واصلت أسعار النفط هبوطها عن 50 دولاراً للبرميل أمس بفعل مخاوف من أن قطع دول عربية علاقاتها مع قطر قد يؤثر في استقرار السوق، في وقت ظهرت فيه مخاوف روسية بشأن مستقبل اتفاق خفض الانتاج الذي مددت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" العمل به إلى غاية مارس 2018 بمبادرة من الجزائر التي تتابع باهتمام كبير ما يجري في الخليج و تشدد على ضرورة تبني الحوار من منطلقات سياسية و اقتصادية كذلك. وتراجع خام القياس العالمي برنت 15 سنتاً إلى 49.32 دولار للبرميل، لتصل نسبة الانخفاض منذ 25 ماي إلى 8 في المئة. وتدنى الخام الأميركي الخفيف 15 سنتاً إلى 47.25 دولار للبرميل. وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق إن قرار خفض الإنتاج الذي اتخذته أوبك بالتعاون مع دول من خارجها ينعكس إيجاباً على الدول المشاركة فيه. وأضاف أن قطر تشارك في اتفاق خفض الإنتاج الذي بدأ العمل به في الأول من جانفي الماضي بكمية تبلغ 30 ألف برميل يومياً ، مؤكداً أنها ملتزمة به . وأشار المرزوق الذي يرأس بلده لجنة مراقبة التزام الدول بالاتفاق في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، إلى أن نسبة التزام قطر بقرار الخفض دارت بين 93 و102 في المئة . إلى ذلك، أكدت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس لتسعير النفط، أنها أطلقت بأثر فوري مراجعة بشأن إمكان تسليم الخام الذي يتم تحميله من الموانئ القطرية، في حين أشار بيان صادر عن ميرسك أويل التي تُنتج نحو 300 ألف برميل يومياً من حقل الشاهين النفطي في قطر، إلى أن الخلاف مع قطر لم يؤثر على إنتاج النفط والعمليات في البلاد ، لافتة إلى أنها تتابع التطورات في قطر عن كثب . وأكد أن أولويتنا هي الحد من مخاوف موظفينا وموردينا وأسرهم وقلقهم في قطر ، مشيراً إلى أن عمليات الإنتاج لم تتأثر ونعمل عن كثب مع قطر للبترول والسلطات الأخرى المعنية ونراقب ونُقَوم تطور الموقف . في سياق متصل بالأزمة، تتجه كلفة صادرات الطاقة والسلع الأولية القطرية للارتفاع على الأرجح في وقت حال فيه حظر إماراتي على السفن القطرية دون دخول تلك السفن إلى الميناء الرئيس للتزود بالوقود في المنطقة، ما يجبرها على الإبحار لمسافة أطول للتزود بالوقود أو دفع أسعار أعلى. أعربت روسيا عن قلقها بشأن مستقبل اتفاق خفض الانتاج الذي مددت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" العمل به إلى غاية مارس 2018 بعد قطع عدة دول عربية علاقاتها مع قطر ،و قالت روسيا في أول ردة فعل عن الازمة بين الدول العربية، أكد فلاديمير فورونكوف، مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية بفيينا، أمس، أن التوتر بين قطر وبعض الدول العربية يجب ألا يؤثر بشدة على اتفاق خفض إنتاج النفط بين المنتجين. وقال فورونكوف: "أما بالنسبة للاتفاق، التي تتعلق بتقليص إنتاج النفط، فهذه الوثيقة ذات توجه اقتصادي وليس سياسيا، لذلك أنا لا أعتقد أن هذا سيؤثر بشدة على تنفيذ الاتفاق، حيث أن هذا اتفاق متعدد الأطراف ولم تقطع كل البلاد علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وأعتقد، أنه لا ينبغي توقع تغييرات كبيرة هنا". و قطعت كل من السعودية، مصر، الإمارات، البحرين، اليمن، وليبيا، علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة إياها بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار الداخلي لهذه الدول. و تعتبر السعودية وليبيا والإماراتوقطر، جزءا من اتفاق فيينا، الذي مددته الدول الأعضاء في منظمة "أوبك"، في 25 ماي الماضي، لمدة 9 أشهر أخرى.