أجرى وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، مباحثات بمدريد مع وزير الشؤون الخارجية الإسباني، ألفانسو داستيس، تطرقا خلالها لكثافة العلاقات بين الجزائر وإسبانيا ومعاهدة حسن الجوار والتعاون التي سمحت بتحقيق مشاريع كبرى بدفع من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة. وأوضح بوطرفة، أن اللقاء تمحور حول هذه الشراكة التي تجسدت بمشاريع كبرى في قطاع الطاقة وقطاعات أخرى لاسيما على صعيد العلاقات الثنائية. وبخصوص قطاع الطاقة، أشار بوطرفة الى أنه بات اليوم من المهم بعث وتشجيع التعاون بين البلدين، علما أن الجزائر تعمل على تنويع اقتصادها والمؤسسات الإسبانية تملك مهارة كفيلة بتعزيز هذه الإرادة. كما تطرق الوزيران الى الطاقات المتجددة وبالخصوص المناقصة أطلس1 والمشروع الضخم لإنتاج 0000ر4 ميغاواط عن طريق الطاقة الشمسية والذي يمثل فرصة بالنسبة للمؤسسات الإسبانية للظفر بمكانة في هذا القطاع الذي من شأنه السماح بتطوير صناعة الطاقات المتجددة في الجزائر. وأضاف بوطرفة أنه تم كذلك استعراض مسألة تسويق الغاز وكذا إعادة تقييم مشروع الربط الكهربائي بين الجزائر وإسبانيا وتدعيم شبكات الربط الغازي وتجديد عقود الغاز وآفاق تطوير وتنويع الشراكة والتعاون. وبهذه المناسبة، أشاد بوطرفة بدعم اسبانيا لمشروع أورفال للألياف البصرية الرابط بين بين وهران وفالنسيا. ومن جهة أخرى، كانت لبوطرفة مباحثات مع نظيره الإسباني، ألفارو نادال، حول فرص الاستثمار في قطاع الطاقة ومدى تقدم مشاريع الشراكة القائمة بين البلدين وكذا آفاق التعاون والاستثمار بالخصوص في نشاط الاستكشاف والإنتاج وتحويل النفط وكذا الطاقات المتجددة. وخلال لقاء احتضنه المعهد الملكي ألكانو بمدريد، جدد بوطرفة أمام ممثلي الشركات البترولية و الطاقوية الإسبانية إرادة الجزائر في بناء علاقات شراكة وتعاون مع إسبانيا تعود بالفائدة على الطرفين علاقات تتطلع بثبات نحو المستقبل، قال وزير الطاقة. كما عرض بوطرفة بهذه المناسبة السياسة الطاقوية للجزائر وفرص الاستثمار المتاحة. ولدى تطرقه لتأثيرات عدم استقرار الأسواق النفطية وانخفاض أسعار المحروقات على الاقتصاد الكلي للجزائر، أبرز الوزير الاصلاحات الهيكلية التي باشرتها الحكومة الجزائرية منذ سنوات من أجل إنجاح التحول الاقتصادي الوطني من خلال تنوعيه لتحريره من التبعية للمحروقات. وذكر بوطرفة بأن أوروبا هي أهم سوق بالنسبة للغاز الجزائري لاسيما من خلال إسبانيا بالنظر إلى العلاقات التاريخية الوثيقة، مشيرا إلى أن السياسة الطاقوية للجزائر تندرج ضمن رؤية متوسطة وطويلة المدى لتحويل النفط والغاز الطبيعي. وأضاف أن الهدف من تكثيف الجهود في مجال الاستكشاف هو تلبية حاجيات السوق الداخلي وكذا تعزيز مكانة الجزائر كطرف فاعل يعول عليه في الاسواق الإقليمية والدولية. وبعد الإشارة إلى احتياطات الجزائر من المحروقات والتي، قال، أن جزء أكبر منها لم يستغل بعد، أكد الوزير أن فرص الاستثمار تبقى مفتوحة لشركائنا . وبخصوص الموارد غير التقليدية، أوضح الوزير أن الجزائر تتمتع بأهم طاقات في العالم حسب التقديرات من الناحية التقنية والاقتصادية ومختلف تأثيرات استغلالها. كما تحدث الوزير عن البرنامج بعيد المدى للشركة الوطنية سوناطراك بمبلغ 75 مليار دولار والذي خصص جزء كبير منه لأنشطة ما قبل الاستغلال النفطي قصد توسيع قاعدة الاحتياطات وضمان أمن الطاقة للبلاد على المدى البعيد. ومن جهة أخرى، أكد بوطرفة أن الجزائر تبقى منفتحة على الشراكة في ميادين التكرير والبتروكيمياء من أجل إنجاز مشترك، مشيرا إلى مختلف مشاريع مصانع التكرير والتقطير الهيدروجيني لزيوت الوقود وإنتاج الإيثلين والبروبان. وفي الختام، أضاف الوزير أن الجزائر تتوفر على منشآت ذات نوعية وظروف استغلال مفيدة وموارد بشرية ذات مؤهلات وأنها تطمح لأن تصبح طرفا فاعلا في مجال الطاقة الشمسية الفولط ضوئية والذي سيشكل وسيلة لتحقيق التنمية على المستوى المحلي وحتى في إفريقيا.