تؤكد التصريحات الاخيرة لكبار المسؤولين الجزائريين حول مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، حقيقة تحولها إلى صداع كبير وحتى إلى مصدر يهدد الامن العام والإستقرار الوطني، و ما قضايا تلفيق فيديو مفبرك مس شخص المدير العام لشركة نفطال والمساس بمصداقية شهادة البكالوريا بفعل تسريب مواضيعها وإشاعة وفاة الرئيس الاسبق اليمين زروال و الحساب المفبرك لوزير الطاقة الجديد التي شهدتها بلادنا في الايام الاخيرة إلا محطة مظلمة جديدة في فضاء أزرق جديد و هش تحول إلى مرتع للعصابات السيبرانية التي خربت بيوت العديد من العائلات الجزائرية خلال السنوات الاخيرة . البداية كانت مع قضية الفيديو المفبرك الذي مس شرف المدير العام لمؤسسة نفطال حسين ريزو في عز ايام الشهر الفضيل، و تم انهاء مهامه على إثر ذلك ليصاب بعدها بازمة قلبية استدعت دخوله إلى المستشفى، قبل أن يتأكد أن الفيديو المتداول في مواقع التواصل الإجتماعي الذي جعل العمال يطالبون بتنحية ريزو مفبرك. هذه القضية خلفت موجة استنكار عارمة من طرف كبار المسؤولين الجزائريين حيث قال مدير ديوان الرئاسة أحمد اويحيى في ندوة صحفية عقدها مؤخرا بمقر حزب الارندي تعليقا على حادثة ريزو هنالك ضابط أخلاقي يدعو الجميع إلى احترام الحياة الخاصة للأشخاص ، مضيفا أن وسائل الاتصال الحديثة عالم جديد و هش و الهجومات على الأشخاص أصبحت ظاهرة خارقة . وزراء ضحايا انتحال شخصية ! و لم تقف قصة الفبركة عند مدراء الشركات بل مست حتى وزراء في الطاقم الحكومي مؤخرا ،أين ندد وزير الطاقة مصطفى قيطوني بشدة انتحال شخصيته عبر فتح حساب تويتر مزور يحمل اسمه من دون علمه بغرض المساس بصورته والادلاء بتصريحات كاذبة و متطفلة وتحمل افتراءات باسمه . و جاء في بيان للوزارة مؤخرا : يكذب وزير الطاقة كل التصريحات التي نسبت اليه في حساب تويتر المزور و ذلك ليلة 5 الى 6 جوان 2017 لأغراض خفية و دنيئة . و اشار ذات المصدر ان قيطوني لا يملك لحد اليوم اي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي. زروال مات في الفايسبوك و لم يسلم حتى رئيس الجمهورية الاسبق اليمين زروال من هذه الممارسات الدنيئة لعدد من المنتسبين للفضاء الازرق، حيث تداولت عديد الصفحات مؤخرا إشاعة وفاته في المستشفى العسكري بقسنطينة، دون تكبد عناء التحري ما خلق هلعا لدى الجزائريين و أسرة الرئيس الاسبق في ولاية باتنة ، قبل أن تتأكد أن هذه الانباء عارية تماما من الصحة. الفايسبوك يُطيح بتدابير وزارة التربية و بعد ربع ساعة فقط من انطلاق امتحانات البكالوريا الأحد، ضرب الفايسبوك تدابير وزارة التربية الوطنية في الصميم ، حيث أن هذه المدة القصيرة كانت كافية لتسريب وتداول أسئلة مواد الرياضيات واللغة العربية على مختلف صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك . وتداول تلاميذ على نطاق واسع الأسئلة وتمكنوا من إدخال الهواتف النقالة رغم الإجراءات التي سخرتها وزارة بن غبريط لتفادي التسريبات. وفي أول اعتراف لها أكدت وزيرة التربية نورية بن غبريط، تسريب مواضيع بكالوريا 2017 في يومها الأول من داخل قاعات الامتحان دقائق بعد انطلاقه.وقالت الوزيرة في تصريح صحفي من ولاية قالمة بأن تداول المواضيع بعد 15 دقيقة من انطلاق الامتحان لن يؤثر على السير الحسن لبكالوريا 2017 كما كشفت بن غبريط عن فتح تحقيق لمعرفة الأطراف التي تقف وراءه، مؤكدة بأن العدالة لن تتسامح مع الفاعلين ، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وفق ما يمليه القانون في حق هؤلاء.كما جددت الوزيرة تأكيدها بأن الجهات الوصية قد اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لضمان السير الحسن للامتحان. الجيش يحذر من الفايسبوك وكتأكيد على أن هذه الوسائط باتت تشكل خطرا على الامن العام ، دعا الجيش أفراده والمنتمين إليه إلى ضرورة الحفاظ على الصورة المشرفة للجيش الوطني الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي . وحذرت وزارة الدفاع من مغبة نشر وتسريب معلومات تخص المؤسسة العسكرية ، فأية هفوة كما جاء في عدد جوان من مجلة الجيش-لسان حال المؤسسة العسكرية -، قد تشكل خطرًا على أمن وحياة عناصر الجيش ،كما قد تشكل تهديدًا لاستقرار الوطن وسلامة حتى المواطنين. وخصصت وزارة الدفاع الصفحة الثانية من مجلة الجيش الشهرية للإشهار، بحملة التوعية الموجهة لأفراد الجيش الوطني الشعبي تحت شعار الحفاظ على الصورة المشرفة للجيش الوطني الشعبي على الشبكات الاجتماعية مسؤوليتك أنت أيضا .وأكدت الوزارة أن السر العسكري مهمة الجميع، ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد يشكل خطرًا على أمن وحياة أفراد الجيش. وجاءت خطوة وزارة الدفاع الوطني لتحدّ من ظاهرة باتت تستغل كل ما يرمز لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي للترويج لأفكار أصحابها وانتماءاتهم وتمرير رسائل خطيرة وهدامة من خلالها.