l نوفاك: ”روسيا ستبذل كل ما بوسعها لتحقيق نتيجة مجدية لتنفيذ اتفاق خفض الإنتاج” اختتمت أمس اللجنة الوزارية الخماسية لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج اجتماعاتها في مقر منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك في فيينا، بإعلان نتائج أول تقييم لاتفاق خفض الإنتاج الذي تم التوصل إليه في 10 من الشهر الماضي، وبدأ تطبيقه أول الشهر الجاري ويستمر ستة أشهر قابلة للتجديد.
وقد شارك في اتفاق خفض الإنتاج 22 دولة نصفها أعضاء في أوبك والنصف الآخر من المستقلين بقيادة روسيا، ويقضي الاتفاق بخفض المعروض من النفط العالمي بنحو 1.8 مليون برميل يوميا منها 1.2 مليون برميل يوميا من دول أوبك و558 ألف برميل من المنتجين خارجها. وجرت على مدار أمس اتصالات بين أعضاء لجنة مراقبة خفض الإنتاج برئاسة عصام المرزوق وزير النفط الكويتي، الذي رأس اجتماعا تنسيقيا في مقر إقامته مع بقية الوزراء في اللجنة، وهم وزراء الطاقة في روسياوفنزويلا والجزائر وسلطنة عمان، وجاءت المؤشرات الأولية، لتعكس رضا اللجنة سواء عن مواقف المنتجين أو وضع السوق في المرحلة الراهنة. ارتياح لتجاوز سعر برميل النفط 50 دولارا منذ تطبيق اتفاق فيينا وأبدى المشاركون ارتياحهم لمستوى الأسعار الذي تحسن كثيرا منذ الشهر الماضي، حيث بقيت الأسعار فوق مستوى 50 دولارا للبرميل، كما كسبت سلة خام أوبك نحو 20 في المائة خلال هذه الفترة القصيرة، معتبرين أن تحديد مستوى إنتاج دول أوبك عند 32.5 مليون برميل يوميا هو مستوى جيد وملائم للسوق في المرحلة الراهنة، مؤكدين أن آفاق نمو الطلب واعدة وهو ما يبشر بسرعة استعادة التوازن في السوق. وكان وزير النفط الكويتي ورئيس لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج قد أدلى بتصريحات للصحفيين فور وصوله إلى فيينا، أكد فيها تفاؤله الواسع بنتائج اجتماع اللجنة وبخطة خفض الإنتاج بشكل عام، منوها بأن أحد أبرز عوامل النجاح يتمثل في التفاهم والتنسيق الشديد مع روسيا التي تبدي رغبة قوية في إنجاح التعاون المشترك والوفاء بكافة التزاماتها تجاه خفض الإنتاج. وأضاف المرزوق أن ”لجنة مراقبة خفض الإنتاج حرصت في تشكيلها على التوازن والتنوع بوجود دولتين تمثلان المنتجين المستقلين، إلى جانب ثلاث دول من داخل منظمة أوبك وهو ما يعزز أطر التعاون، ويؤكد المسؤولية المشتركة للجميع في استعادة التوازن والاستقرار في سوق النفط”. وأشار المرزوق إلى أن اللجنة تتلقى تقارير منتظمة عن وضع الإنتاج في الدول المشاركة في الاتفاق، وأن أول تقييم شامل سيصدر بداية الشهر المقبل بعد مراجعة منتظمة لأحدث البيانات في دول الإنتاج، وهو ما سيمكن اللجنة من الوقوف بدقة على مدى التزام المنتجين بالاتفاق. ونوه المرزوق بأن اجتماع أمس شمل بحث ومناقشة التطورات في سوق النفط وسيتم إجراء عدد من المشاورات والمحادثات المغلقة بين الدول الأعضاء في اللجنة، بحضور محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك، وذلك قبل إعلان البيان الختامي لاجتماع اللجنة، مؤكدا أن فكرة تجديد العمل بالاتفاقية غير مطروحة مطلقا في الوقت الراهن، وأنها متروكة للنقاش في نهاية مدة الاتفاقية وبالتحديد خلال الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة أوبك في 25 ماي المقبل، الذي سيشارك فيه على الأرجح عدد من الدول المنتجة خارج أوبك، قائلا: ”سنتعرف أكثر على الأرقام الدقيقة حول تطور مستويات الأسعار خلال المرحلة المقبلة ومدى التزام الدول الأعضاء بما جرى الاتفاق عليه، وذلك بعد أن نحصل على تقارير بهذا الخصوص نهاية شهر جانفي الجاري، أو مطلع شهر فيفري، وهو ما سيمكننا من الوقوف حقيقة على مدى التزام الجميع بالاتفاق المبرم”. وفيما يتعلق بإمكانية تمديد الخفض المتفق عليه لستة أشهر إضافية لدعم السوق النفطي العالمي، أفاد المرزوق بأن وزراء نفط المنظمة سيعقدون اجتماعهم الوزاري نصف السنوي في شهر ماي المقبل وسينظرون حينها في مدى حاجة المنظمة إلى تمديد الاتفاق من عدمه. وخلص في ختام تصريحه إلى القول أن الجميع يبدون التزاما بتطبيق ما اتُّفِق عليه في اجتماع فيينا الأخير، القاضي بسحب الفائض من الخام في السوق النفطي العالمي. الفالح: ”منتجو النفط من أوبك وخارجها ملتزمون بتعهداتهم لتقليص إنتاج النفط” يُذكر أن اللجنة الوزارية المعنية بمراقبة تطبيق اتفاق الإنتاج التي تترأسها دولة الكويت تضم في عضويتها كلا من فنزويلا والجزائر من داخل أوبك، وروسياوعمان من خارجها. كما أكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن منتجي النفط من أوبك وخارجها ملتزمون بتعهداتهم تقليص إنتاج النفط وأن المخزونات العالمية ستعود إلى متوسط خمس سنوات بحلول منتصف العام في حالة الالتزام الكامل. وأبلغ الفالح الصحفيين قبيل أول اجتماع للجنة مراقبة الاتفاق ”لا يوجد ما يدعونا للقول على نحو مفاجئ مع دخول جانفي، إننا بحاجة إلى خفض أكبر أو فترة أطول. هل سيتغير هذا في الربع الثاني؟ ربما لكن ذلك مستبعد اليوم”. من جهته، أكد وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لتحقيق أقصى مشاركة ممكنة ونتيجة مجدية لتنفيذ اتفاق خفض إنتاج النفط. كما قال إنه راض عن مستوى التزام منتجي النفط باتفاق خفض الإنتاج الذي تم التوصل إليه أواخر العام الماضي. وقال نوفاك للصحفيين من فيينا: ”نحن جئنا قبل الموعد المحدد، وسوف نستمر في السعي لتحقيق بنود الاتفاق، روسيا وللمرة الأولى تشارك في هذا الجزء، ونحن نبذل قصارى جهدنا لنكون أكثر انخراطا في تنفيذ الاتفاق، لدينا توقعات إيجابية للغاية، ونحن نجتمع لمناقشة تنفيذ الاتفاق”.