برفضها لعرض الوزير الأول، عبد المالك سلال، للمشاركة في الحكومة الموسّعة المنبثقة عن تشريعيات 4 ماي 2017، تكون حركة مجتمع السلم قد فوتت على نفسها فرصة ذهبية للمساهمة في خدمة الجزائر في عز أزمة اقتصادية يحتاج فيها الوطن إلى تكاتف جهود كل إطاراته وكفاءاته بمختلف توجهاتهم ومشاربهم، وما خطوة حمس الرافضة للمشاركة في الحكومة سوى تهرب من الوعود التي قطعتها على الجزائريين، مكتفية بمكانها الذي رضيته لنفسها وهو المعارضة من الصالونات. حركة حمس التي حاولت طيلة ايام الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي 2017 الظهور بمظهر الحزب القوي الذي يملك بدائل وحلولا في مختلف المجالات، وايضا إطارات و كفاءات قادرة على تسيير البلاد في شتى الظروف، اتيحت لها الفرصة للمساهمة بمشاركتها في الحكومة المقبلة لتسيير الازمة وإخراج البلد من وحل الازمة الاقتصادية التي يعاني منها نتيجة انهيار أسعار البترول، لكن كان لأعضاء مجلس شورتها بضغط من الرئيس المعارض، عبد الرزاق مقري رأي آخر لم يجد له المراقبون والمحللون السياسيون أي تبرير منطقي سوى أن قال البعض إنه تنصل من المسؤولية، بينما رأى آخرون أنه مشكل شخصي مع القيادة السابقة للحزب. واحتجب عبد الرزاق مقري في ندوة صحفية عقدها بمقر الحركة امس بالعاصمة، لتبرير قرار مجلس الشورى بعزف أسطوانة التزوير واللعب على وتر أن حزبه سيبقى يكافح في إطار المعارضة داخل البرلمان. ومعلوم أن حركة الراحل محفوظ نحناح قد حصدت 34 مقعدًا خلال الانتخابات التشريعية في الرابع من ماي، وهي حصيلة سلبية لا تمكن نواب الحزب بالبرلمان من تمرير أي قانون حتى في حال تحالفهم مع الاحزاب الإسلامية الاخرى التي لم تكن نتائجها في مستوى المأمول، وبالتالي، فإن مشاركة حمس في البرلمان المقبل لن يتعدى صفة الرمزية في نظر السواد الاعظم من المحللين. وتابع مقري يقول: قرار عدم المشاركة في الحكومة كان بالأغلبية الساحقة ومجلس الشورى يدعم المكتب التنفيذي دعما تاما ، مشيرا إلى عدم وجود تيارات معارضة داخل حمس، قائلا: لا توجد أي تيارات داخل حمس، فلا يمكن أن نسمي 6 أصوات تيارا . وحاول الرجل الاول في حمس من خلال هذا التصريح التقليل من شأن سلفه أبو جرة سلطاني الذي قاد تيار المشاركة، بعدما رفض مصافحته في اجتماع مجلس الشورى، ما يؤكد عمق الخلافات بين الرجلين وتحول المسألة إلى قضية شخصية. وفي السياق، علق الناشط السياسي المحسوب على حركة الراحل، محفوظ نحناح، مراد عروج، بالقول إن حمس لن تشارك في الحكومة المقبلة بسبب أبو جرة سلطاني لأن قرار المشاركة سينسب إليه وهذا لن يقبل به مقري، على حد تعبير رئيس حزب الرفاه، قيد التأسيس. ورأى مراد عروج إنه لو لم يدخل أبوجرة في الموضوع، لدخلت حمس إلى الحكومة بكل قناعة وبدون ضغط خارجي، أما الآن، فأصبح الأمر شخصيا بين مقري وأبو جرة وسينتصر مقري، قبل أن يستدرك: طبعا، سيبررون موقفهم بذكر أسباب أخرى. ويرى رئيس حمس، أن حركته بقيت وفية لخطها الذي اتخذته منذ تحوّلها إلى المعارضة، لأنه النهج الأسلم لديمومتها، من خلال اتخاذ مواقف شجاعة، بالقول: الحركات التي تتخذ مواقف بسبب الطمع أو الخوف هي حركات آيلة للزوال . بالمقابل، تتهم اطراف معارضة متكتلة مع حمس تحت لواء هيئة التشاور والمتابعة الحركة المحسوبة على التيار الإسلامي بالتلون وتجاوز أرضية مزفران التي تجمع عددا من الشخصيات والتشكيلات السياسية المعارضة.