- حمام ريغة بعين الدفلى.. يحتضر! - سوء التسيير يعصف بحمام الشيڤر بتلمسان - حمام ملوان يتحول إلى مدينة للأشباح! - مدير حمام الصفصاف : المافيا تسيطر على حمامات التلاغمة تعتبر السياحة الحموية من أهم المقومات التي بإمكانها المساهمة في الارتقاء بالاقتصاد الوطني، لامتلاكها مناطق غير معدودة عبر عدد من ولايات الوطن، إلا أن نقص الاهتمام بهذه المناطق الطبيعية يطرح تساؤلات كثيرة عن سبب تجاهل تطوير حمامات يمكنها أن تتحول لمناطق سياحية جالبة للثروة ومساهمة في التنمية المحلية، وهذا الذي جعل الوزير الاول، عبد المالك سلال خلال زيارته الأخيرة الى ولاية الوادي، حيث راهن على ضرورة الاهتمام بالسياحة بما فيها الحموية لكي تكون بديلا للاقتصاد الوطني من أجل الخروج من التبعية للريع البترولي، إلا أن هذا القطاع، حسب العديد من المختصين، لايزال قابعا تحت رحمة الإهمال والمافيا، على حد قولهم. صورة بائسة، ترسمها السياحة الحموية بالجزائر، حيث توجد مئات الينابيع الساخنة، في حالة إهمال، حيث تسيل مياهها بطريقة عشوائية لتتحول بفعل التسيّب إلى مكب للنفايات وغيرها من المظاهر غير اللائقة وهو ما وقفت عليه السياسي في هذه القضية. السياحة الحموية بحمام ريغة .. تحتضر يصطدم الزوار لمختلف الحمامات المعدنية عبر ولايات الوطن بالنقائص التي تعاني منها هذه الأخيرة والمتمثلة في رداءة الخدمات وغيرها من النقائص الأخرى التي من شأنها ضمان الراحة والاستجمام للزوار، ليجد الزائر نفسه أمام واقع مغاير تماما حيث أن رداءة الخدمات تقف عائقا في وجه الزوار وتحول دون استمتاعهم بقضاء أوقات ممتعة في أحضان الحمامات المعدنية والمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها اغلب الحمامات وهو الأمر الذي ينطبق على الحمام المعدني ريغة المتواجد بولاية عين الدفلى والذي يعرف إهمالا كبيرا شوه صورته ومناظره الخلابة ليتحول الأمر بالنسبة للزوار من مصدر تنزه واستجمام وعلاج بالمياه المعدنية إلى مكان مقزز ومثير للاشمئزاز ، وخاصة أن الأوساخ والقاذورات تحيطه من كل الجوانب ما جعله يبدو بمظهر غير لائق تماما كما أن الكثير من الزوار ينفرون منه ولا يمكثون به لوضعه الذي آل إليه في الفترة الأخيرة، حيث أصبح محاطا بشتى أنواع القاذورات التي قضت على ملامحه وحولت المكان الى بؤرة قاذورات تنبعث منها الروائح المقرفة وهو ما اثار سخطا واسعا في أوساط الزوار الذين أزعجهم الوضع القائم والذي بات يؤرق يوميات الزوار والوافدين لعين المكان، لتطلعنا زينب في هذا الصدد انها من رواد حمام ريغة بصفة مستمرة لتضيف بأن الوضع الذي آل إليه الأخير أصبح فعلا مؤرقا. مؤسسة تسيير حمام ريغة خارج مجال التغطية! وللتذكير، فقد اتصلنا بمؤسسة حمام ريغة عدة مرات متكررة في محاولة للتواصل معها والاستفسار حول وضع الحمام، غير أننا لم نتمكن لعدم الرد تارة ولغياب المدير والمسؤولين تارة أخرى. حمامات التلاغمة.. وجهة سياحية تنتظر الاهتمام وعلى غرار هذا، يشهد النشاط السياحي الحموي بمنطقة التلاغمة بميلة مع حلول كل فصل ربيع انتعاشا متزايدا بفضل الإقبال الكبير للعائلات القادمة من الولايات المجاورة وحتى البعيدة منها بحثا عن الاستجمام والراحة من خلال ملامسة المياه المعدنية الحارة المتدفقة من الأعماق الجوفية. واستنادا لمدير السياحة والصناعة التقليدية بميلة، عبد الله لعشوري في تصريح سابق لوكالة الانباء الجزائرية، فقد استقطبت الحمامات ال11 المتواجدة بمشتة منطقة سمارة غير بعيد عن مدينة التلاغمة التي تعد إحدى أهم