، أكّد الصيادون أن فترة السبات الشتوي تبدأ عادة من منتصف شهر ديسمبر وتمتد أحيانا حتى أواخر شهر فيفري بسبب الإضطرابات الجوية وحالة البحر غير المستقرة وهي الفترة التي يتوقفون فيها عن النشاط، ما يجبرهم على إرساء قواربهم جنبا وانتظار انتهائها بفارغ الصبر حيث يعانون الأمرين خلال هذه المرحلة، خاصة وأن المئات منهم يتخذون من مهنة الصيد مصدر رزق أساسي لإعالة عائلاتهم. وفي سياق متصل، أشار أحد الصيادين إلى أنهم يغتنمون الفرصة للقيام بأعمال الصيانة لمحرّك مراكبهم أو بخياطة شباكهم أو البحث عن شغل مؤقت لسد جوع أسرهم، بينما يفضّل بعضهم الجلوس في المقاهي، ليتحدث عن مغامراته بعرض البحر. ومن جهة أخرى، أضاف ذات المتحدثين أن المخاطر والصعوبات التي تتربص بهم يقابلها أجر زهيد وضئيل لا يكفيهم لإعالة عائلاتهم.