يزداد الإقبال والتردد على الموقع الحموي ب"اكسانة" ببلدية الهاشمية (البويرة) مع حلول فصل الشتاء وهذا نظرا لما يتميز ويشتهر به هذا الحمام المعدني من مياه ساخنة ذات تدفق كبير ومنافع صحية جمة وموقع سياحي جذاب مُندس وسط غابة الصنوبر الكثيفة، وهو ما يزيد في إضفاء الراحة النفسية على مرتادي هذا الحمام. ازداد مؤخرا توافد الزوار من كل حدب وصوب على حمام اكسانة المعدني بالهاشمية خاصة بالنسبة لمرضى الروماتيزم والأمراض الجلدية وأمراض الشلل وكذا مختلف أمراض الأنف والأذن والحنجرة وبعض أمراض الحساسية وأمراض تصلب الشرايين والأوردة الدموية وكذا آثار الحروق والالتهاب الرئوي المزمن، والأمراض التي أكد بشأنها أطباء أخصائيون أنه من الممكن أن تشفى تماما بفضل مياه الحمام المعدنية مثلما يوضح القائمون على هذا المركب. ويقع حمام اكسانة المعروف محليا بتسمية "افراكسن" على بعد نحو 35 كلم جنوب شرق عاصمة الولاية (البويرة) وذلك في منطقة يقدر علوها عن سطح البحر ب650 متر وهي برأي مديرية السياحة واحدة من بين أهم الثروات السياحية التي تزخر بها الولاية والمرشحة لأن تكون لها مكانة مرموقة ضمن المعالم السياحية عند الانتهاء من تجسيد عديد المشاريع والهياكل السياحية والمرافق الخدماتية المبرمجة بالمنطقة. وسمح هذا المشروع الاستثماري الهام الجاري انجازه بالمنطقة والذي بات يعول عليه للنهوض بهذا الموقع الحموي بتحقيق إنجاز مبنى المجموعة الأولى من مشروع مركب الاستحمام المشتمل على حمام تقليدي بجناحين (رجال ونساء) وقاعتين للتسخين مجهزتين بوسائل حديثة، ومركز تجاري وخدماتي ومسبحين وشقق للإيواء. أما الشطر الثاني لهذا المشروع، الذي لم تنطلق أشغاله بعد، على ما يسمى بالمجمع الطبي الذي برمج به انجاز قاعتين للعلاج بالمياه المعدنية الحموية وقاعتين لإعادة تأهيل الأعضاء والجسم وكذا حمامات بخارية بكل مرافقها ومرافق أخرى تخصص لإيواء المرضى وقاعة متعددة الخدمات ووحدة للبحث العلمي وفندق للإيواء من الدرجة الرفيعة يشتمل على 800 سرير. تجدر الإشارة إلى أن قدرات الاستقبال في هذا المركب عند الانتهاء من انجازه كلية وحسب أحد الشركاء في هذا المشروع وهو الدكتور "ملوك" تصل طاقته إلى 1200 شخص يوميا في الحمام التقليدي وتوفير العلاج الطبي المتخصص لنحو 120 شخص في اليوم و هذا بواسطة فريق طبي مؤهل يعتمد على استعمال الوسائل والتجهيزات الحديثة في العلاج، فضلا عن طاقة إيواء للمجمع الطبي تشتمل 60 سريرا وكذا ما يوفره هذا المركب من قدرات في مجال الإطعام والإيواء. وتبقى المشاريع الأخرى المتعلقة بإنشاء فضاءات للراحة وميدان للألعاب ومعابر للتجوال وشلال اصطناعي وكذا الشاليهات التي تشيد وسط تلك المناظر الطبيعية الخلابة هي الأخرى الكفيلة برد الاعتبار لهذا الموقع الحموي والسياحي، وفي انتظار كل هذا بدأ جليا اهتمام العائلات والزائرين بهذا الحمام المعدني وحنينهم خاصة لتلك التقاليد الشعبية المتمثلة في إقامة الأعراس والحفلات بين أحضان تلك الطبيعة وبمقربة من هذا الموقع الحموي الذي تنبعث منه رائحة الكبريت وأحيانا رائحة البيض المسلوق بواسطة تلك المياه الحموية الساخنة وهي عادات كثيرا ما كانت تقبل عليها العائلات وهي تقيم لبضعة أيام تحت الخيم أو في الهواء الطلق في موسم الصيف. وللإسهام أكثر في ترقية هذا الموقع الحموي بمنطقة اكسانة الغنية بمؤهلاتها الطبيعية والأثرية والتاريخية يتعين حسب انطباعات بعض الزوار التكفل بحل مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب الذي تعاني منه المنطقة و كذا ضرورة توفير وسائل النقل وسائر المرافق الخدماتية والصحية، مع التهيئة للأرصفة والطرقات والساحات العمومية وحظائر التوقف للسيارات وهو المحيط العام الذي لازال يشكو من عدة نقائص.