بلديات جنوب الولاية خلال السنة المنصرمة ما لا يقل عن 400 ألف زائر. ويعود تاريخ هذه الحمامات المنتشرة في وسط فلاحي إلى سنة 1990 في أعقاب اكتشاف أحد الفلاحين وهو علي منشار لدى قيامه بحفر بئر في أرضه الفلاحية تدفقا كبيرا للمياه الساخنة استخدمها في البداية لعمليات الاستحمام قبل أن ينطلق في بناء حمامه الذي دفع بالكثير من جيرانه الفلاحين إلى القيام بعمليات حفر مماثلة واستخراج مياه بنيت حولها حمامات وكانت موضع نشاط حموي متزايد. ومنذ ذلك الحين، بدأت المرافق الحموية في الانتشار ولكن بطريقة تكاد تكون غير منظمة من خلال بلوغ عدد 11 حماما في ظل تزايد الإقبال لدى محبي الاستحمام القادمين على وجه الخصوص من ولايات ميلة وقسنطينة وأم البواقي وباتنة وسطيف وبسكرة وغيرها من مناطق البلاد علاوة على السماح باستحداث أزيد من مائة منصب شغل مباشر إضافة إلى مناصب عمل أخرى غير مباشرة بهذه المنطقة. غياب رخص الاستغلال وتميزت البنايات الحموية الأولى التي شيدت على أراض فلاحية بمنطقة التلاغمة بالبساطة من خلال إقامة حمامات جماعية وبعض الغرف العائلية القليلة لكن هذا النشاط الحموي شهد خلال السنوات الماضية تزايدا كبيرا في عمليات البناء والتنقيب والحفريات التي لم تستفد من الرخص القانونية كما لم تحض برخص الاستغلال من طرف وزارة السياحة باستثناء 5 هياكل فقط، حسب الأرقام المقدمة من طرف مديرية السياحة والصناعة التقليدية بميلة. وأثبتت دراسات هيدروجيولوجية بأن تدفق المياه الحموية بالمنطقة يصل إلى 20 لترا في الثانية في بعض الآبار لكنه ينزل أحيانا إلى 10 لترات في الثانية في آبار أخرى مما يطرح، حسب مصالح الموارد المائية والفلاحة والبيئة، إشكاليات حول مستقبل هذه الثروة الطبيعية التي لم يعرف حجمها لحد الساعة وسبل حمايتها من أي تلوث محتمل. وفي الوقت الذي تنتظر فيه مدينة التلاغمة الاستغلال المرتقب لمحيط السقي الفلاحي انطلاقا من سد بني هارون على مساحة 4447 هكتارا، يشغل نشاط الحمامات 21 هكتارا من الأراضي الخاصة حسب تقارير رسمية حيث يتعين، حسب محمد جمال خنفار، والي ميلة، تسوية الوضعية العقارية. الفوضى وسوء التسيير.. ينغص زوار الحمامات المعدنية وفضلا عن ذلك، فإن اغلب هذه الاخيرة تغرق قي الفوضى وهو ما اعرب عنه العديد من المواطنين الزائرين لحمام تلاغمة بولاية ڤالمة نغصت على الزوار استمتاعهم بسحر الطبيعة التي تتمتع بها هذه الأخيرة بدءا بوضعية الطرقات المؤدية لهذه الحمامات والتي توجد في حالة من التدهور الكبير والذي يحول دون وصول الأشخاص إلى هذه الاخيرة وولوجها، إذ يتعذر على الزوار الوصول إليها بسهولة وخاصة أثناء هطول الأمطار التي تحول المكان إلى بركة طينية حقيقية وذلك لانعدام طرق معبدة تسمح بتنقل الأشخاص بأريحية حيث أن هذا الاخير يعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين لما يوفره من علاج لمختلف الأمراض وخاصة إذا ما تعلق الأمر بأمراض المفاصل والروماتيزم حيث يعتبره الكثيرون فعالا غير أن رداءة الخدمات والفوضى التي تعصف بهذا الأخير جعلت من المواطنين يعبرون عن سخطهم ويشتكون الوضع القائم، لتطلعنا فوزية في هذا الصدد انها من زوار حمامات التلاغمة لتضيف بأن رداءة الخدمات حرمتنا من الاستمتاع بالحمام، ولا يقتصر الأمر على وضعية الطرقات المؤدية للحمام، بل يمتد إلى نقص تدفق المياه الجوفية بداخل حجرات الحمام وهو ما يؤرق عادة الزوار والوافدين إلى الحمام الذين يصارعون لأجل الحصول على قطرات المياه الجوفية التي توفر العلاج الحموي حيث أنه