سجل تراجع ملحوظ في الحالات المرضية بداء الليشمانيا الجلدية بولاية ورقلة خلال السنوات الأخيرة، حسبما علم من مسؤولي مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وأحصيت في هذا الإطار 72 إصابة بهذا الداء في 2016، وهي حالات بسيطة مقارنة ببعض الولايات الأخرى وتم التحكم فيها كلية من خلال ضمان التكفل الطبي اللازم للمصابين وتطويق الداء ومكافحته، حسبما أوضح رئيس مصلحة الوقاية بمديرية القطاع. وعرفت المنطقة خلال 2015، ظهور 102 حالة مقابل 187 حالة في 2014 بعد أن بلغت 1.000 إصابة في 2010 و250 حالة في 2006 و800 أخرى في 2005، مثلما أضاف الدكتور جمال معمري. ويعود هذا التراجع -حسب المتحدث- إلى تطبيق البرنامج الوطني لمكافحة الحشرات منذ 2006، بالإضافة إلى الإجراءات الإستعجالية المتخذة في مجال مكافحة النواقل الرش واستئصال حاضنات الطفيليات وإبعادها عن التجمعات السكانية، بالإضافة إلى الحرص على نظافة المحيط وجعله مسؤولية جماعية بالتنسيق مع المواطنين والجمعيات المحلية. وتعد دائرة الحجيرة (100 كلم شمال غرب ورقلة) من بين أكثر المناطق الوبائية التي سجلت بها أكثر حالات الإصابة بهذا الداء الناجم من طفيليات حيوانية ينتقل عن طريق ذبابة الرمل ، حيث عرفت خلال 2016 تسجيل 50 حالة (من بين 72 حالة بالولاية) مقابل 64 حالة في 2015 (من بين 102 حالة) وحوالي 100 حالة (من بين 187 إصابة) خلال السنة التي سبقتها مثلما شرح الدكتور معمري. وظهرت لدى المصابين بالليشمانيا الجلدية أعراض هذا المرض، والمتمثلة في ارتفاع كبير في درجة الحرارة ترافقها حالات غثيان وتعب وإرهاق شديدين حيث وبعد تلقيهم الفحوصات اللازمة، تم اكتشاف الداء وتأكيده بصفة رسمية. وتتواصل عملية مكافحة هذا المرض الجلدي الذي قد يكون في بعض الحالات قاتلا، على الرغم من وضع جهاز لمكافحة نواقل الأمراض الذي يهدف إلى مكافحة بؤر انتشار العوامل التي قد تساهم في تطوّر نواقله. وتقوم مصالح الصحة بولاية ورقلة بالتنسيق مع السلطات المحلية دوريا ومرتين في السنة (من 15 أفريل إلى 15 ماي ومن 15 سبتمبر إلى 15 أكتوبر)، بحملات مكافحة واسعة للوقاية من داء الليشمانيا الجلدية ومكافحته فضلا عن القيام بدراسات شاملة لمعرفة أسباب ظهوره وتأكيد مصادره، مثلما أشير إليه. واعتبر ذات الإطار الطبي تفعيل دور مكاتب حفظ الصحة والنظافة عبر جميع بلديات الولاية من أنجع الوسائل للحد من ظهور هذا الداء باعْتبارها الكفيلة بالوقاية منه.