أبرز متدخلون في ورشة عمل نظمت بورقلة حول تطوير زراعة الزيتون بالمناطق الصحراوية، على أهمية وضع مقاربة لضمان تطوير هذه الشعبة الفلاحية عن طريق إدماج و جمع كافة المتعاملين. وشدد المشاركون في أشغال هذه اللقاء الذي حمل شعار زراعة الزيتون في المناطق القاحلة حقائق وآفاق من بينهم خبراء وباحثون ومهنيون قدموا من مختلف جهات الوطن، على آليات التكوين والمرافقة التقنية و إنشاء خلايا للإرشاد والتحسيس وتوجيه المزارعين المحليين. كما ألحوا على ضرورة إجراء تشخيص حول وضعية زراعة الزيتون بالمناطق الصحراوية وإنجاز وحدة متخصصة (مخبر) تعنى بتطوير هذه الشعبة، إلى جانب إنشاء مشتلة تستخدم التقنيات الحيوية وتثمين مخلفات الثمرة بعد عصرها في تغذية المواشي (أغنام وأبقار وإبل) في هذه المناطق. وأشار المحاضر حسين دوفان من جامعة مولود معمري بتيزي وزو، إلى أن نجاح أي مشروع متعلق بتطوير شعبة الزيتون في المناطق القاحلة يتحقق بصفة خاصة حسب سلوكات جميع المتعاملين في سلسلة شعبة الزيتون. كما تتطلب هذه الخطوة -حسب المتدخل- الحصول على منتوج نوعي يستجيب لحاجيات المستهلكين، وأيضا يتميز بالتنافسية في السوق العالمية ومواد دسمة وإتباع كافة المراحل المرتبطة بهذه الشعبة وفضاء للإنتاج إلى غاية الوصول إلى تحقيق المنتوج النهائي. وقدرت المساحة المخصصة لزراعة الزيتون على الصعيد الوطني في 2015 بأزيد من 406.571 هكتار وبمجموع 56.314.777 شجرة زيتون، منها 32.314.075 شجرة منتجة أي بنسبة تقدر ب57 في المائة، كما أوضحت فايزة بن سايح إطار بمحافظة تنمية الفلاحة في المناطق الصحراوية بورقلة. وتتمركز زراعة الزيتون بالنسبة لشمال البلاد على مستوى سبع ولايات بجاية وتيزي وزو والبويرة وبرج بوعريريج وجيجل وسطيف ومعسكر، حيث تمثل منطقة الوسط نسبة أكثر من 75 في المائة من المساحة الإجمالية المخصصة لزراعة الزيتون بهذه الولايات، مثلما أضاف المصدر. وفيما يتعلق بالمناطق الصحراوية، ذكرت السيدة بن سايح أن زارعة الزيتون شملت خلال نفس الفترة 12.973 هكتار بإجمالي 3.409.308 شجرة زيتون، من بينها 2.920.978 مجمعة و488.330 أخرى متفرقة، علما أن عدد أشجار الزيتون المنتج قد بلغ 1.673.619 شجرة أي بنسبة تقدر 49 في المائة. وتمثل المساحة المخصصة لزراعة الزيتون ما يقارب 3 في المائة من المساحة الإجمالية في البلاد و5 في المائة من إجمالي عدد أشجار الزيتون المنتجة، كما أشير إليه. بسكرة تحتل المرتبة الأولى في زراعة الزيتون أما بالنسبة لترتيب الولايات المنتجة في جنوب البلاد، فقد إحتلت بسكرة المركز الأول بمساحة مزروعة قوامها 4.245 هكتار بواقع 33 في المائة من المساحة الكلية بالجنوب، بينما تأتي ولاية الوادي في المرتبة الثانية بمساحة قوامها 3.000 هكتار (23 في المائة) ثم ولاية الأغواط في المرتبة الثالثة بمساحة 2.082 هكتار (16 في المائة)، حسب المصدر. ويهدف هذا اللقاء إلى تبادل الخبرات ونقل المعرفة بغية تدعيم مزاولة نشاط زراعة الزيتون، من خلال تحسين التقنيات المستخدمة لتكون مبنية على أسس معرفة علمية بما يتلاءم مع مميزات المناطق القاحلة وخصوصياتها الطبيعية لهذه المناطق، كما أوضح المنظمون. تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء الذي نظمه قسم العلوم الزراعية التابع لكلية علوم الطبيعية والحياة بجامعة قاصدي مرباح بورقلة، قد تمحور حول محاور أساسية تتمثل في وضعية زراعة الزيتون بالمناطق الصحراوية وأصناف أشجار الزيتون المزروعة بهذه المناطق والتقنيات الزراعية وحماية الصحة النباتية وتثمين وتحويل محاصيل الزيتون.