باعتبار أن المنطقة تمتاز بحماماتها المعدنية الغنية بالمعادن التي توفر العلاج لمختلف الأمراض، فإن الكثير من الأشخاص من سكان المنطقة عمدوا لاستغلال مياه المنابع بطرق غير شرعية واستعمالها عشوائيا بفتحهم لحمامات غير معتمدة عن طريق بناء حجيرات واستعمال مياه الحمامات الأخرى القانونية واستنفادها دون التقيد بشروط السلامة والصحة والنظافة، إذ تفتقد هذه الأخيرة أدنى المقومات التي تجعل منها حمامات حقيقية فيما يسميها أصحابها حمامات والذين يستغلون ويستنزفون جيوب الزوار مقابل خدمات متردية لا تمت بصلة للحمامات المعدنية وهو ما أرق الزوار والسكان بالمنطقة على حد سواء حيث أن الفوضى التي تضرب أركان هذه المنطقة الحموية جعلت من المكان يبدو مسرحا حقيقيا، إذ لم يعد يبدو كحمام بأتم معنى الكلمة ليطلعنا رشيد، أحد رواد المنطقة، بأن الحمامات بالتلاغمة لم تعد كسابق عهدها ليضيف بأن سوء التسيير قضى على المنتجعات وحولها إلى ملكيات خاصة مهملة. مدير حمام الصفصاف : المافيا تسيطر على حمامات التلاغمة ! وفي خضم هذا الواقع، أوضح سمير لفحل، مدير حمام الصفصاف بالتلاغمة بولاية ڤالمة في تصريح ل السياسي ، بأن الحمام الذي يديره معتمد من طرف وزارة السياحة وينشط بشكل قانوني وما يعيق سيرورته تصرف المافيا التي تسرق المياه المعدنية من الحمامات المعتمدة والتي تحولها إلى ملكية خاصة وتنشط بصفة غير شرعية حيث يستنفدون مياه الحمامات المعتمدة وهو ما جعل الزوار يعزفون عن زيارة الحمامات ويلجئون إلى الحمامات الأخرى غير الشرعية، ومن جهته، أضاف المتحدث بأن الحمامات المنتشرة بالتلاغمة بولاية ڤالمة تفتقد للتهيئة وخاصة فيما يخص وضع الطرقات المزري والذي هو مسؤولية السلطات البلدية التي نطالبها بتسوية وضعية الطرقات لتسهيل التنقل على الأشخاص الوافدين للحمامات، كما نطالب أن تنظر وتضع حدا ل مافيا الحمامات التي تستنفد المياه الجوفية المعدنية بالمنطقة وتستغلها لصالحها الخاص بطريقة غير قانونية . سوء التسيير يعصف بحمام الشيڤر بتلمسان من جهته، يعرف حمام الشيڤر بولاية تلمسان إهمالا يستخلص في سوء التسيير من طرف القائمين عليه ما أرق يوميات الزوار والوافدين عليه، إذ يعتبر قطبا سياحيا رائدا في السياحة الحموية في الغرب الجزائري غير ان الخدمات الرديئة التي بات يقدمها مقارنة بما سبق قضت على معالمه وساهمت في عزوف الزوار وتوافدهم إليه مقارنة بوقت سبق وهو ما اطلعنا عليه أغلب المواطنين المعتادين على زيارته، لتطلعنا فاطمة في هذا الصدد بأنها من المعتادين على زيارة حمام الشيڤر المعدني لتضيف المتحدثة أن الأخير لم يعد يقدم الخدمات كما في السابق، ويصارع القاصد لحمام الشيڤر بولاية تلمسان سوء الخدمات والبحث عن الأفضل الغائب بهذا الحمام حيث أن الأخير لم يعد في مستوى تطلعات الزوار رغم ما يحتويه من علاج لمختلف الأمراض على غرار أمراض الكلى والروماتيزم وغيرها من الأمراض الأخرى وهو ما زاد من أرق الزوار بحرمانهم من الخدمات اللازمة لدى قصدهم لعين المكان. نقص المرافق.. هاجس الزوار ويشتكى زوار هذه المحطة المعدنية الموجودة بمنطقة خلابة ومحاطة بأشجار الصنوبر والكاليتوس من انعدام أبسط المرافق الضرورية كالمطاعم والمقاهي وحتى النقل حيث أن اغلب قاصدي المكان يأتون بسياراتهم الخاصة. ولتوفير ذلك، تم في سنة 2014 إعداد دراسة لمشروع تهيئة المكان بالمرافق الضرورية من مطاعم ومقاهٍ وحظيرة للسيارات وفضاء للعب خاص بالأطفال وتوسعة للحمامات حيث قدرت تكاليف المشروع ب420 مليون دج وينتظر توفير هذا