تعتبر قلة الإنتاج الوطني من زيت الزيتون مقارنة بالبلدان المنتجة في البحر المتوسط ونقص الإعانات العمومية وكذا المخاطر المناخية من أهم الاسباب التي تعيق الجزائر لإيجاد مكانة جيدة في سوق تصدير زيت الزيتون. "بقدرات إنتاج محدودة من الصعب تلبية كل الطلب المحلي على زيت الزيتون بالمنتوج الوطني الذي يعاني من منافسة الزيوت المستوردة من البلدان المجاورة في البحر الابيض المتوسط بسبب أسعارها المنخفضة" حسب ما أوضحه بعض المنتجين لوأج. زيادة على ذلك و"خلافا لشعب إنتاج الحليب و الحبوب و البطاطا فإن شعبة إنتاج زيت الزيتون لا تستفيد من الدعم الكافي من قبل السلطات العمومية" حسبهم. وتستفيد هذه الشعبة من إعانات فيما يخص تجهيزات معاصر الزيتون و الحفظ من قبل الصندوق الوطني للتنمية الزراعية لكن في غياب القروض. وفي هذا السياق قال السيد حسين.أ منتج و أحد المصدرين القلائل لزيت الزيتون في منطقة مشدالة (البويرة) انه قبل موسم الزيتون يكون منتجو الزيتون مجبرون على كراء مساحات لإستغلالها و في فترة الجني يجب عليهم شراء المحاصيل لدى الخواص. "وفي هذه الفترة بالذات يجب على البنوك أو المؤسسات المالية الاخرى ان ترافق المستغلين من اجل تأمين كميات كافية لدى الجني من اجل إنتاج جيد". كما تمت الإشارة الى أن شجرة الزيتون هي جد حساسة لتساقط الامطار و التغيرات المناخية. محليا يعطي كل قنطار من الزيتون حوالي 16 الى 18 لتر من الزيت فقط و هذا بحسب الموسم حسب هذا المنتج الذي يشير الى أن زيت الزيتون المطلوبة بكثرة في الخارج و بالتالي التي يتم تصديرها هي الزيت التي لها ذوق ناعم و ذات الحموضة القليلة. وقال المتحدث الذي يصدر من 5.000 الى 10.000 لتر سنويا انه لا يمكنه التصدير لأسواق كبيرة خارجيا و كون شعبة الزيتون في الجزائر تتميز بمحاصيل غير مستقرة و دعم عمومي غير كاف لرفع الإنتاج. و لتعويض السنوات التي تعرف محصولا ضعيفا يقول منتج آخر أنه يجب استغلال اكبر قدر من حقول الزيتون للرفع من حظوظ الإنتاج متأسفا لصعوبة الحصول على الأراضي الزراعية و قلة دعم السلطات العمومية. =تأخر مقارنة بدول الجوار في الحوض المتوسط= وبالمقارنة مع تونس التي تملك مساحة مخصصة لأشجار الزيتون أقل من نظيرتها في الجزائر، يتفق المنتجون الجزائريون على أن هذه الشعبة تستفيد بتونس على غرار باقي الدول المتوسطية من جهود التطوير والمرافقة التي تبذلها السلطات العمومية. ويؤكدون على أن هذه شعبة الزيتون "مهيكلة ومنظمة وخاصة مدعمة" مضيفين ان زيت الزيتون التونسية تنافس بقوة الزيت الجزائرية في الاسواق الخارجية بالنظر لسعرها المتدني بفضل الدعم المالي للدولة. ويشير المنتجون في هذا السياق إلى ضرورة أن يستفيد الإنتاج الوطني من دعم الدولة لضمان أفضلية تنافسية من حيث الاسعار. ويبلغ سعر زيت الزيتون الجزائرية حوالي 7 يورو في الأسواق المتوسطية بينما يعرض المنافسون منتجاتهم بأسعار أدنى بكثير من ذلك. يذكر ان المرصد الوطني للشعب الفلاحية والغذائية كشف في حصيلته لحملة عام 2015-2016 أن الانتاج الوطني من زيت الزيتون ارتفع ب25% مقارنة بالموسم الذي سبقه ليبلغ 900 الف هكتولتر على مستوى الوطن مضيفا أن المساحة المخصصة لزراعة الزيتون ارتفعت من جهتها ب16% لتصل إلى 471.657 هكتار. وتشمل المساحة المخصصة لزراعة الزيتون من 3ر56 مليون شجرة من بينها 3ر32 مليون شجرة منتجة أي بنسبة 57% حسب أرقام محافظة تطوير الفلاحة في المناطق الصحراوية. وفي شمال البلاد، يتمركز الانتاج في سبع ولايات رئيسية (بجاية، تيزي وزو، البويرة، برج بوعريرج، جيجل، سطيف ومعسكر). وتمثل منطقة الوسط اكثر من 75% من المساحة المخصصة للزيتون في الشمال. أما في المناطق الجنوبية، تمتد هذه الزراعة على مساحة قدرها 13 ألف هكتار متكونة من 4ر3 مليون شجرة زيتون من بينها 9ر2 مليون شجرة مجمعة و 488.330 شجرة منعزلة. وفيما يتعلق بترتيب الولايات المنتجة لزيت الزيتون في جنوب البلاد، تحتل بسكرة المرتبة الأولى بمساحة مزروعة قدرها 4.245 هكتار (33% من إجمالي مساحة زراعة الزيتون في الجنوب) متبوعة بالوادي بمساحة قدرها 3.000 هكتار (23% من إجمالي المساحة) والاغواط ب2.082 هكتار (16%). وعلى المستوى العالمي، تحتل إسبانيا صدارة أكبر الدول المنتجة متبوعة بإيطاليا واليونان وهي الدول الثلاثة التي تنتج لوحدها 75% من الإنتاج العالمي بينما تنتج تونس 9% من الإنتاج العالمي.