تم نهاية الأسبوع الماضي إنهاء أشغال إنجاز النصب التذكاري المخلد للشهيد سويداني بوجمعة بوسط النهج الذي يحمل اسمه، بقلب مدينة ڤالمة، وهو مكون من قاعدة واسعة يعلوها مجسم لهذا البطل. وقد قامت المؤسسة المشرفة على المشروع رفقة ممثلين عن مديرية المجاهدين وسلطات البلدية بوضع تمثال الشهيد البطل عضو مجموعة ال22 التاريخية المفجرة للثورة التحريرية المباركة، وهو تمثال مصنوع من مادة البرونز وتم إنجازه بعناية دقيقة بإحدى الورشات التي تشرف عليها المؤسسة العسكرية بمنطقة البليدة، حسب التوضيحات التي قدمت بعين المكان. وأشار مدير المجاهدين، لزهر مذكور إلى أن تمثال هذا الشهيد البطل، المولود بڤالمة في 10 جانفي 1922، هو أهم جزء في النصب التذكاري الذي يصل علوه إلى 5,5 مترا، مبرزا بأن المجسم مطابق لكل الصفات المادية للشهيد، حسبما وصفه بها من عايشوه، كما أن التفاصيل الفنية والتقنية للمجسم أشرف عليها مختص عمل مدة طويلة بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة. ولاقى إنجاز هذا المعلم التاريخي الهام ترحيبا كبيرا من سكان الولاية خاصة وأنه أقيم وسط نهج سويداني بوجمعة بقلب المدينة مقابل قاعة سينما الانتصار وهي المحطة التي أعلن فيها الشهيد عن تمرده عن سياسة التمييز العنصري للمستعمر الفرنسي سنة 1943 بعد منع الشباب العرب من دخول قاعة السينما، لينخرط بعدها أيضا في المنظمة السرية عند تأسيسها. واعتبر بعض سكان المدينة أن هذا المعلم سيبقى شاهدا على القيمة التاريخية للرجل الذي كان أحد أبطال مجموعة ال22 التاريخية الذين خططوا لثورة نوفمبر المجيدة وواصل نضاله إلى أن سقط في ميدان الشرف يوم 16 أفريل 1956 بعد وقوعه في حاجز للدرك الفرنسي بالقرب من مدينة القليعة بولاية تيبازة، خاصة وأنه أنجز بالنهج الذي يحمل اسمه غير بعيد عن مسقط رأسه بالمنزل الكائن بشارع سريدي محمد الطاهر والمعروف بسان فاردينان. واستنادا للمعلومات المقدمة من طرف القائمين على الإنجاز الذي أنهيت أشغاله في فترة زمنية قاربت ال3 أشهر، فقد تطلب غلافا المالي ماليا بقيمة 7 مليون دج تم تخصيصه من ميزانية الولاية وبمساهمة المجلس الشعبي الولائي كما من المنتظر أن يتم تدشين المعلم رسميا في الأيام المقبلة ضمن مراسم إحياء ذكرى 19 مارس (عيد النصر) لهذه السنة. للإشارة، فإن هذا المعلم التاريخي سيكون بديلا للنصب التذكاري المنجز سنة 2009 بمفترق الطرق ما بين نهج سويداني بوجمعة ونهج أول نوفمبر وهو النصب الذي ما يزال موجودا حاليا ويحتضن سنويا مراسم إحياء ذكرى وفاة الشهيد المتزامنة مع 16 أفريل غير أنه لا يعبّر، بشكل مناسب، عن الثقل التاريخي الحقيقي للرجل الذي وهب نفسه فداء للوطن، حسب رأي أبناء المدينة.