الغلاف للانطلاق في الأشغال، حسبما علم لدى مديرية السياحة بتلمسان. ومن جهتها، شرعت بلدية بوغرارة التي تشرف حاليا على المحطة في تهيئة الطريق المؤدي إلى حمام الشيڤر على طول حوالي 20 كلم حيث وصلت نسبة الأشغال به إلى65 %، حسب رئيس المجلس الشعبي البلدي، بن أعمر فوزي، في تصريح سابق لوسائل الإعلام. حمام البيبان يتحول إلى مفرغة عمومية في ظل انعدام الرقابة وحس المسؤولية للقائمين والمشرفين على الحمامات المعدنية، أثارت الفوضى التي تعم حمام البيبان بولاية برج بوعريريج تذمر الزوار لما يعصف به فوضى عارمة وسوء في التسيير والتأطير حيث أن القائمين عليه لا يؤدون عملهم بشكل جيد، إذ تغيب مظاهر النظافة التي توفر سلامة الأشخاص، فأول ما يشد الانتباه لدى دخول الحمام والولوج إليه تلك المناظر المقرفة التي تبدر من بعض الزوار، إذ ان هذه الحمامات المعدنية يمنع فيها استعمال الصابون والغسول غير ان أول ما يشاهد هو أشخاص يستعملون هذه الأخيرة مثيرين حفيظة أشخاص آخرين باعتبار ان الحمام معدني للتداوي والعلاج والاسترخاء وليس حماما للاستحمام ليثير الأمر سخط الوافدين جراء هذه التصرفات التي تجري دون حسيب ورقيب، فحين تمتلئ حجيرات المياه المعدنية المتدفقة من الينابيع، تلوث من طرف بعض الأشخاص الذين يدخلون الحمام، كما اتخذ الكثير من الأشخاص الحمام كغيره من الحمامات العادية حيث أصبح يمثل لهم المكان الذي يستحمون به أسبوعيا، فالمظاهر التي تسوده من تلوث وعفونة في المياه والتي تبدر من بعض الأشخاص، قضت على ملامح الحمام المعدني الذي يفترض أن يكون مكانا للاسترخاء والعلاج بمياهه المعدنية على غرار الروماتيزم وأمراض المفاصل. من جهته، لم تقتصر سوء ورداءة الخدمات التي تضرب حمام البيبان بولاية برج بوعريريج على نظافة حجرات المياه المعدنية، بل تمتد إلى الخدمات الأخرى التي بالفندق الذي يفتقد إلى أدنى المقومات التي تخوله لأن يكون فندقا يضمن راحة الزائرين، إذ أن غرفه قذرة وغير مهيأة وتنعدم للتدفئة ولا تتوفر على المياه بالمراحيض ما يستوجب على الأشخاص الذين يبيتون فيه للتنقل بمفردهم خارج محيط الفندق والبحث عن الماء، ناهيك عن عدم توفر المطعم الذي يضمن لهم الوجبات الساخنة بعد الاستحمام حيث يفرض على الأشخاص التنقل والبحث عن المطاعم، ورغم ما يتوفر عليه حمام البيبان من مياه معدنية تجعله رائدا في العلاج الحموي غير أن سوء ورداءة الخدمات قضت عليه وجعلته يبدو هيكلا بدون روح. حمام ملوان يتحول إلى مدينة للأشباح! وبخصوص حمام ملوان الواقع شرق ولاية البليدة، فقد تحول الى مدينة للأشباح بسبب تراجع عدد السياح مقارنة بالسنوات الفارطة، حسبما لوحظ، ويتجلى ذلك من خلال نقص الحركية التي عهدتها هذه المنطقة حيث يقصدها الزوار من كل حدب وصوب للتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة ومياه وديانها المنعشة وينابيعها الحيوية الشافية للعديد من الأمراض كما ذاع صيتها منذ القدم، باستثناء سكان البلديات المجاورة من ولايتي البليدة والجزائر العاصمة الشغوفين لطبيعة المنطقة وسكينتها كما تبينه أرقام لوحات المركبات المصطفة على جنبات الوادي، ولعل من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذه الوضعية انعكاسات الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة منذ صيف سنة 2013 وما نجم عنها من تضرر في البنايات والهياكل ومختلف المرافق التي شوهت مدخل المدينة إلى جانب أشغال النفق الجارية عند مدخل المدينة التي تدفع بقاصدي المنطقة إلى اتخاذ طريق اجتنابي.